إستقبل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده اليوم، الرئيس فؤاد السنيورة وناقش معه الاوضاع العامة.
بعد الزيارة قال السنيورة: “هذه الزيارة لسيادة المطران الياس عوده فيها، كالعادة، الكثير من الشوق والود والمحبة، وأيضا الكثير من الصراحة. هناك قضايا كثيرة اعتدنا دائما أن نتباحث بشأنها معا، واليوم كانت جولة واسعة على عدة مواضيع ناقشناها. قدمت اليوم لزيارة سيدنا المطران الياس، بداية لإطلاعه على الزيارة التي قام بها مجلس العلاقات العربية والدولية، الذي أنا أحد أعضائه، وهم زملاء من عدد من الدول العربية الذين كان لهم دور كبير في العمل السياسي في بلدانهم وما زالوا ناشطين إلى حد بعيد في العمل السياسي والعمل العام، قمنا معا بزيارة الصرح البابوي في الفاتيكان”.
اضاف: “الأمر الذي استدعى هذه الزيارة كانت المتغيرات التي حصلت في القدس، وموقف الولايات المتحدة بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وما جاء بعد ذلك من موقف للحكومة الإسرائيلية باتخاذ الكنيست قرارا بتهويد الدولة، الأمر الذي يولد الكثير من القضايا والمسائل والإشكالات، آخرها مواقف الحكومة الأميركية بالنسبة إلى الأونروا ومركز منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، إضافة إلى ما سمعناه مؤخرا حول تقاسم المسجد الأقصى. كل هذه عوامل متفجرة تستدعي عملا من كل مَن يستطيع القيام بدور في هذا الشأن. لذلك، قمنا بزيارة حاضرة الفاتيكان والتقينا قداسة البابا وأمين سر الفاتيكان، الذي هو في الوقت نفسه رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، وأطلعناهم على كل هذه المسائل إضافة إلى مسائل تتعلق بالعيش الواحد المسيحي – الإسلامي أكان في لبنان أو في العالمين العربي والإسلامي. أيضا، أطلعناهم على ما يحدث في العالم من متغيرات تؤدي إلى ظهور المزيد من داء الشعبوية في أكثر من دولة في العالم، الأمر الذي تنتج عنه تصرفات عنصرية تولد إشكالات كبيرة.
وتابع: أطلعت سيادته اليوم على كل هذه الأمور، وكانت مناسبة للحديث في مواضيع متعلقة بلبنان إن من ناحية إتفاق الطائف وأهمية الحفاظ عليه والتمسك به، إذ إنه يجمع اللبنانيين وقد أدى إلى إنهاء الحرب، تاليا السير نحو إعادة الإعتبار للدولة اللبنانية. أهمية التمسك بالطائف والحفاظ عليه هي في منع استدراج لبنان، لا سيما في ضوء المخاطر الكبرى الداخلية والإقليمية التي تستدعي مزيدا من العمل من أجل الحفاظ على العيش الواحد المسيحي – الإسلامي. لقد وجدت لدى سيادة المتروبوليت الياس التفهم وتقدير المخاطر وأهمية إيجاد الوسائل الحقيقية الوطنية وليس المذهبية والطائفية، لا سيما أن اتفاق الطائف ليس ملكا لطائفة أو لمذهب، بل هو لجميع اللبنانيين، وهو حافظ للوحدة الوطنية بين اللبنانيين”.
سئل: هل تباحثتم في موضوع المحكمة الدولية والنتائج التي وصلت إليها؟
اجاب: “لم نتطرق إلى هذا الموضوع. لقد عبرت شخصيا في الماضي عن أن ما يهمنا حاليا هو أن تصدر المحكمة قرارها. المعلوم الآن أن المحكمة ستبدأ بإصدار الأحكام مطلع السنة المقبلة. أعتقد أنه علينا أن نصبر، لأن الأمر الأهم هو أن تأخذ العدالة مجراها. لا يمكن صرف النظر عن المحكمة، بل على العكس، هذه دعوة لكل من يتجرأ على الحريات في لبنان، ولا ننسى أن لبنان تحمل سقوط شهداء كثر بينهم رئيسا جمهورية وثلاثة رؤساء وزارة ورجال دين وسياسة وصحافيون، تاليا، حماية للحريات في لبنان، يجب أن تطبق العدالة بحق المجرمين. دعونا ننتظر ما ستقوله المحكمة، وبعد ذلك لكل حادث حديث”.