لم يضع لقاء الرئيس المكلف حسان دياب مع رئيس تيار” المردة” سليمان فرنجية و”الخليلين” حدّاً للنزاع الحكومي و”صراع الحصص” و”تناتش الحقائب” الوزارية، وبالتالي الخاتمة السعيدة لم تكتب بعد في انتظار فكفكة العقد وتذليل العقبات لتمكّن قطار التأليف من بلوغ سكة الأمان.
“حكومة اللون الواحد”، تناولها رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، فتمنى لهم “إذا شكّلوا الحكومة كل التوفيق”، وقال: “نؤيد كل فكرة تنموية اصلاحية، وعندما اخترعوا “الثلث المعطل” كان ذلك في حكومة الوحدة الوطنية إنما اليوم الحكومة من لون واحد وهم يختلفون في ما بينهم”.
وبعد زيارته رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري في “بيت الوسط”، رأى جنبلاط أنّه “يُستحسن التفكير بهدوء بعيداً من الانفعال والعواطف”، وأكد أننا “نواجه أياماً صعبة اقتصادياً”. وفي كلمة وجهها إلى “الحراك الجديد”، قال: “إنّ العنف لا يخدم وكلامي وكلام رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ليس دفاعاً عن حجارة بيروت بل عن أهلها”. وأضاف: “أنا مع إعطاء إمتياز للروس كي تعود المصفاة في الشمال كما كانت في الماضي، ويأتي النفط من كركوك أو عبر سوريا من تركيا، ولا يستطيع السوري أن يعترض لا سيما أن في تلك المناطق حيث يسيطر الروسي وبذلك يكون هناك مدخول للبنان”. وسأل: “لماذا لا يتم فتح مطار القليعات كي تكون هناك حركة اقتصادية ضخمة تريح الشمال؟”.
إجتماع أمني
وبعدما تعذر اجتماع المجلس الاعلى للدفاع للمرة الثالثة منذ بدء الاحداث لرفض الحريري المشاركة فيه، إنعقد اجتماع أمني في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وحضره وزيرا الدفاع والداخلية وقادة الاجهزة الامنية. ودعا عون الى التمييز بين المتظاهرين السلميين واولئك الذي يقومون بأعمال شغب واعتداءات. واستمع الحاضرون الى تقارير قدمها رؤساء الاجهزة الامنية عن الاوضاع العامة في البلاد، والاجراءات التي اعتمدت لمواجهة العناصر التي تندس في صفوف المتظاهرين للقيام بأعمال تخريبية، والتي اتضح أنها تعمل ضمن مجموعات منظمة.
الحريري: لتكن حكومة تتحمل المسؤولية
واعتبر الحريري أن”الجيش والقوى الأمنية كافة تتولى مسؤولياتها في تطبيق القوانين ومنع الإخلال بالسلم الأهلي، وهي تتحمل يومياً نتائج المواجهات مع التحركات الشعبية”. وأكد أن “الاستمرار في دوامة الأمن بمواجهة الناس تعني المراوحة في الأزمة وإصراراً على إنكار الواقع السياسي المستجد”. وقال: “حكومتنا استقالت في سبيل الانتقال إلى حكومة جديدة تتعامل مع المتغيرات الشعبية، لكن التعطيل مستمر منذ تسعين يوماً فيما البلاد تتحرك نحو المجهول، والفريق المعني بتشكيل حكومة يأخذ وقته في البحث عن جنس الوزارة”. وشدّد على أن “المطلوب حكومة جديدة على وجه السرعة تحقق في الحد الأدنى ثغرة في الجدار المسدود، وتوقف مسلسل الانهيار والتداعيات الاقتصادية والامنية الذي يتفاقم يوماً بعد يوم. إستمرار تصريف الاعمال ليس هو الحل فليتوقف هدر الوقت ولتكن حكومة تتحمل المسؤولية”.
“سيدة الجبل”
وفي المواقف، لفت “لقاء سيدة الجبل” الى انه “بعد أكثر من تسعين يوماً على انتفاضة الشعب اللبناني وبعد أكثر من شهر على تكليف الدكتور حسان دياب لتشكيل الحكومة، لا تزال السلطة السياسية بدءاً برئيس الجمهورية تعيش حالة من النكران وتتهرّب من تحمّل المسؤولية”. وجدّد تحميله السلطة السياسية مسؤولية ما وصلت اليه أحوال البلد، فإما ان تتحمل هذه السلطة مسؤولياتها وتشكل حكومة تضع حداً للانهيار الحاصل وتصالح الدولة مع اللبنانيين والعالمين العربي والدولي، وإما فلترحل بكافة تراتبيتها الدستورية.
كاثوليكياً، إنعقد “اللقاء التشاوري” برئاسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في المقر البطريركي في الربوة. وأكد البيان الصادر عن المجتمعين أنهم “أجمعوا على ضرورة احترام العدالة في التمثيل الطائفي على ما ينص عليه الدستور اللبناني، واعتماد صيغة تحقق التوازن المطلوب بين المذاهب واحترام الأعراف والتقاليد في تشكيل الحكومات، مع إدراكنا الكامل أن هذا الأمر لن يعيق تأليف الحكومة بل سيسهله”.