قام سفير دولة السودان الجديد في لبنان سعادة الأستاذ علي الصادق علي بزيارة لغرفة طرابلس ولبنان الشمالي على راس وفد ضم كبار المستشارين في السفارة السودانية في بيروت السادة: هشام حسين، جبريل النور،الإعلامي أسامة خليفة والعلاقات العامة سامر بشير حيث كان في إستقبالهم رئيس الغرفة توفيق دبوسي بحضور أعضاء مجلس الإدارة أحمد أمين المير، مصطفى اليمق، محمد عبد الرحمن عبيد ورجال أعمال وأعضاء من الجالية السودانية في لبنان وأعضاء من جمعية الأخوة اللبنانية السودانية ووجوه قضائية وحقوقية علمية وتربوية وأكاديمية وفنية ورؤساء وأعضاء هيئات إقتصادية وتجارية ورجال أعمال وفاعليات ومهتمين بتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين لبنان والسودان.
الرئيس دبوسي
في بداية اللقاء، رحب الرئيس توفيق دبوسي، بالسفير السوداني علي الصادق علي مشيراً الى أن السودان الشقيق ” يحتل عقل وقلب جميع اللبنانيين بالرغم من أننا نعلم أن هذا البلد الشقيق، يمر بظروف صعبة نراها مماثلة لكل الظروف التي تمر بها بلداننا العربية، ولكن تبقى العلاقات السودانية اللبنانية تشكل علامة غنى نموذجية لبناء العلاقات العربية العربية، والسودان كما نعلم جميعاً بلد غني في كل المجالات، والسوداني مبدع وخلاق وملتزم بقضايا عروبته وإنسانيته، أما بالنسبة لزيارة سعادة السفير علي الصادق علي، قد تكون الزيارة الأولى بإعتبار أنه تسلم مهامه حديثاً في لبنان، ولكن علاقاتنا بالسفارة السودانية في لبنان هي علاقات متأصلة ومزمنة، ونحن نبارك لسعادة السفير علي الصادق علي، إعتماده سفيراً لبلاده في وطنه الثاني لبنان، ونحن من خلال لقاءنا بسعادته وضيوفنا الكرام نود أن نستعرض معاً سبل تطوير العلاقات الإقتصادية بين بلدينا، وكيفية مواجهة المعوقات بروح من التعاون المساعد على إزالة كافة المعوقات وتذليلها لما فيه مصلحة البلدين وكذلك العمل المشترك على تكثيف التبادلات التجارية والإستثمارية”.
واكد الرئيس دبوسي ” من زاوية القطاع الخاص فإن غرفة طرابلس ومن خلال الأستاذة ليندا سلطان رئيسة دائرتها التجارية والعلاقات العامة ستواصل التعاون في مناخ من الشراكة مع الملحقية التجارية في السفارة السودانية من اجل تعميق الروابط لما فيه مصلحة الجانبين اللبناني والسوداني”.
السفير السوداني علي الصادق علي
تحدث السفير السوداني علي الصادق علي موضحاً أن زيارته وفريق عمل السفارة السودانية ” تتمحور حول عنوان رئيسي هو “السودان أرض الفرص” المتوفرة في كل المجالات الإستثمارية وفي مختلف القطاعات”.كما أشار الى أن بلاده تشهد نمواً إقتصادياً غير مسبوق سواء بالنسبة للقطاع الصناعي أو بالنسبة للزراعة ودورها كعمود فقري في منظومة الإقتصاد السوداني وتؤكدها كل مؤشرات النمو المضطرد، وأن هناك مساحات واسعة الأرجاء لديها الإستعداد الكامل لجذب كل الإستثمارات حيث أنه لم يتم إستثمار سوى 30 مليون فدان من أصل 200 مليون فدان من مساحات تلك الأراضي الزراعية على سبيل المثال ، كاشفاً الخصائص الإقتصادية التي يمتاز بها السودان وأن بلاده تفتح أبوابها أمام المستثمرين اللبنانيين لا سيما أبناء طرابلس وأن اللبنانيين يسجلون حضوراً متقدماً على صعيد المشروعات الرائدة وباتوا رمزاً للتعاون البناء في عدد من المشاريع الصناعية المميزة والفنادق والخدمات، كما أن السودان أكبر الدول العربية مساحة وهي تختزن الثروات الطبيعية إضافة إلى الكوادر العلمية، بحيث أنه عرف افتتاح الصروح الاكاديمية كما شهد عدد من خريجي الطب من جامعاتها في وقت متقدم جداً ، ويقوم بتوظيف الإمكانيات في عملية التطوير الاجتماعي والعلمي بالرغم من إنفصال الجنوب عنها، السودان هي الدولة الثالثة في الوطن العربي من حيث المساحة وهي تملك ثروات ضخمة كالبترول، الذهب، الحديد، الكروم والفوسفات. ومن ناحية الزراعة لدينا مساحات واسعة جداً وأرض خصبة، نأمل من المستثمرين اللبنانيين الاستفادة منها. كما نمتلك ثروات حيوانية هائلة تدل على حجمها المتعاظم ونحن في عملية تفاعل دائم مع أشقائنا اللبنانيين المقيمين على أرض السودان ونوفر لهم كل التسهيلات الجاذبة والمشجعة والمختلفة والمتعددة وأن كل ما يتم الحديث عن أحوال السودان سواء من جهة الأحداث التي يشهدها إقليم دارفور أو أية منطقة سودانية أو العلاقات التي تضبط حركة التواصل بين شمال السودان وجنوبه عارية عن الصحة تماماً بل إن الإعلام بشكل عام يؤثر تضخيم الأحداث بطريقة لا تتفق على الإطلاق مع حقيقة الواقع القائم ونحن على موعد مع رفع الحصار الإقتصادي عن السودان في شهر تموز / يوليو من العام الجاري 2017 لتشهد السودان ورشة إنفتاح وتعاون مع محيطها الجغرافي ومع كافة الدول العربية والأجنبية وأن السودان يبقى في كل الظروف أرض الفرص المتوفرة للجميع لا سيما ان الإستثمارات السعودية والكويتية فاعلة في أكثر من مجال كما السودان يسجل حضوره في المؤتمرات الإقتصادية العربية من خلال المبادرات البناءة التي يطلقها في مختلف مؤتمرات القمم الإقتصادية العربية”.
المستمر اللبناني في السودان الدكتور محمد الرفاعي
تناول المستثمر اللبناني الدكتور محمد الرفاعي تجربته الإستثمارية الكبرى في مجالات الصناعات الجلدية تتوفر من خلالها الاحذية لافراد المؤسسة العسكرية السودانية أو لعموم المستهلكين على أرض السودان لافتاً أن هناك خصائص مشتركة لدى الشعبين السوداني واللبناني، لا سيما ان السوداني طيّب ومتواضع ولديه ذهن مُنفتح، وهو صاحب ثقافة ومعرفة بأحوال الوطن العربي خصوصاً والعالم عموماً، وفي المقابل يتمتّع الشعب اللبناني بميزتين مشتركتين مع السودان وهما الثقافة والإنفتاح، وذلك يجعل الحديث حول التعاون الوثيق أكثر راحةً وتفاعلاً، ومن المفيد للراغبين في الإستثمار في السودان من اللبنانيين أن ياخذوا بعين الإعتبار أن السودان بلد غني ومنفتح ومن المؤكد انهم سيلاقون التسهيلات المساعدة على تحقيق تطلعاتاهم الإستثمارية في شتى المجالات”.
تخلل اللقاء عرض فيلم وثائقي عن الفرص الأستثمارية المتاحة في السودان تبعه فيلم وثائقي آخر عن التجربة النموذجية الإستثمارية للمستثمر اللبناني الدكتور محمد الرفاعي ومداخلات مختلفة تمحورت حول أهمية وضرورة تعزيز الروابط بين السودان ولبنان عموماً ومع طرابلس ولبنان الشمالي عموماً كما قدم سعادة السفير علي الصادق علي درعاً تقديرية للرئيس دبوسي لدوره المميز في تعزيز العلاقات الإقتصادية اللبنانية السودانية كما قدم الرئيس دبوسي لسعادة السفير العلي هدية رمزية تمثلت بالصابون البلدي التراثي الذي تمتاز بصناعته مدينة طرابلس على مدى العصور”.
كما تلقى الرئيس دبوسي هدية رمزية من جمعية “عندي فكرة” وكذلك هدية مماثلة للقاضي الأستاذ نبيل صاري.
وتم التشديد على ضرورة تنظيم منتديات وملتقيات للتباحث بمختلف الطرق المساعدة على تعزيز الروابط الإقتصادية والإجتماعية والثقافية اللبنانية السودانية.
وفي الختام جال الجميع على مختلف مشاريع غرفة طرابلس لا سيما “مختبرات مراقبة الجودة” و”مركز الابحاث والتطوير الصناعي ” ودورههما اللذان يتلاءمان بشكل محوري معع التطلعات السودانية في التحديث والإنماء الزراعي بالإستناد الى معايير الجودة والسلامة الغذائية.