ورأت هيئة المحلفين المستقلة أن دارين أوزبورن ارتكب عملية إرهابية خطط لها سلفاً وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وهو ما استوجب إدانته بجريمة القتل العمد إضافة إلى جريمة محاولة القتل قبل ذلك بيوم واحد، والحكم عليه بالسجن 43 عاماً.

وتعود الجريمة إلى يوم الـ19 من يونيو الماضي عندما استقل أوزبورن سيارة شاحنة صغيرة واستهدف بها جمعاً من المصلين لدى خروجهم من مسجد “فينزبيري بارك” في شمال لندن بعد انتهاء صلاة التراويح مباشرة، وفي الوقت الذي كان فيه بعضهم يتناول طعام السحور، وهو ما أدى حينها إلى مقتل أحد المصلين وإصابة 10آخرين بجراح، قبل أن تلقي الشرطة القبض على الفاعل الذي تبين أنه رجل عنصري أراد استخدام نفس أساليب تنظيم “داعش” في استهداف المدنيين الأبرياء.

وتبين للمحكمة أن أوزبورن كان قد حاول تنفيذ هجوم إرهابي ضد مسلمين يحيون مناسبة من أجل التضامن مع مدينة القدس في وجه الاحتلال الإسرائيلي وذلك يوم الـ18 من يونيو الماضي، أي قبل يوم واحد من تنفيذ هجومه ضد المصلين، إلا أنه لم يتمكن من استهداف الحشد المتضامن مع القدس فلجأ إلى الخطة الثانية باستهداف المصلين الخارجين من صلاة التراويح في اليوم التالي.

ويبلغ أوزبورن من العمر 48 عاماً وهو من سكان مدينة كاردف في مقاطعة “ويلز”، حيث تبين للمحكمة أنه قاد سيارته من هناك وذهب بها إلى العاصمة لندن حتى وصل إلى المسجد الرئيس في شمال المدينة ومن ثم استهدف المصلين قبيل منتصف الليل.

صرخ بعد ارتكاب الجريمة “أنا قمت بعملي”

وقال شهود عيان للمحكمة إنهم سمعوا أوزبورن يصرخ بعد ارتكاب الجريمة قائلاً: “أنا قمت بعملي”، وذلك قبل أن يتم اعتقاله من قبل قوات الشرطة البريطانية التي هرعت إلى المكان.

وحاول أوزبورن الدفاع عن نفسه أمام المحكمة بنفي التهم الموجهة إليه وقال إن شخصاً آخر أخذ مكانه في السيارة وقادها نحو الجموع وارتكب الجريمة بها، إلا أن المحكمة رأت مقاطع الفيديو التي التقطتها كاميرات المراقبة والتي أظهرت بأن أوزبورن كان وحده داخل السيارة وأنه ارتكب جريمته متعمداً من أجل قتل وإصابة أكبر عدد من المسلمين الخارجين لتوهم من الصلاة في المسجد.

وأصدر مسجد “فينزبيري بارك” بيانا حصلت “العربية نت” على نسخة منه رحب بإدانة “الإرهابي اليميني المتطرف الذي هاجم المصلين المسلمين في المنطقة”.

وقال البيان: “لاحقاً للإدانة بحق دارين أوزبورن لارتكابه هجوماً إرهابياً خلف قتيلاً واحداً، فإن مسجد فينزبيري بارك والمجتمع المحلي في المنطقة يُرحبون بشكل جماعي ومشترك بالحكم”.

(العربية.نت)