“الزلازل تتجدد وليس مَنْ يحمل مع الناس في لبنان”

خاص Lebanon On Time –
ها هي الهزات الأرضية تتوالى على لبنان المنهك ارتدادًا للزلازل التي تضرب بعض المناطق التركية القريبة من منطقتنا فتتأثر بها العديد من المدن السورية بشكل مباشر مخلّفةً الدمار والخراب، وبصورة متوسطة، يتأثر لبنان بتلك الزلازل بمعدل لا يُستهان به، حيث وقعت ليل أمس هزة ارتدادية قوية شعر بها سكان كل المناطق اللبنانية الساحلية والجبلية مُدبّةً الرعب في قلوب الناس الذين هرعوا بالنزول من بيوتهم متوجّهين إلى الشوارع والأماكن المفتوحة خوفًا من سقوط المباني كما هو الحال في تركيا وسوريا، ولكن الأمر في لبنان مختلف، إذ يعاني عدد كبير من مبانيه في الأصل من الصدع، فمن دون زلازل وهزات تقع هذه المباني على رؤوس أهلها وأطفالها تارة أثناء الدارسة وتارة أثناء النوم… وبالتالي فإن هذا البلد الضعيف لا يحمل أي كوارث طبيعية من هذا القبيل لأن ليس هناك دولة مسؤولة عن شعبها تتحمل عواقب هذه النكبات وتعوّض على الناس خسائرها.
وفي هذا الشأن، فقد خلّفت الهزة الأرضية ليل أمس أضرار عديدة في مختلف الأراضي اللبنانية، وخصوصًا في المناطق الشعبية ذات المباني الواهية وحيث الفقر المدقع، فهناك مباني تصدّعت في الضنية وبعض قرى عكار وتكاد حاليا أن تقع على رؤوس أهلها دون قدرتهم على تصليحها، وهناك امرأة تعرضت لكسر في جسدها وهي هاربة من بيتها الهاوي في منطقة ببنين في عكار لأنها تعلم حق العلم أن لا دولة تسأل ولا معنيّين يهمّهم الأمر، وليس هناك مَنْ يحمل مع هؤلاء الناس ويخفف عنهم كوارث الطبيعة بعدما شبعوا إرهاقًا وتنكيلًا من كوارث دولتهم وعصاباتها.