رجل غامض، ظهر فجأة على شاشة التلفزيون أثناء المقابلة مع رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري، وبطريقة بدا معها وكأنه وصل إلى المكان من عالم اللاشيء، ليثير الحيرة والفضول، ومعهما شكوك متنوعة ساورت أذهان الملايين، بتساؤلات عمن يكون وعما كان مكتوبا على ورقة بيضاء رأيناها بين يديه، فمن هو هذا الرجل حقيقة؟
ما إن وصل إلى المكان قرب الطاولة التي تجري عندها المقابلة، حتى بدأ الحريري يرمقه بنظرة سمكية الطراز طويلة، ومرة نظر إلى الورقة التي كان يحركها بين يديه، وكأنه يحاول معرفة المدوّن فيها، إلا أن رئيس الوزراء المستقيل صرف النظر عنها، وأعطاه إشارة بيمناه عند الثانية 22 لينصرف، فغادر الرجل كأنه كان ولم يكن.
الدليل الدامغ عن البث المباشر للمقابلة
ما حدث، شرحته بولا يعقوبيان التي أوفدها “تلفزيون المستقبل” المملوك من الحريري، لإعداد المقابلة معه في دارته بالعاصمة السعودية، فقبل دقيقتين تقريبا من نهاية المقابلة التي دامت ساعة و30 دقيقة، عادت بعد آخر فاصل فيها، وأشارت إلى المكان الذي كان يقف فيه الرجل، وفق ما نرى بعد الثانية العاشرة من فيديو للقطة من المقابلة تعرضها “العربية.نت” أدناه، وقالت إنه “من فريق العمل” إلا أنها لم تتابع وتشرح أي فريق عمل، لذلك ظن البعض أن الرجل هو من الفريق التلفزيوني السعودي الذي ساعدها في إجراء المقابلة، من تصوير وتوابعه، أو “فريق” آخر.
في شرحها، اعتبرت المذيعة أن ظهور الرجل في اللقطة، كان خطأ تقنيا، لكنه يثبت على الأقل أن المقابلة كانت مباشرة وغير مسجلة سلفا، وإلا لكانوا ألغوا الخطأ التقني فيها. مع أنها لم تكن في حاجة إلى هذا التبرير، لأنها سبق وأعطت دليلا آخر أثناء المقابلة.. دليل دامغ يؤكد أنها مباشرة، هو ذكرها لوقوع زلزال في العراق مساء أمس الأحد.
وانطوت صفحة الشك ونظرية المؤامرة
وبين الذين احتاروا بأمر الرجل ومن يكون، هو الإعلامي المصري عمرو أديب، مقدم برنامج “كل يوم” على شاشة قناة ON E المصرية، فقام بما كانت “العربية.نت” تنويه أيضا، لولا وجدت هاتف بولا يعقوبيان مشغولا دائما، وهو الاتصال بها لتسألها عن المقابلة وعمن يكون الرجل وما قصة الورقة بين يديه.
أخبرته بحسب ما نسمع بعد الدقيقة الخامسة من الفيديو أعلاه، أنها أوضحت ذلك أكثر من مرة، في إشارة منها إلى أن آخرين غير عمرو أديب سألوها عن الرجل أيضا، فأخبرته أنه موظف يعمل لدى الحريري “من فريقه، وكان يحاول أن يقول له شيئا” وبهذا الجواب شبع الفضوليون وانطوت صفحة الشك، ومعها كل ما يدغدغ مخيلات الميّالين لنظرية المؤامرة، وما أكثرهم.
(العربية.نت)