واستهل يوم امس الجمعة بزيارة مجمع التربية الكاثوليكية ولقاء امين سره المطران انجلو فنشنسو زاني الذي رحب بالبطريرك والاساقفة، عارضا لنشاط المجمع ولسبل التعاون مع الكنيسة المارونية، لافتا الى الدور العالمي لهذه الكنيسة التي اصبح ابناؤها في كل مكان من العالم.
ثم توجه الآباء الى المجلس الحبري لتفسير النصوص القانونية، وعقدوا لقاء مع رئيس المجمع المطران فيليبو يانوني الذي اعرب عن سروره بلقاء رئيس واعضاء مجمع الكنيسة المارونية. ثم عرف بالمجلس وبمجال عمله في تفسير النصوص القانونية بحيث يقدم كل الايضاحات والاجوبة حولها. وكما في كل لقاء طرح الاباء اسئلتهم وجرت حولها نقاشات وحوارات معمقة وتبادل للخبرات خلصت الى كثير من التوضيحات والاستنتاجات.
وفي سياق زيارة الاعتاب الرسولية ولقائه الرهبانيات، لبى الراعي والاساقفة دعوة الرهبانية اللبنانية المارونية الى لقاء تكريمي لرئيس المؤسسة المارونية للانتشار بحضور السفيرين فريد الخازن وميرا الضاهر والنواب: علي بزي، ياسين جابر، الان عون، نقولا نحاس، نديم الجميل، طوني فرنجيه، شوقي الدكاش، نعمت افرام، رولا طبش وجان تالوزيان، اضافة الى امين عام تيار المستقبل احمد الحريري ووكيل الرهبانية الاب ميلاد طربيه وعدد من الكهنة والرهبان ومن ابناء الجالية اللبنانية في روما.
الحريري
واشار الحريري الى “أن الدور الذي يقوم به البطريرك الراعي ليس دورا دينيا بقدر ما هو دور دنيوي أيضا، فمساعيه الدائمة لا تقتصر فقط على تضميد جراح الحرب الأهلية، بل إن دوره أكبر من ذلك بكثير، في ظل ما يقوم به من رد على مخطط تهجير المسيحيين من الشرق، للتأكيد أن عودة المسيحيين إلى الشرق ستكون من خلال لبنان ودور المسيحيين فيه”.
وتوجه الحريري إلى البطريرك الراعي بالقول: “نقدر دورك، ونعرف كم تمر بصعاب حتى تتمكن من المحافظة على أمن المجتمع المسيحي في لبنان واستقراره، ويمكن أن نقول اننا نطمئن ببعضنا، ونقوى ببعضنا، ونحمي بعضنا، وليس لدينا أكثرية ولا أقلية في لبنان، فقد قال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اننا اوقفنا العد”.
وأشار إلى أن “مخطط تهجير المسيحيين من الشرق ليس جديدا، وشهدناه في العراق وسوريا وفي كل المنطقة العربية، ولا يزال لبنان هو البلد الذي يحمى فيه المسلم بالمسيحي ويحمى المسيحي فيه بالمسلم. وأنا لا أقول هذا الكلام إلا عن قناعة وايمان بهذه القيم التي كرسها فينا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في عائلتنا أولا، وفي تيار المستقبل ثانيا، وهي نابعة من ايمان واضح بأن خير الامور الوسط، والاعتدال هو الاساس، لان اي تطرف ديني او عرقي او عقائدي لا يؤدي الى نتيجة بل يؤدي الى خراب”.
الراعي
من جهته، القى البطريرك الراعي كلمة شكر جاء فيها: “لفتني في كلماتكم المرحبة تقاطع الأفكار فيما بينكم. الجميع تحدث عن العائلة اللبنانية وعن الغنى الثقافي وعن لبنان المسلم والمسيحي. واليوم جريدة الفاتيكان حملت مانشيت “قوي كأرز لبنان” انها جملة من خطاب البابا فرنسيس الذي قال ان “التوازن الخلاق في لبنان بين المسلمين والمسيحيين هو قوي كالأرز”.من خلال كلماتكم ادركنا ان الإستقلال يخاطبنا، قائلا انتم اللبنانيون على تنوعكم وعلى مذاهبكم تغتنون بتعددية ثقافية ودينية وحضارية تمثل قيمة لبنان فحافظوا عليها. لقد انطلق الإستقلال مع الميثاق الوطني اي مع الثقة. الميثاق لم يكتب وعاشه اللبنانيون وفق ثقة تامة. واليوم علينا العيش سويا مسلمين ومسيحيين وفق هذه الثقة فنعيش الفصل بين الدين والدولة ونحترم الله وكل الديانات ونعيش جمال الحريات المتنوعة ونعترف بالحريات المدنية العامة ونعتمد النظام الديمقراطي. الميثاق لم يكتب ولم يوقع ولكن اللبنانيين عاشوه واستقلالنا اليوم يقول لنا اعيدوا هذه الثقة فيما بينكم. انا لا احب استعمال كلمة مصالحة واود استبدالها بعبارة استعادة الثقة، لأنه من دون ثقة لا تسير الحياة كما يجب. لسنا بحاجة الى مصالحة وانما الى الثقة. يقول لنا الإستقلال ايضا انتم عائلة واحدة ومنوعة بطوائفكم على تنوعها، انتم احجار حية في هذا البيت اللبناني. نحن مدعوون للحفاظ على شخصيتنا للإنسجام مع بقية الحجارة. هذا جمال لبنان. اما الكلمة الثالثة التي يقولها لنا الإستقلال فهي لا تفرد ولا اقصاء واذا اردنا فعلا تكوين عائلة واحدة، لا احد منا يمكنه ان يتفرد بأي شيء، هذا جمال نظامنا اللبناني. التفرد يعني خراب البلد ثم لا ثنائيات ولا ثلاثيات او رباعيات او غيرها. هناك ثنائية واحدة هي الطائر اللبناني بجناحيه المسلم والمسيحي الذي استقر فوق جبال الأرز وفق رؤيا حزقيال وهذا الطائر يستمد قوته من هذا التنوع، وضعف احد الجناحين يعني سقوط الطائر. حياتنا معا تقتضي الإحترام المتبادل الى جانب الثقة. هذا كلام الإستقلال”.
وختم الراعي: “بحق دماء شهدائنا الذين سقطوا، ونذكر اليوم شهيدينا الغاليين والعزيزين علينا، الرئيس رنيه معوض والنائب والوزير الشيخ بيار الجميل، نذكرهما مع كل شهدائنا لنقول ان دماء شهداء لبنان من دون استثناء تستصرخنا كي لا يجرؤ احد على التلاعب بهذا الوطن، ولكي نحافظ على تنوعه الجميل والقوي بعيدا عن اي تفرد او استقصاء”.