جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الراعي: سنقول للشرق والغرب ان الدين ليس مصدر الارهاب

الراعي: سنقول للشرق والغرب ان الدين ليس مصدر الارهاب

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد وصوله الى العاصمة النمساوية فيينا، قداس الاحد في كاتدرائية مار اسطفان في وسط المدينة، عاونه فيه المطران فرانس شارل ممثلا رئيس اساقفة فيينا الكردينال كريستوف شونبورن، ورئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر، ورئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب مالك بو طانوس، ورئيس الرسالة المارونية الاب ميشال حرب ولفيف من الاساقفة والكهنة وممثلين عن الكنائس الشرقية، في حضور سفير لبنان في فيينا ابراهيم عساف وطاقم السفارة ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام والامينة العامة الجديدة لمجلس كنائس الشرق الاوسط الدكتورة ثريا بشعلاني وحشد غفير من ابناء الرعية المارونية ورعايا الكنائس الشرقية والرعية اللاتينية.

في مستهل القداس، ألقى الاب حرب كلمة ترحيب أعرب فيها عن فرحة المؤمنين جميعا بزيارة اول بطريرك ماروني الى مدينتهم العريقة وهم يتطلعون اليه “كرافع لمجد لبنان وللراية المدافعة عن القيم المسيحية وكراع يقود الكنيسة بهدي الروح القدس والهامه الى ميناء الخلاص”.

أضاف: “ان زيارتكم يا صاحب الغبطة يؤكد على شعاركم الذي رفعتموه “شركة ومحبة”، فالشركة اليوم في هذا القداس مع ابناء وبنات كنائسنا الشرقية على مختلف طوائفهم، ما هي الا الدلالة المسيحية للشركة ضمن الكنيسة الواحدة اي جسد المسيح السري، والمحبة هي التي تجمعنا في هذه الرعية منذ 15 سنة من مختلف البلدان الشرقية: لبنان، سوريا، العراق، مصر، الاردن، فلسطين وقبرص، متعهدين لغبطتكم، ولو كنا قد اضطررنا قسرا الى ترك بلادنا بسبب الحروب والاضطهادات، ان نحمل راية الانجيل وتعاليم الكنيسة المقدسة التي تربينا عليها. فنكون رسلا حقيقيين للمسيح في هذا البلد المضياف الذي شرع ابوابه لنا ولاخوتنا من تلك البلدان”.

ثم كانت كلمة للمطران شارل رحب فيها بالبطريرك الراعي “الذي يحمل هم المسيحيين في الشرق الاوسط الى كل العالم”، منوها بـ”التعاون المثمر بين مختلف الكنائس الشرقية والكنيسة المحلية من خدمة راعوية واجتماعية افضل”.

ثم بدأ القداس وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان “ايمانك خلصك! يكفي ان تؤمن فتحيا ابنتك”، وقال فيها: “عندما فقدت المرأة المنزوفة كل آمالها بالشفاء بقوة الطب، وقد انفقت كل اموالها، بقي ايمانها فقط بيسوع. ويئيروس عندما بلغه خبر وفاة ابنته، بقي ايمانه بالرب الذي قال له: “اذا آمنت فان ابنتك ستحيا”. انجيل اليوم هو انجيل الايمان، ايمان التحدي”.

أضاف: “يسعدني ان احتفل معكم اليوم بالقداس وقد اتيت الى فيينا للمشاركة في مؤتمر الحوار بين الاديان في مركز الملك عبدالله، وفي هذا المؤتمر سوف نلتقي مسيحيين ومسلمين لأننا بحاجة ان نقول للشرق والغرب وللجميع ان الدين ليس مصدر الارهاب، الدين هو مصدر السلام، وان كل الذين يحاربون او يمارسون العنف باسم الدين أو باسم الله هم ادوات لحركات سياسية تستخدمهم من اجل خلق الصراع بين الاديان والثقافات والحضارات، وبالطبع سوف نقول كلمتنا سويا وندين كل عنف باسم الدين وباسم الله.
ان كل البشر أخوة، كلنا ابناء الله، لذلك كلنا مدعوين لأن نبني معا العائلة البشرية وان نحترم بعضنا البعض على اختلافنا وتنوعنا. سوف نذكر معكم في صلاتنا اوطاننا المشرقية ونصلي من اجل الاستقرار ونهاية الحروب واحلال السلام وعودة كل المهجرين والنازحين والمخطوفين الى ديارهم.
يساعدنا انجيل اليوم على ان نحيي في قلوبنا الايمان بيسوع المسيح. سمعتم في الانجيل ان المرأة المنزوفة منذ اثنتي عشرة سنة، فقدت كل املها وانفقت كل اموالها والطب عاجز عن شفائها، لم يبق لها اي رجاء بالشفاء غير ايمانها بيسوع المسيح، وآمنت انها ستشفى اذا تمكنت من لمس طرف رداء يسوع المسيح، وهذا ما حدث. لم تطلب شيئا ولم تتكلم، ايمانها كان صامتا وقد عبرت عنه بلمس ثوب يسوع فقط، اي ان الرب يسوع يعلم كل مشاكلنا الداخلية وهمومنا واوجاعنا ويكفي ان نلجأ اليه. اراد يسوع ان يعلن للعالم اهمية الايمان عندما سأل من لمسني، لكي يقول للعالم كله ولكل فرد منا بنوع خاص ان الآمال لا تخيب والرجاء لا يموت طالما ان هناك ايمان بيسوع المسيح. نحن نعاني اليوم من نزيف القتل والخراب، والدمار والتهجير، نزيف القيم ونزيف اخلاق الانسانية. والمسيح وحده، اذا آمنا به ولجأنا اليه، قادر على شفاء كل انواع النزف وبخاصة نزيف قلوبنا في المشرق. ويئيروس الذي قالوا له ان ابنتك قد ماتت، لكي لا يرهق يسوع بالذهاب الى منزله، قال له يسوع لا تخاف، يكفي ان تؤمن لكي تحيا ابنتك. لقد آمن يئيروس، ويسوع اقام ابنته من الموت”.

وختم الكردينال الراعي: “نصلي الليلة، وانتم بمعظمكم هجرتم أوطانكم لأن الحرب والمشاكل قد قتلت فيكم كل امل، لكي نجدد اليوم ايماننا بيسوع المسيح لكي نلتمس نهاية الحرب واحلال السلام وعودة الجميع الى اوطانهم وتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم، نعم، يجب ان نقول للرب نحن نؤمن ولكن زدنا ايمانا، نحن ابناء الرجاء وليس ابناء اليأس، نحن ابناء الشجاعة وليس ابناء الخوف، نحن جماعة سلام وليس جماعة حرب.
نجدد ايماننا اليوم ونرفع نشيد الشكر والتسبيح للآب والابن الآن والى الابد، آمين”.

بعد القداس، التقى الراعي المؤمنين في صالون الكنيسة واطلع على اوضاعهم الروحية والراعوية والاجتماعية، مشددا على “ضرورة محافظتهم على تراثات كنائسهم وطقوسها وعلى تقاليدهم كما وعلى ارتباطهم بأوطانهم والتمسك بإرادة العودة اليها من أجل شهادتهم ورسالتهم فيها”.