غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد ظهر اليوم متوجها الى المملكة العربية في زيارة تاريخية تعتبر الاولى لرأس الكنيسة المارونية الى السعودية، وذلك على متن طائرة خاصة وضعها بتصرفه نائب رئيس المؤسسة المارونية العالمية للانماء الشامل رئيس مجلس ادارة بنك بيروت الدكتور سليم صفير. ورافقه رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، ومدير مكتب الاعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض.
وكان في وداع البطريرك في صالون الشرف في مبنى الطيران المدني في المطار وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، القائم بأعمال السفارة السعودية وليد بخاري، وفد من المجلس الاعلى الماروني ضم ميشال متى ورولان غسطين وانطوان رميا، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمانس سعد، ومدير العلاقات العامة في بنك بيروت انطوان حبيب.
وقال الراعي في المطار: “هذه الزيارة مرت في مرحلة اولى عام 2013، وجاءت ظروف لم تمكننا من القيام بها، وهي الآن تأخذ صفة تاريخية ومهمة بالنسبة الى الحدث الذي نعيشه اليوم في لبنان، وكل العيون اللبنانية تتوسم خيرا، ونحن ايضا، لانه لم يأت من المملكة العربية السعودية تاريخيا إلا كل خير، وفي مراحل هذه العلاقة المميزة والصداقة كانت المملكة دائما الى جانب لبنان في كل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والانمائية”.
واضاف: “هذه الزيارة ألبيها بكل فرح، ويشرفني ذلك، خصوصا أنني اول بطريرك ماروني يزور المملكة، علما أنه في عهد البطاركة أسلافنا عريضة المعوشي وخريش والبطريرك صفير، كان هناك مراسلات بين البطاركة والملوك في المملكة”.
وتابع الراعي: “أريد أن أعبر عن شكري الكبير لجلالة الملك سلمان لهذه الدعوة الكريمة، وقد تزامنت مع استقالة الرئيس الحريري وانتظار اللبنانيين ان يعود، والامور تجمدت، والشعب اللبناني كله ليس مرتاحا، ولن يرتاح الا بعد عودة الرئيس الحريري وعودة الحياة الطبيعية والعامة في بلدنا الى إطارها الطبيعي”.
وأكد “أننا سنحمل هذه الآمال والتطلعات وسنضعها في قلب الملك، وفي قلب ولي العهد، ونأمل خيرا بصلاة الجميع وبالارادات الطيبة في المملكة”.
وتوجه البطريرك “بالتحية والشكر للوزير المفوض وليد بخاري القائم بالاعمال في السفارة السعودة في لبنان، لمتابعته اليومية، دقيقة بدقيقة، من أجل إنجاح هذه الزيارة والوصول الى نتيجة مثمرة”.
وردا على سؤال عما قاله الرئيس الحريري خلال مقابلته التلفزيونية أمس، وما إذا كان كلامه يطمئن او انه “قيد الاحتجاز”، قال الراعي: “ما سمعناه جميعا مطمئن، وانا شخصيا كنت مطمئنا ومرتاحا جدا الى ما قاله، والرئيس الحريري أجاب عن كثير من التساؤلات لدى اللبنانيين وفتح آفاقا جديدة ومهمة، ونأمل أن تتحقق هذه المواضيع بأسرع ما يمكن”.
وفي ما يتعلق بتشكيك رئيس الجمهورية في احتجاز الرئيس الحريري في السعودية، قال بخاري: “نحن قابلنا فخامة الرئيس عون وكان في قمة التعاطي مع ازمة الاستقالة، وحملنا تمنيا الى صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي العهد بالتدخل لعودة الرئيس الحريري في أقرب فرصة ممكنة، وانا اخبرته برغبة القيادة في إيفاده وزير الخارجية الى السعودية للاطمئنان بنفسه والوقوف على معطيات هذه الاستقالة، وفي هذه الزيارة واللحظة التاريخية، من ضمن برنامج غبطة البطريرك الراعي لقاء خاص مع الرئيس سعد الحريري”.
وردا على سؤال قال الراعي: “عندما نتحدث مع جلالة الملك وسمو ولي العهد نتكلم كلاما رسميا وصريحا، ونحن نأمل الوصول الى خواتيم المواضيع، كما يتمنى الشعب اللبناني”.
ووصف الصداقة بين المملكة ولبنان ب”التاريخية، والمملكة لم تخذل لبنان مرة، وعلى هذا الاساس نمضي بالموضوع. وبالنسبة الى اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية، المملكة تعرف ان اللبنانيين الذين استقبلتهم على أراضيها احبوها واحترموها واحترموا تقاليدها وقوانينها وقاموا بصداقات عديدة، والعديد من الامراء السعوديين قد اشتروا بيوتا في لبنان، وكان يسكنون في لبنان الى ان جاءت الحرب وعطلت ذلك”.
واعتبر انه “عندما تكون الامور مبنية على صداقة متبادلة فلا اعتقد ان القيادة ستقول لهم تفضلوا الى بيوتكم نظرا الى وجود ازمة، ولا أظن ان المملكة تقوم بذلك”.
من جهته قال بخاري: “لم تسجل اي حالة توتر او شكوى من المواطنين، وأفراد الجالية اللبنانية هم في وطنهم الثاني ويعاملون بكل احترام وكل تقدير من السلطات السعودية، والمملكة تحترم كل الجاليات الموجودة فيها ولاسيما الجالية اللبنانية التي هي محط اهتمام القيادة وكل السلطات هناك”.