جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الراعي:نرفض رفضا قاطعا قرار الكنيست وعلينا عقد قمة روحية خدمة للبشرية وللانسان
5b571fc9b3daa_IMG0722

الراعي:نرفض رفضا قاطعا قرار الكنيست وعلينا عقد قمة روحية خدمة للبشرية وللانسان

زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، مطرانية اللاتين الصويفية في عمان، حيث التقى مجلس رؤساء الكنائس في الاردن، في حضور مطران اللاتين في الاردن ويليام الشوملي، السفير البابوي المونسنيور البيرتو اورتيغا، البطريرك فؤاد طوال، ورؤساء وممثلين عن الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية البروتستانتية.

استهل اللقاء بكلمة ألقاها الشوملي، رحب فيها بالراعي والوفد المرافق، وقال: “نستقبلكم يا صاحب الغبطة، رؤساء كنائس مختلفة، لكننا جسم واحد، فنحن نعيش معا شركة المحبة والوحدة في ما بيننا هنا في الاردن. غبطتكم تقومون بهذا الدور على مستوى لبنان والشرق بشكل مثالي، فأنتم تجمعون ولا تفرقون، وكلنا يعلم هذا”.

وأضاف: “نحن نصلي ونعمل معا في الوقت نفسه، لأن همومنا مع المسلمين مشتركة. نعيش في منطقة ملتهبة ونعاني تداعيات الوضع، فالاردن كما لبنان استقبل عددا كبيرا من النازحين، وهو يعاني ايضا البطالة وهجرة الشباب ووضعا اقتصاديا صعبا”.

وتابع: “أنتم تمثلون يا صاحب الغبطة كنيسة كبرى كما تمثلون لبنان الشقيق، ونحن نتمنى للبنان السلام والطمأنينة وعودة اللاجئين سالمين الى بلادهم”.

بدوره رحب الراعي بالحضور، وأثنى على تعاون الكنائس ووقوفها موحدة لنشر كلمة الانجيل، مثنيا على كلمة المطران الشوملي، وقال: “لقد ركزتم في كلمتكم على وطننا لبنان وكنيستنا، وما هو لقاؤنا اليوم الا للتشديد على وحدتنا وتعاوننا وصمودنا، في هذا الوقت العصيب. أتحدث هنا عن الأردن، فلسطين، لبنان، العراق، سوريا وكل الأراضي المقدسة. فإضافة الى القضية الفلسطينية التي يعانيها الشعب الفلسطيني، جاءت هزة إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وقرار الكنيست الأخير اعتماد اللغة العبرية اللغة الرسمية وإقصاء اللغة العربية. إنه ألم كبير أصابنا لأن هذه الأرض هي مكان انطلاق الكنيسة حيث أعلن سر الإنجيل”.

وأضاف: “لقاؤنا اليوم يذكرنا بأننا حماة جذور المسيحية العالمية، لذلك علينا تشديد شعبنا بقوة السيد المسيح. ان الكلمة الإخيرة هي للإنجيل، ومهما شهدنا من غطرسة فما من شيء أقوى من صليب يسوع المسيح. نحن نتشدد بوحدتنا، ونحن ايضا من خلال مؤسساتنا الكنسية الإجتماعية والتربوية والإستشفائية نتابع شهادتنا اينما وجدنا.
أنتم شهود حق من اورشليم الى العالم كله، الرسل واجهوا صعوبات لكنهم صلوا دائما وقالوا: “يا رب زدنا ايمانا”، ونحن على خطى الرسل نقول دائما يا رب زدنا ايمانا”. بالإيمان ننتصر ونتكاتف، ولقاؤنا أكبر علامة على الوحدة التي نعيشها، نحن نعرف قيمة التنوع، وهذا جمال الكنيسة، جمال كنيستنا بوحدة الصلاة والتعاون والعمل معا والصمود في وجه كل ما يعوق شهادة الكنيسة”.

كذلك وجه الراعي تحية لوسائل الإعلام، داعيا إياها الى “التحدث بلغة الإنجيل والمحبة والسلام، ولاسيما وسائل التواصل الإجتماعي”.
وقال: “على مستوى الشرق، كبطاركة وكرؤساء طوائف، نعيش فرح الاخوة الكبير، هناك عاطفة تجمعنا كلنا. وفي لبنان مع اخوتنا المسلمين ايضا نحن متكاتفون ونعيش الوحدة، وكلما واجهتنا الصعاب نعقد قمما روحية لكي نسمع شعبنا وغيره لغة السلام والمحبة. وبهذه الطريقة يمكننا مواجهة العالم لأننا أقوياء يإيماننا وبصليبنا وبكنيستنا، لا نخاف، ونساعد شعبنا رغم كل الصعوبات، ولكن للأسف هناك حركة هجرة قوية مع الهزات التي تشهدها دول المنطقة، إلا أننا نخاطب شبابنا للعودة الى أرضهم، ولا اقول هذا الكلام من منطلق مسيحي فقط، انما اسلامي، فهذه البلدان غنية بثقافتها وحضارتها وتاريخها ومن حقنا الحفاظ عليها”.

وختم: “لقد عشنا مع المسلمين 1400 سنة ونحن في حاجة لعودة الجميع الى أرضهم، لا يمكننا اخلاء هذه الأرض لأنها مركز ثقافتنا المسيحية والإسلامية، وعلى هذه الأرض خلقنا الاعتدال، دورنا كرجال دين أكبر من اي وقت، هم يصنعون الحروب من اجل تجارة الإسلحة انما نحن نقوم بدورنا لبناء الإنسان. نحن نرفض رفضا قاطعا قرار الكنيست الإسرائيلي والقرار الذي سبقه بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، المسيحيون والمسلمون والأسرة الدولية والشعب الفلسطيني كله يرفض ذلك. وأعتقد أن علينا عقد قمة روحية خدمة للبشرية وللإنسان، فكلنا يرفض سياسة الإقصاء، ونحن أقوياء بإيماننا وبالمسيح ربنا”.

غداء
وظهرا أقامت وزيرة السياحة الاردنية لينا عناب لقاء غداء على شرف الراعي، شاركت فيه فاعليات رسمية وسياسية وروحية واجتماعية، وألقت عناب كلمة شكرت فيها للبطريرك تلبيته دعوة رئيس الحكومة عمر الرزاز، وقالت: “لقد تلمسنا بوجودكم يا صاحب الغبطة المعنى الحقيقي بأن الله محبة والله معنا، أردنيين ولبنانيين، ليس فقط في بناء بيوت المحبة والأخوة، بل أيضا في بناء جسور صداقة تستمد عمادها وقواها من علاقة وطيدة يشهد لها التاريخ ويؤكدها الحاضر ويتطلع إلى تعميقها المستقبل. إن زيارتكم الكريمة للأردن يا صاحب الغبطة تعمق وتواصل ما أرساه أسلافنا من روابط بين كنيستكم المارونية، بل بين لبنان بأسره والمملكة الأردنية الهاشمية، بدءا من اللقاء عام 1927 الذي جمع ملكنا المؤسس الملك عبد الله بالمرحوم البطريرك الياس بطرس الحويك، وقد تجلت هذه المحبة بالامس واليوم في اللقاءات العديدة مع أبناء الرعية ومع أصحاب السمو الملكي الأمير حسن بن طلال والأمير غازي بن محمد ودولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الذين أكدوا جميعا عمق العلاقة والاواصر التي تربط بين البلدين. إن زيارتكم اليوم لبلدكم الأردن تتزامن مع مرحلة عصيبة تمر بها المنطقة وتستدعي أن نكون متحدين في نشر رسالة المحبة والأخوة. وفي الختام اسمحوا لي أن أرحب بكم وبالوفد المرافق وأؤكد لكم أن الأردن ولبنان هما جناحان ترتقي بهما مجتمعاتنا العربية نحو شراكة في العيش واحترام الآخر في حريته ومعتقداته”.

بدوره شكر الراعي الوزيرة عناب على “حفاوة الاستقبال والكلمة الصادقة التي تعبر عن قوة العلاقة بين لبنان والاردن”. ووجه “تحية تقدير ومحبة للملك عبدالله الثاني، مشددا على “دور الاردن في المنطقة لكونه اشعاعا للتعددية الثقافية الموجودة فيه”.

وزارة السياحة
بعدها توجه الراعي والوفد المرافق الذي ضم المطارنة موسى الحاج، جورج شيحان، بولس الصياح، المونسنيور غازي الخوري والمحامي وليد غياض، الى وزارة السياحة والتقى وزيرة السياحة لينا عناب في حضور الامين العام للوزارة عيسى قمو والمستشار هشام العبادي.

ولفتت عناب الى “العمل الدائم لتعزيز المواقع الدينية المسيحية في الاردن واظهار قيمتها التاربخية”، مؤكدة ان “الوزارة تتطلع الى اعادة احياء الحياة الروحية في بعض هذه المواقع على غرار ما شهده جبل نابو”.

الرزاز
وكان البطريرك استهل اليوم الثاني من زيارته الرسمية والراعوية للمملكة الاردنية الهاشمية بلقاء رئيس مجلس الوزراء عمر الرزاز، في مقر رئاسة المجلس، في حضور نائب رئيس الحكومة الدكتور رجائي المعشر، ووزيرة السياحة عناب، وسفيرة الاردن تريسي شمعون والوفد المرافق.

وكان توافق على مواجهة كل اشكال العنف والارهاب اينما وجد، وضرورة توحيد الرؤية العربية في مواجهة التحديات المحيطة مع التركيز على أهمية حوار الاديان ودوره في تعزيز مناخات الاعتدال ونشر ثقافة حقوق الانسان واحترام حرياته.

وأبدى الرزاز اهتماما بمشروع بناء كنيسة مارونية في موقع المغطس على ضفاف نهر الاردن، مشيرا الى “الدور المميز للموارنة في النهضة العربية”، وعبر على هامش اللقاء، عن “محبة خاصة للبنان وشعبه، لا سيما وانه أمضى سنوات تحصيله الجامعي في بيروت”.