يترأس رئيس الحكومة سعد الحريري الوفد اللبناني إلى قمة الحوار العربي _الأوروبي، الأولى من نوعها منذ إنشاء هذا الحوار. وعُلم أن الرئيس ميشال عون قرّر أن يغيب عن هذه القمة ردا على عدم مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة الاقتصادية التي كانت قد عقدت في بيروت الشهر الماضي.
وأفاد مصدر مشارك في إعداد ملفات القمة أنها ستكون مناسبة للحريري لحضّ رؤساء الوفود المشاركة من عرب وأوروبيين على إعطاء الزخم للمشاريع الواردة في مؤتمر «سيدر» والمفترض المباشرة بتطبيقه بعد إقراره في مجلس الوزراء في أول جلسة له.
وفي إطار حركة الموفدين الدوليين والعرب الذين يزورون لبنان لدعم حكومة الرئيس سعد الحريري بعد تشكيلها والتي نالت ثقة المجلس النيابي ليل الجمعة الماضي بنسبة مرتفعة هي نحو الـ86 في المائة، تزور بيروت في 25 و26 من الشهر الجاري الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية فيديريكا موغيريني ليس فقط لتهنئة الحكومة بل للبحث مع المسؤولين الذين ستلتقيهم في الاتفاق على خريطة طريق لدعم حكومة الرئيس الحريري ومعالجة التحديات التي تواجه البلاد على الأخص في مجال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية في إطار اقتراب تنفيذ برنامج «سيدر» للإصلاحات وأيضا في مجالات الأمن ورسم الحدود ومكافحة الإرهاب ومساعدة اللاجئين.
وأثنى مصدر حكومي لبناني على رصد موغيريني للاتصالات التي كانت تجري من أجل تأليف الحكومة. وكانت سفيرة الاتحاد لدى لبنان كريستينا لاسن تنقل منها النصائح للحريري ولسواه من القيادات الفاعلة حول ضرورة تذليل العقبات بأقصى سرعة تمهيدا لتنفيذ المقررات التي سبق أن اتخذت العام الماضي في المؤتمرات الثلاثة من أجل مساعدة لبنان الذي شارك فيها الاتحاد وعقدت في كل من باريس وروما وبروكسل العام الماضي 2018 وهي «سيدر»، و«روما» الذي تقرر في ختامه برامج لمساعدة الجيش اللبناني والقوات العسكرية الأخرى عدة وعديدا وتدريبات، وبروكسل الذي حاول معالجة موضوع النازحين السوريين بحيث حدد الجانب اللبناني مفهومه لهذا النازح وأنه يجب أن يعود إلى دياره بشكل «آمن» وهذا لم يقبل به الجانب الأوروبي الذي يريد «عودة طوعية» بعد الحل السياسي للأزمة السورية.
وفي نفس السياق، ذكر مصدر دبلوماسي أن وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان سيزور بيروت بعد قمة شرم الشيخ والاتصالات مستمرة بين بيروت وباريس لتثبيت الموعد بشكل نهائي لنقل تهنئة الرئيس إيمانويل ماكرون بالحكومة الجديدة وقرارها بإطلاق مؤتمر «سيدر» الذي يعتبر أنه من صانعيه وولد في باريس والذي سيحدث ورشة كبرى لإعادة إصلاح البنى التحتية في لبنان.
وأشار مصدر وزاري لبناني إلى أن اتصالات تجري بين بيروت والرياض من أجل إحياء اللجنة المشتركة بين البلدين حيث سيتم التوقيع على 23 مشروع اتفاقية ومذكرات تفاهم تتناول التعاون في مجالات الدفاع والعدل والتجارة والنقل البحري والبري والجمارك والثقافة.
وتوقع حركة وفود ناشطة في الأسابيع المقبلة من أوروبا ومن دول عربية بسبب طرح لبنان مشاريع ذات صلة بإصلاح البنى التحتية.
(الشرق الاوسط)