ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون السياسية السيد ميروسلاف جنكا MIROSLAV JENCA الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان لبنان يعلّق اهمية كبرى على الدور الذي يحب ان تلعبه الامم المتحدة لمنع اسرائيل من بناء الجدار الاسمنتي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية قبل تصحيح النقاط الـــ 13 المتحفظ عليها من ” الخط الازرق”، لافتا الى التداعيات التي يمكن ان يسببها مضي اسرائيل في بناء الجدار على الامن والاستقرار في الجنوب. وشدد الرئيس عون على ان الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة لقرار مجلس الامن الرقم 1701 تضع المجتمع الدولي امام مسؤولية الزام اسرائيل وقف هذه الانتهاكات، لاسيما وان لبنان التزم تنفيذ هذا القرار بكل مندرجاته ولم يحصل اي خرق له من الجانب اللبناني منذ اقراره في العام 2006.
ولفت رئيس الجمهورية المسؤول الاممي، الى ان مسألة النزوح السوري الى لبنان تتطلب معالجة سريعة نظرا للتداعيات السلبية التي خلّفتها سياسيا واقتصاديا وتربويا واجتماعيا وامنيا، لاسيما وان المساعدات الدولية التي تقدم لرعاية شؤون النازحين، غير كافية ولا تتم عبر الدولة اللبنانية.
وكان السيد جنكا نقل الى الرئيس عون في مستهل اللقاء الذي حضرته ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان برنيل كاردل، تحيات الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وتمنياته له بالتوفيق في قيادته السفينة اللبنانية نحو شاطىء الامان، مقدّرا للشعب اللبناني الرعاية التي يقدمها للنازحين السوريين. وشدد السيد جنكا على ان الامم المتحدة حريصة على استمرار الاستقرار والهدوء على الحدود الجنوبية، وهي باشرت اتصالاتها مع اسرائيل لمعالجة قضية الجدار الاسمنتي، وعلى ان اجتماعا سوف يعقد بداية الشهر المقبل في الناقورة لاعضاء اللجنة العسكرية الثلاثية للبحث في هذه المسألة، ولفت الى ان الامم المتحدة متمسكة بتطبيق القرار 1701، وانه سوف ينتقل الى الجنوب لمعاينة الوضع ميدانيا بالتنسيق مع قيادة القوات الدولية العاملة هناك. وجدد السيد جنكا وضع امكانات الامم المتحدة بتصرف لبنان ومواكبتها للمؤتمرات التي سوف تعقد في روما وباريس وبروكسل، لدعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية والوضع الاقتصادي ومعالجة قضية النازحين السوريين.
وردا على استيضاح المسؤول الاممي، اكد الرئيس عون ان الانتخابات النيابية سوف تجرى في موعدها المقرر في 6 ايار المقبل.
الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات سياسية ودبلوماسية ونقابية. وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون سفير تركيا في لبنان السيد تشغتاي ارجيس في زيارة وداعية لمناسبة مغادرته لبنان بعد انتهاء مهامه الدبلوماسية. وقد نوّه الرئيس عون بالدور الذي لعبه السفير ارجيس لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة.
سياسيا، استقبل الرئيس عون الوزير السابق شكيب قرطباوي واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع السياسية العامة في البلاد.
والاوضاع السياسية وحاجات منطقة البقاع الغربي، كانت محور البحث بين الرئيس عون والنائب السابق فيصل الداوود، الذي اوضح بعد اللقاء ان الحديث تناول ايضا الشأن الانتخابي والتحضيرات الجارية لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
نقابيا، تمنى الرئيس عون على وفد اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان العودة عن الاضراب الذي اعلنته الاتحادات في الاول من شهر شباط المقبل، لافتا الى انه سيطرح المطالب التي تقدم بها الوفد على اول جلسة لمجلس الوزراء لاتخاد الاجراءات المناسبة في شأنها.
وكان السيد بسام طليس تحدث باسم الوفد، عارضا لمطالب الاتحادات التي تم الاتفاق على تحقيقها قبل نحو سنة، وابرزها اقرار خطة تنظيم النقل العام ورصد الاعتمادات اللازمة، وقمع كافة انواع التعديات على قطاع النقل البري لكافة فئاته وانهاء الاستنسابية في تطبيق قانون السير، واسترداد الدولة لقطاع المعاينة الميكانيكية وقمع كل ما يجري من فساد في الدوائر المعنية مع الحفاظ على العاملين، والغاء قرارات التعدي على قطاع الصهاريج والشاحنات ونقل الملكية المخالفة للقانون.
كما طالب الوفد بالتحقيق في صفقة دفاتر السوق واللوحات الذكية، واعادة فتح الخط البري الى الاردن لتسهيل انتقال الشاحنات المبردة، وضبط السيارات العاملة بالاجرة ومكاتب السيارات ولاسيما تلك التي تعمل من دون تراخيص قانونية.
وعرض السيد شفيق القسيس لعدد من المواضيع التي تهم اصحاب الشاحنات ومنع المخالفات في قطاع النقل.
وقد اكد الرئيس عون على انه سيولي هذه المطالب اهتمامه المباشر ولن يقبل باستمرار المخالفات، وسيحرص على ابلاغ جميع المعنيين ضرورة تطبيق القانون، وسوف يعرض هذه المطالب على مجلس الوزراء في اول جلسة يعقدها.
وعبّر اعضاء الوفد عن ارتياحهم لما سمعوه من رئيس الجمهورية، مؤكدين شكرهم له على تجاوبه ودفاعه عن حقوقهم المشروعة.