إستأثرت الأسواق التجارية في طرابلس القديمة بإهتمام إستثنائي من توفيق دبوسي رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي حيث لبى دعوة فاعلياتها من رؤساء نقابات وجمعيات وأصحاب المحال التجارية فيها، حيث جرى لقاء كان مناسبة تبادل خلالها المجتمعون مختلف الظروف الإقتصادية والإجتماعية والحياتية التي تمر بها المؤسسات والمحال التجارية في منطقة طرابلس القديمة حضر اللقاء جمع من التجار وأصحاب محلات تجارية تقدمهم شمس الحافظ، طارق المير، أحمد صابونة، عبد الرحيم العامودي، عبدالله حرب والإعلاميين مايز الأدهمي وعامر الشعار.
تصدر اللقاء مداخلة مطولة للرئيس دبوسي تناول فيها “مرتكزات وأبعاد “مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” التي بلغت مرحلة الإعتمادية الرسمية من قبل الحكومة اللبنانية بعدما لاقت تأييداً من دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري منذ أن تم تقديمها لدولته في الأسبوع الأول من تموز من العام 2017، ومن ثم تتالت سلسلة مواقف التأييد والدعم من جهات رسمية ووزارية وعدد واسع من رؤساء البعثات الديبلوماسية العربية والأجنبية والوفود الإقتصادية المتعددة الجنسيات،ومندوبي وخبراء من منظمات دولية ووكالات متخصصة ومجموعات البنك الدولي،وأجمعوا على أن طرابلس تمتلك كل المواصفات التي تجعلها عاصمة لبنان الإقتصادية، وهذا ما دفعنا لنعاود التأكيد عليه خلال الزيارة الإقتصادية التي قام بها الرئيس الحريري في 30 نيسان من العام الجاري 2018 لغرفة طرابلس ولبنان الشمالي”.
وقال:” لقد أكدنا أيضاً على أهمية الإضاءة على المصالح العليا للدولة اللبنانية في تغذية ماليتها العامة وعلى مصالح المستثمرين من مختلف بلدان العالم، والمنافع التي يحظونها من خلال طرابلس بإعتبارها رافعة للإقتصاد الوطني ومنصة لإعادة إعمار بلدان الجوار العربي سوريا والعراق وذلك عبر تطوير مرافقها الإقتصادية الكبرى وتطوير الخدمات اللوجيستية لتلك المرافق التي تحتضنها طرابلس والمناطق الشمالية المحيطة بهاوباتت طرابلس في هذه الحال حاجة وطنية بفعل الإكتظاظ التي ترزح تحت وطأته العاصمة بيروت ولم تعد كافية مرافقها العامة من مرفأ ومطار ومعارض وخلافها إذ يحتاج لبنان الى مرفأ آخر ومطار آخر ومعرض دولي آخر وهذا ما بات متوافرا في طرابلس ومناطق الجوار وهناك تسابقاً دولياً لإستثمارها خصوصاً ان طرابلس هي حلقة محورية على طريق وحزام الحرير الدولي الذي أطلقته الصين الشعبية ودخلت من خلال قراءاتها الجديدة لخصائص الإقتصاد العالمي في عالم الإقتصاد الجديد متخطية من حيث رؤيتها الى العلاقات الإقتصادية الدوليةحدود حيزها الجغرافي وكثافة سكانها متخطية كل الحواجز”.
وتابع” من هنا تنبع أهمية إستثمار الدولة اللبنانية لمرتكزات القوة في طرابلس التي لديها الإطلالة الجديدة على العالم وتتطلع الى شراكة حقيقية مع المحيط والمجتمع الدولي و أن غالبية الدول التي تتطلع الى المستقبل الأفضل والأحسن تسجل حضورها الإقتصادي المميزمستفيدةً من التجارب السابقة التي مرت على شعوبها”.
ولفت الى أنه ” لا يمكن أن تتحقق أية نهضة للبنان إلا من طرابلس لأن المبادرة هي مشروع إنقاذي بحجم وطن، وهي مدركة تماماً لنقاط الضعف المتمثلة بشرائح واسعة من المهمشين، ولكن مقاربتنا للفارق بين نقاط الضعف ونقاط القوة، هي مشابهة لشركة تجارية تمتلك نقاط قوة مالية تفوق آلاف المرات نقاط ضعفها المالي وتغرق في نقاط ضعفها التي هي دون قدراتها وطاقاتها المالية الأساسية ، لذلك نرى أن مجرد الإعتمادية الرسمية لمبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية يتغير مسار المدينة وتفتح الآفاق واسعة أمام مختلف المصالح الإستثمارية والمشاريع الكبرى الوطنية منها والعربية والدولية، بإعتبار طرابلس ومناطق الجوار حاجة لكل تلك الجهات،والأهم أن الشراكة مع المجتمع الدولي والتعاون الوثيق يحد كثيراً من مخاطر العنفية في مختلف مظاهرها وأنواعها”.
وفي السياق ذاته واصل الرئيس دبوسي مداخلته ” إننا نؤكد على العمل الجدي الذي نجد معه طرابلس القديمة قد ظهرت بحلتها الحضارية على أجمل صورة تتحلى بها وأن نكون قد عملنا على تحويلها الى بيئة جاذبة لأبناء المدينة وأبناء مناطق الجوار والزوار والسواح وتضج بالحياة بإعتبارها بيئة تستمد شخصيتها من عبق التاريخ ونخصصها للمشاة وتتوفر فيها النظافة العامة ولا يقصدها أحد إلا بواسطة السيارات الكهربائية التي نراها في كل بلدان العالم لا سيما تلك البلاد التي تريد تطوير وتحديث بنية ومرتكزات قواعد التنمية الإنسانية الإجتماعية الإقتصادية المستدامة في قطاع السياحة ونرى فيها أهمية في أن تكون مثالاً يحتذى وعلينا أن لا ننسى أبداً أن “طرابلس التاريخية بكافة مكوناتها أساس ذاكرتنا الإقتصادية ” وثقوا جميعاً أن “مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية”وجدت لتعيد الألق اليها،ويلازمها العمل جدياً على تغيير الذهنية التقليدية والنظر بعين التفاؤل الى المستقبل الواعد، وبعد فسنحكم معاً ومن خلال معيار الخسائر والأرباح كم خطونا من خطوات جبارة على طريق التقدم والإزدهار والإستقرار وتحقيق النهوض الإقتصادي الوطني بكل أبعاده الإستراتيجية من طرابلس”.
وفي الختام ولد كل من اللقاء والزيارة الميدانية للرئيس دبوسي للأسواق التجارية القديمة إنطباعات إيجابية وجدها المجتمعون إيجابية وريادية بكافة المقاييس والمعايير لا سيما أن الرئيس دبوسي قد سلط الأضواء أمام من ضمهم اللقاء على واقع وتطلعات الحركة التجارية وأن الرؤية التي يمتلكها والتي تجسدها “مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية”تنعش الحياة الإقتصادية وتضع طرابلس وكل لبنان على طريق التنمية المستدامة، وأن الرئيس دبوسي يلازم أسواق المدينة وهو إبن طرابلس الذي يدعم مدينته دعماً مطلقاً ويقف الى جانب القطاعات التجارية أشخاصاً ومؤسسات ويشاركها تطلعاتها وشجونها ويواجه معها كافة المعوقات والعقبات ويعمل جدياً على إيجاد كل الحلول المساعدة على تذليل كافة تلك المعوقات والجميع معه ويشدون على أيديه ويؤيدون ويدعمون رؤيته الإستراتيجية أن “طرابلس هي عاصمة لبنان الإقتصادية” ويتمنون له دوام التوفيق والنجاح”.