إستقبل توفيق دبوسي رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي السيد توفيق سلطان الذي سلمه كتاب مجلس الإنماء والإعمار القاضي بموافقة البنك الإسلامي للتنمية على مشروع تطوير وتوسعة مرفأ طرابلس حيث يقوم البنك بإعداد مسودة إتفاقية التمويل لإرسالها الى مجلس الإنماء والإعمار لوضعها في صيغتها النهائية.
بعد اللقاء تحدث سلطان مستهلا بالقول:” سلطان إستهل كلامه قائلا : عشية إجتماع مجلس الوزراء المزمع عقده في المناطقوانطلاقا من طرابلس ،أحببت أن أدخل البيوت من أبوابها وأن أتشرف بزيارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي وبزيارة الصديق الرئيس توفيق دبوسي لأنوه بحيويته وإجتهادهبإستحضار دور طرابلس الإقتصادي في المنتديات سواء أكانت داخلية أم عربية أم دولية، وإنني أشير الىأنه حينما تشكلت الحكومة العتيدة تشرفت بلقاء رئيس الحكومة أكثر من مرة، وإستعرضت معه حاجات طرابلس، وقلت أن إمكانيات الدولة معروف أنها ضعيفة، فنحن لا نطلب المستحيل ولا نطالب بحقوقنا الضائعة، نحن نريد تفعيل ما هو ممكن اليوم، ففي طرابلس هناك قضايا مبتوتةوميزانياتها موجودةوقد رصدت لها بالفعل المبالغ اللازمة وقد عطلت بلا أسباب موجبة وذلك لفقدان حس المتابعة، ولذلك يتوجب على القيادة السياسية أن تكون نشطة أكثر مما هي عليه الآنلتتمكن من تحريك المشاريع ومع الأسف الشديد أعتقد أن الكل يعمل خارج إطار مصلحة طرابلس العليا فالبعض يريد إسقاط النظام في سوريا والبعض الاخر ربما يريد اسقاط النظام في لبنان وانا اسال من يهتم بالفعل بمشاريع طرابلس وبمصالحها؟
انا اقول بكل فخر انه ومنذ ستين عاماً لم نعرف مشروعاً منتجاً لطرابلس سوى المرفأ وقد عرفنا بمشروع ضخم اسمه معرض رشيد كرامي الدولي ويبلغ ثمن أرض المعرض مليارات الدولارات ولولا معرض الكتاب المحدود الذي يقام فيه سنوياً وبعض المناسبات الإجتماعية لامكننا القول انه مرفق معطل بالكامل. لقد ظلم الناس فعلا .
في المقابل تم تشييد ملعب أولمبي بموجب قرار عبّر عن سخف الإدارة السياسية آنذاك عملياًفقد تم تنفيذه دون مواقف للسيارات وشوه مدخل طرابلس الجنوبي ، واليوم لا نعرف ما اذا كان ملعباً اولمبيا أو ثكنة عسكرية انه مشهد مخز بالفعل.
أما إذا أستعرضنا الواجهة البحرية لطرابلس من الملعب الأولومبي حتى المرفا فإننا نجهل تماماً ما اذا كانت هذه المدينة سياحية ام إقتصادية ام غير ذلك ! فهناك مخالفات فاضحة واضحة من قبل الدولة خلافا للقوانين وخلافا للذوق السليم ما لا يمكن أن نعرّفه .
وانا في نفس السياق عاتب على الإعلام لأنه لا يخصص مساحة كافية للمدينة ويقتصر إهتمامه على ملاحقة القضايا التي تعيد طرابلس الى الوراء ويعتبرون أنها مدينة التزمت والتعصب، وبالأمس سمعنا وزير داخلية سابق يتحدث عن طرابلس بأنها قلعة المسلمين ويقول اننا غدا سنكون في المستقبل أمام جونية قلعة للمسيحين وهكذا دواليك.
أضاف : أما انا فقد جئت الى الغرفة لأمرين أساسيين فقد تمت الموافقة على قرض بقيمة 86 مليون دولار ، من البنك الإسلامي للتنمية لإستكمال البنى التحتية في مرفا طرابلس وبذلك يتم التكامل مع خدمات مرفا طرابلس بما ذلك خط سكة الحديد داخل حرم المرفأ وصولاً الى مداخله بحيث تصبح جاهزة لربطها بالشبكة المزمع تنفيذها بين طرابلس وحتى الحدود السورية ، كما تتضمن المبالغ تغطية نفقات ربط مرفأ طرابلس بالأوتوستراد الدائري الغربي وهذا القرار يستدعي اليوم موافقة مجلس الوزراء الذين عليهم إستعجال إحالته الى المجلس النيابي لإقراره .
ولقد أكد لي دولة الرئيس نبيه بري انه على إستعداد لوضعه على جدول أعمال مجلس النواب فور وروده الى دوائر المجلس، كما أكد لي مراراً انه ملزم بمشاريع طرابلس أسوة بإلتزامه بمشاريع صور والنبطية والجنوب وانا اوجه له في هذه المناسبة التحية من هنا من طرابلس.
وتابع سلطان قائلاً:” يبقى أن أشير ومع الأسف الشديد الى أن بلدية طرابلس معطلة وقد مضى عام على إنتخاب المجلس البلدي الجديد بحيث أنه لم يستطع ان يخطو أي خطوة الى الأمام وعلى العكس أن الأساسيات تبقى ثابتة وهذا الكلام بات معروفا وفقاً لكلام اعضاء المجلس البلدي وانطباع الرأي العام في المدينة وتعالوا معي لنتابع أوضاع المدن الساحلية من صور وحتى حدود مدينة طرابلس فتجدون ان هذه المدن تتطور نحو الأحسن وتتمتع بمناظر جميلة إلا أننا في طرابلس موضع التراجع والسبب أن قوى التعطيل حاضرة وجاهزة وأي مشروع نتقدم به يواجه بالإستهداف والشبهات وإطلاق إتهامات السمسرة وخلافها فيتحول البعض الى خبراء بالهندسة او فنيين أو أخصائيين قانونيين أو دستوريين والأهم هو التعطيل، فيما الحفاظ على طرابلس كقرية لم يعد ممكناً مقارنة مع القرى المحيطة بها فمن يريد التوجه الى راسمسقا يمكنه ان يصادف الكثير من معالم الحضارة التي نفتقر اليها في طرابلس ودائماً برأينا أن التقصير الذي يصدر عن الدولة يجب على المجالس البلدية ان تعوضه فهم أبناء المدينة وهم يفترض بهم الغيرة على مصالح المدينة ولكن للاسف لا نواجه الا بالتعطيل مع الأسف الشديد .
اذا من هنا على الدولة أن تتدخل وتصحح الأمور. كما يفترض برأس السلطة الادارية ومن يمثل قمة الهرم وهو المحافظ ان يعمل العمل المطلوب منه لأنني سمعت كلاماً منه وعنه لم يسرني. فالسراي ليست مكتباً إنتخابياً ولا مكتباً سياسياً ولا مجموعة حزبية تدير شؤون المدينةفطرابلس ارفع مستوى من ذلك، وقد مر عليها محافظون على أعلى المستويات نذكر منهم نورالدين الرفاعي ونعيم عياش ومنهم الشهيد قاسم العماد الذي دفع دمه في المدينة وهذا مستوى المحافظين الذين مروا على سراي طرابلس ونحن لا نقبل أن تهبط قيادة الدولة في طرابلس الى هذا المستوى.
وختم سلطان : هذا الكلام أحببت أن أقوله عشية حضور مجلس الوزراء للانعقادفي مدينة طرابلس لتكون الأمور كلها واضحة، ونحن نقول في كل الأمور التي تنفع الناس وأما الزبد الذي يصدر على شكل مؤتمرات وتصريحات وتسريبات تنعقد هنا وهناك فلسنا معنين بهاولم تؤدي يوماً الى أي نتيجة وإذا كان بعضها إستحضار إنتخابي فنحن لسنا منها في شيء وانا اردت أن اقول هذا الكلام في مكانه الطبيعي في غرفة طرابلس واقوله على مسؤوليتي الشخصية فالغرفة هي لكل الناس، وكل من لديه مشروع انمائي او اقتصادي فمن الأنسب بقناعتنا أن يعرضه على الغرفة .
الرئيس دبوسي
من جهته الرئيس دبوسي رحب بزيارة الصديق توفيق سلطان شاكراً له ” تسليمه نسخة عن الكتاب الذي يتضمن موافقة مجلس الإنماء والإعمار على تمويل مشروع تطوير وتوسعة مرفأ طرابلس بموجب قرض من البنك الإسلامي للتنمية بمبلغ 86 مليون دولار أميركي كما أعلمني فإن نسبة 25 % من قيمة هذا القرض هبة مقدمة الى إدارة المرفأ، وفي الواقع هو مشروع وطني بإمتياز وطرابلس برأينا في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي أن المدينة باتت حاجة للبنان ، كما لبنان بدوره حاجة للمنطقة وللمجتمع الدولي، وكل ما نتمناه أن يكون إلتفاف حول لبنان وإقتصاد ولبنان وحول طرابلس ومرافقها لا سيما المرفأ الذي نؤكد على أنه ووفقاً لقناعتنا سيلعب دوراً على مستوى لبنان والمنطقة والمجتمع الدولي، وبشكل منتظر على مستوى إعادة إعمار بلدان المحيط العربي. فالتبريك لمرفأ لبنان من طرابلس وللصديق توفيق سلطان على متابعته وإهتماماته وجهوده المشكورة، ونحن فخورين به حيث لا يزال يتابع بشكل حثيث المشاريع الإنمائية لطرابلس وهو الشخصية الوطنية تلعب دور إيجابي في خدمة الإقتصاد الوطني ، والمباركة الكبيرة للمسؤولين حينما يحذو الإهتمام بمشاريع مماثلة توفر فرص عمل وإستثمارات”.
وفي الختام جال دبوسي وسلطان على مختلف المشاريع التي تحتضنها الغرفة (حاضنة الأعمال ومختبرات مراقبة الجودة ومركز التعليم المستمر لنقابة أطباء الاسنان ومركز الابحاث والتطوير الصناعي ومركز التدريب والتاهيل المهنيين).