توفيق دبوسي رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، في “المنتدى اللّبنانيّ للشركات الصغيرة والمتوسطة” الذي نظمته وزارة الإقتصاد والتجارة في “البيال”:
“علينا كلبنانيين أن نتمسك ببعضنا البعض لنحقق معاً الأحلام والطموحات، لأن لدينا نقاط مشتركة تدفعنا الى القيام بأعمال مشتركة، لا سيما في مضمار دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة”
شهد المنتدى اللّبنانيّ للشركات الصغيرة والمتوسطة الذي نظمته وزارة الإقتصاد والتجارة برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحت عنوان “احتياجاتك، تحدياتنا” والذي عقد في الحادي عشر من شهر تموز / يوليو من العام الجاري 2017 في Pavillon Royal- Biel مداخلة للسيد توفيق دبوسي رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي جاء فيها:
” أعرب منذ بداية حديثي عن تقديري الكامل لمجمل المداخلات التي شهدها هذا المؤتمر الإقتصادي بإمتياز، والذي نتمنى أن يكون بداية تأسيس للقيام بعمل مشترك بين القطاعين العام والخاص”.
وقال:” تراودني مشاعر التفاؤل بأن يبلغ هذا المؤتمر الغاية التي إنعقد من أجلها، وهو يحظى برعاية كريمة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور معالي وزير الإقتصاد والتجارة رائد خوري ووزراء آخرين وقيادات إقتصادية وبعثات ديبلوماسية ومجموعة البنك الدولي، وهذا يتطلب من جانبنا العمل وبشكل جماعي على التفكير في كل ما من شأنه المساعدة على بناء الأجيال المقبلة”.
ولفت:” صحيح أن وطننا لبنان بلد صغير المساحة جغرافياً ولكنه كبير الحجم بتطلعاته وطموحاته، وقد غدا حاجة لعالمنا العربي الذي يشهد الوقائع المؤلمة حيث حل به ما حل من دمار وخراب فهو حاجة حيوية لإعادة بناء المجتمعات العربية بشراً وحجراً، وشعبنا اللبناني رائد فاعل في بناء المجتمعات البشرية وفي بناء الحياة الإقتصادية في بلدان الإنتشار حيث يسجل قصص النجاح في مختلف الميادين والمجالات وهو قيادي ولكننا لم نتوصل مع الأسف الى أن نحسن إدارة شؤوننا العامة على المستوى الوطني وكذلك إدارة مواطن القوة التي نمتلكها، والصراحة تقتضي منا التأكيد على أهمية العمل جدياً على إدارة مكامن القوة لدينا وأن نعكف على تحقيق ذاتنا وتأكيد حضور وطننا لأن في ذلك خطوة ثابتة نحو النجاح الأكيد وأن منطق الحياة يقول أن الناس والمجتمعات تلتف حول الإنسان الناجح ويشيد بمن يتحمل بمسؤولية القيادة الناجحة”.
وأكد على أن وطننا من ” أغنى أوطان الدنيا، ومحوره الإنسان ولقد أثبتنا واقعياً أننا عناوين للقيادة والنجاح على مستوى المجتمعات الدولية، التي ينتشر فيها أبناؤنا، ولكن لا بد لنا من التأكيد أيضاً وعلى المستوى الداخلي أن بعض المناطق تكمن فيها نقاط الضعف، ولكننا نقول للجميع أن طرابلس وعن علم ودراية ودراسة هي محور أساسي بتركيبة النجاح الإقتصادي في لبنان،بفعل مكانتها وموقعها الإستراتيجي، وأن مرافقها صحيح أنها متواجدة في طرابلس، ولكنها ملك جميع اللبنانيين دون إستثناء، ولم يعد هناك مرتكزات إقتصادية يتم إمتلاكها على المستوى المحلي أو الوطني، بل أصبح الإقتصاد بمرافقه ومؤسساته ومشاريعه، ملك المعمورة بكاملها، بحيث لم يعد هناك حدود تحول دون الإنفتاح والتكامل والتعاون الدولي، ونحن نرى طرابلس عاصمة إقتصادية للبنان، وأن الأباء يستثمرون في عقول أبنائهم، وأن مواطني طرابلس يتشابهون مع إخوانهم في الوطن الواحد، وأعود لأشدد على أن مواطن القوة موجودة في طرابلس، وفي كل منطقة وطائفة ومذهب في لبنان، وعلينا أن نفكر معاً بأن الأمور لا يمكن أن يتم تركيبها تلقائياً أو آلياً أو ذاتياً، بل علينا أن نلتزم بأن نكون منسجمين مع أنفسنا ومع تنمية إقتصادنا ومع إستثمار عقول أبناءنا وأحفادنا وأن الحياة تتطلب العمل الجاد والدؤوب وعلينا أيضاً وبشكل متواصل متابعة أعمالنا يومياً وفي مناخ من الشراكة والتناغم في الأدوار، وليس من السهولة بمكان تأمين متطلبات العيش الرغيد، لأن في الأساس، أنماط وطرق عيشنا، غير عادية ونمتلك أفكاراً مبدعة وخلاقة، وتواكب حركة التقدم في كل أنحاء العالم، وكلفة هذا النمط المعيشي غالية الأثمان، وعلينا أن نلتفت الى الإنتاج، وأن نفكر في حسن تسويق منتجاتنا وعلينا العمل على توسيع دائرة إقتصادنا، لأننا نؤمن أن الإقتصاد لا حدود له، وان الإنتاج الجيد هو العنصر الجاذب لكل المجتمعات البشرية، وأن اللبناني هو محور أساسي في هذا المجال التسويقي ويمتلك ثقافة التسويق والتواصل” .
وخلص الى القول ” نعود الى محور هذا المنتدى الإقتصادي الهادف الى دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وعلينا في هذا السياق التفكير في الطرق التي تعتمدها المصارف في مجال توفير القروض المصرفية، إذ من المعروف أن شركة “كفالات” تقوم بتقديم الدعم لتلك القروض بنسبة 75 % أما لـ25% الباقية فهي مصدر القلق لدى إدارات التسليف في المصارف، وأستطيع من خلال خبراتنا على نطاق غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، الإشارة الى أن لدينا “حاضنة أعمال” و”نادي لرواد الأعمال الشباب” و”مركز للأبحاث وتطوير الصناعات الغذائية” وبصدد ” إطلاق مشروع يرتكز على إقتصاد المعرفة” وهذه الخبرات نضعها بتصرف جميع اللبنانيين، وعلينا كلبنانيين أن نتمسك ببعضنا البعض لنحقق معاً الأحلام والطموحات، لأن لدينا نقاط مشتركة تدفعنا الى القيام بأعمال مشتركة، لا سيما في مضمار دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وعلينا أيضاً وفي نفس السياق الوقوف على حاجات شبيبتنا من رواد الأعمال وأن يكون لنا دوراً حاسماً في مساعدتهم على إيجاد الحلول للمشاكل التي يواجهونها ونعمل على تذليلها ولا أحد منا يمتلك الحقيقة بكاملها ولكن معاً نصل الى بلوغها والغد سيكون مشرقاً”.