بدعوة من توفيق دبوسي، رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، تحدث مدير عام الجمارك بدوي ضاهر في لقاء مفتوح عن “دور الجمارك في حماية الإقتصاد الوطني” بحضور: النائب محمد سليمان وباتريسيا إيليا المدير الإقليمي للجمارك في الشمال، وفريق عمل الجمارك من ضباط ورؤساء دوائر وأقسام، ومدير عام الصناعة المهندس داني جدعون، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، نائب رئيس الغرفة إبراهيم فوز،عضو مجلس الإدارة أحمد أمين المير، وعدد من العملاء الجمركيين والوكلاء البحريين ومصدرين ومستوردين ورجال أعمال وفاعليات ورؤساء وأعضاء هيئات تجارية ونقابات عمالية.
الرئيس دبوسي
إستهل الرئيس دبوسي كلمته مرحباً بكافة الحاضرين خاصاً بالذكر سعادة مدير عام الجمارك بدري ضاهر ومدير عام الصناعة الذي تزامنت زيارته لغرفة طرابلس مع هذا اللقاء، معرباً عن بالغ سعادته باللقاء مع المدير العام ضاهر” الشخصية الوطنية التي تهدف من خلال مسؤولياتها العامة الى تأمين المصلحة اللبنانية العليا وتوفير الخدمات الجمركية المفيدة لكل مكونات مجتمعنا اللبناني، وهدفنا الإستراتيجي الحفاظ على كرامة وطننا وإظهار إعتزازنا بكافة مؤسساته وإداراته العامة لا سيما الجمارك التي تلعب دوراً حيوياً في حماية الإقتصاد الوطني”.
وقال:” نرى أن هناك شرفاء يحترمون القوانين ويلتفون حول الجمارك كما في كل بلدان العالم، أما من يرغبون في ممارسة أعمال التهريب فمصيرهم العقاب الشديد، شرط أن لا يطال العقاب أهم شريان تجاري إقتصادي هو مرفأ طرابلس القابل لأن يشهد ورشة توسعة تصل الى حدود العبدة شمال البلاد، وبذلك يصبح أكبر مرفأ في شرقي المتوسط، ويغني خزينة الدولة اللبنانية من طرابلس، ويصبح لبنان قوياً بخدماته المتطورة من طرابلس، وهي المدينة التي تتحدث مبادرة إعتمادها رسمياً “عاصمة لبنان الإقتصادية” انها المدينة التي تتمتع بموقع جغرافي إستراتيجي فريد وجاذب، وأن لا عوائق أمام دوره في الحياة التجارية البحرية ولا حتى أمام ضرورة توسعة مداه البحري الأرحب”.
وتابع: “نحن فخورين يا سعادة المدير العام بالعقل العلمي الذي تمتلكونه، وينعكس إيجاباً خلال ممارستكم لمسؤولياتكم الوطنية، ونحن بالمقابل كغرفة تجارية ندافع عن المصالح العليا للقطاع الخاص ومن المؤمنين أيضاً بالشراكة مع مؤسسات القطاع العام، وقد كان للغرفة في أكثر من مناسبة موقفاً تطبيقياً لمبدأ الشراكة بحيث عملنا على تلبية كافة إحتياجات مكاتب المؤسسات الأمنية في الشمال ومكاتب وزارة الإقتصاد وتوفير البرادات لفحص العينات الزراعية لصالح وزارة الزراعة، كما أن غرفة طرابلس ولبنان الشمالي تخطو خطوات متقدمة بإتجاه الأخذ بمرتكزات الإقتصاد المعاصر بحيث أن زيارة دولة الرئيس سعد الحريري لغرفة طرابلس في 30 نيسان المنصرم من العام الجاري 2018 أطلقنا برعايته مشاريع هي الأولى على المستوى الوطني، فدشن مبنى التنمية المستدامة، وأزاح الستار عن مركز إقتصاد المعرفة، وقص الشريط
العائد لمركز الأبحاث والتطوير الصناعي (إدراك) الذي يحتضن بدوره مركز تذوق زيت الزيتون ومركز تجميع العسل وهي المراكز الأولى من نوعها على المستوى اللبناني، ونحن نشجع على الإبتكار والإبداع،
كما ورد في كلمة سعادة مدير عام الصناعة المهندس داني جدعون صبيحة هذا اليوم، ونحن بصدد الإعداد لتنفيذ مشروع الغرفة الصديق للبيئة الذي يأخذ بخيار الطاقة البديلة ووضع محطة للطاقة الشمسية على سقف قاعة المعارض في معرض رشيد كرامي لإنارة شوارع مدن الفيحاء والمعرض نفسه والمرفأ والمنطقة الإقتصادية الخاصة التي إحتضناها من حيث المكاتب والموظفين قبل أن يتم رصد الميزانية المخصصة لها”.
ولفت:” إن سقف طموحاتنا عالي جداً ونحن منحازين بطبيعة الحال الى جانب الدولة والى تغذية ماليتها العامة من أجل توفير المزيد من المشاريع الإستثمارية الكبرى وإيجاد فرص العمل المطلوبة للجيل الجديد من الشباب لصقل مهارات الأيدي العاملة منهم”.
وختم:”نحن متمسكين بكم يا سعادة المدير العام ونشد على أيديكم ونقف الى جانبكم من أجل الحفاظ على مكانة وطننا لبنان بكل مكوناته ومن أجل توفير العيش الكريم لكافة أبنائه ونريد رفع الغطاء كاملاً عن كل أنواع المخالفات ونريد إقتصادناً مصانا من أجل الأمن والأمان والإستقرار والإزدهار”
مدير عام الجمارك بدري ضاهر
من جهته المدير العام للجمارك بدري ضاهر ” شكر الرئيس دبوسي على هذا اللقاء مع هذه النخبة من رجال الأعمال بحيث أن الغيرة في المنافسة الشريفة بدأت تأخذ مجراها والتي تفوق ديناميكية الرئيس دبوسي ديناميكيتي في المديرية العامة للجمارك، ونحن ندعو للرئيس دبوسي بدوام التوفيق والنجاح ليبقى طويلاً على رأس هذه المؤسسة الكبرى ليحقق المزيد من الإنجازات والمشاريع التي هي مصدر اعتزاز كبير لنا وإنني أعتبر هذه الزيارة هي لقاء الأخوة والمحبة للشراكة والتعاون والتنسيق، من أجل التعاضد لمواجهة كافة أنواع المشاكل وبالتالي التفتيش عن الحلول العملية الملائمة، ونحن نثق تماماً بأن جميع المنتسبين ومن تتحلق مصالحهم حول غرفة طرابلس هم نظاميون لانهم يلتزمون بإحترام وتطبيق وتنفيذ كافة التشريعات والقوانين، وان ما نقوم به في الجمارك من خدمات هي في النهاية خدمات تطال الشعب اللبناني بكامله من أقصى الجنوب الى أبعد نقطة في الشمال، وان المحور الأساسي الذي أريد أن أشير اليه هو أنني أعددت خطة إستراتيجية لإعادة وصقل العنصر البشري بالقدرات والخبرات والإلتزام بالمناقبية العليا، والمحور الثاني العمل جدياً على تقديم كافة التسهيلات المستمدة من تبسيط حركة المعاملات الجمركية على أن يتم الأخذ بعين الإعتبار أن عمل الموظفين الجمركيين ليست بالأعمال السهلة على الإطلاق خصوصاً أننا نتعامل مع الجانب المادي من مصالح الناس أي مع أموالهم، ونحن قطعنا شوطاً كبيراً في مسيرة مكافحة الفساد والهدر المالي، ومع ذلك فنحن لا زلنا متأخرين عن الركب، ولكننا نعمل بجدية لإستثمار الوقت ومواكبة متطلبات وإحتياجات الجمارك على مختلف الصعد الإدارية والتقنية”.
وتابع:” أريد أن أشدد على مسألة أساسية يجب علينا أن نعمل معاً للقضاء على العمل البيروقراطي القاتل، وان نسقط كل المقدسات التقليدية التي تعطي عنواناً للروتين الإداري القاتل، وأن هذا خيار إستراتيجي، تعلمون قيمته أنتم في طرابلس والشمال، في مسيرتكم المباركة نحو “إعتمادية طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” والحقيقة أنه يتوجب أن يعلق على صدركم في غرفة طرابلس أرفع وسام تقدير لما تقومون به من أجل الإقتصاد الوطني من طرابلس وأن ما يتم دفعه لخزينة الدولة هو مال الشعب اللبناني الذي يجب أن ينفق على تحسين ظروف البلد بشكل عام”.
وأشار:” نحن نعمل في ظل وفاق سياسي كامل على مستوى الرؤساء فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس الحريري ونعمل بتوجيهات معالي وزير المالية علي حسن خليل الذي يشدد على العمل وعلى الإنتاجية وهذا ما نقوم به ونلتزم به في عملنا الجمركي وأن مختلف الأمور هي قيد الإهتمام الدائم بأدق التفاصيل والمتابعة الحثيثة لمعركة القضاء على الفساد بكل ما يعني هذا الخيار من معنى ونحن قادرون على ذلك ونتابع مسيرتنا بشكل متواصل وأن التحصيل الجمركي في تقدم مستمر، ولكن كمسؤولين علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي تجاه ظاهرة التسيب التي يجب ان ترافقها المساءلة المبنية على الثواب والعقاب، وصولاً الى درجة الملاحقة الجزائية لدى النيابة العامة وإنزال العقوبة الملائمة في هذا السياق بإعتباره جرم جزائي يعاقب عليه القانون وهذا ينم عن جدية تؤدي الى رفع المعنويات لدى المواطنين وضباط الجمارك والموظفين الجمركيين وعلينا أن ننطلق من المبدأ الأساسي الى أننا نريد حماية إقتصادنا الوطني وأن نعمل تنمية مختلف قطاعاته سواء الزراعة أو الصناعة أو التجارة لأننا لا نريد أن نكتفي بتحصيل وارداتنا ونتغنى بالارقام الحسابية العددية المتعلقة بها”.
ومن ثم دار نقاش حول مختلف الأمور الجمركية لا سيما إنتظام اعمال مرفا طرابلس ومكانته واهمية الشراكة القائمة بين غرفة طرابلس والمرفأ ومن ثم جال المدير عام ضاهر على مختلف مشاريع و اقسام الغرفة حيث إطلع على مسيرتها تجاه تجديد وتطوير بيئة الأعمال”.