نشر موقع شبكة “سكاي نيوز” تقريراً حمل عنوان “في ثورة الذكاء الاصطناعي.. دولة عربية تسابق الزمن”، وجاء فيه التالي: “بات الذكاء الإصطناعي يفرض نفسه بقوّة في العالم، ما جعل العديد من الدول تتسابق نحوه، وهو الأمر الذي فطنت له الإمارات العربية المتحدة، التي خطت خطوة كبيرة إلى الأمام في سبيل تعزيز اهتمامها بهذا المجال. ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي، حسب التعريف المتعارف عليه، إلى الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام، والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادا إلى المعلومات التي تجمعها.
ويقدّر الخبراء أنه بحلول عام 2030، يمكن أن يبلغ حجم هذه المساهمة نحو 16 تريليون دولار. وتوقعت شركة “ديلويت” العالمية للخدمات أن يتم إنفاق 57.6 مليار دولار أمريكي على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بحلول عام 2021، أي خمسة أضعاف ما كان عليه الأمر في عام 2017.
وتقول مجلة “هارفارد بزنس ريفيو” إن الشركات الكبيرة تستخدم حاليا الذكاء الاصطناعي في المقام الأول من أجل: الكشف عن التدخلات الأمنية وردعها (44 في المئة) – حل المشكلات التقنية للمستخدمين (41 في المئة) – الحد من أعمال إدارة الإنتاج (34 في المئة).
الإمارات تسابق الزمن
وجعلت الإمارات من الذكاء الاصطناعي أولوية وطنية استراتيجية، حيث تم الإعلان في عام 2017 عن خريطة طريق واضحة لمستقبل مدعوم بالذكاء الاصطناعي من خلال استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم.
وأبرزت الإمارات هذه الأولوية بشكل واضح بعد إعلانها، اليوم الأربعاء، تأسيس “جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي”، أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عمار بكار، مستشار وكاتب في شؤون المستقبليات والإعلام الرقمي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “تأسيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بقدر ما يعتبر سبقا عالميا في الاهتمام بالدراسات العليا بشكل خاص في هذا التخصص، فهو تطور طبيعي للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي أطلقتها الإمارات العربية المتحدة قبل عامين بالضبط (في أكتوبر 2017)، ويشرف على تنفيذها البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي”.
وأضاف “يمكن تلخيص استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي بمقولة الشيخ محمد بن راشد (دولة الإمارات تسعى لأن تكون مركزا جديدا في تطوير آليات وتقنيات وتشريعات الذكاء الاصطناعي)، ومثل هذا التطوير والذي يراد له أن يحقق نجاحه في عام 2031، يحتاج للكثير من الجهد العلمي والبحثي واستقطاب العلماء المتخصصين في هذا المجال، وبناء طاقات علمية شابة في التخصصات ذات العلاقة، وهذا كله يمكن أن يتحقق بالفعل من خلال إطلاق الجامعة”.
وأبدى بكار اعتقاده بأن تصبح الإمارات مركزا أساسيا للخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي تستفيد منه المنطقة العربية بشكل عام، مضيفا “ونحن في العالم العربي قد لا نستطيع حاليا المساهمة بشكل فعال في سباق الدول الكبرى على تطوير التقنيات الجديدة، ولكن على الأقل نحتاج للخبرة الكافية في التعامل معها بشكل فعال على مختلف الأصعدة، وهذا بوضوح ما تسعى الإمارات لتحقيقه”.
وعلى الرغم من الحديث عن مخاوف من إمكانية سيطرة الذكاء الاصطناعي على العالم وتدميره عددا من فرص العمل، إلا أن الخبراء يؤكدون عكس ذلك، ويقولون إن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير دون أن يحل محلها”.