إلتقى الدكتور سابا زريق “رئيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” في مكتبه بطرابلس وفدا من “رابطة آل الدندشي” ضم رئيس الهيئة الإدارية أ. محمود منيرالعبود الدندشي، نائب الرئيس الأول د. رائد محمد الأسعد الدندشي وأمين السر جمال عبد الرزاق الدندشي. كما حضر اللقاء رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد وعقيلته الإعلامية ليلى حسن دندشي.
وجرى إستعراض لتاريخ عائلة الدندشي وهي “من العشائر العربية العريقة التي تمتد جذورها في بلاد الشام، وتحديداً في ولاية طرابلس، إقليم عكار، إقليم الشعرة، وتلكلخ. ويعود تاريخ العائلة إلى عدة قرون. ووفقًا للخرائط و الوثائق العثمانية، فإن أقدم تواجد بارز وموثق للعائلة يعود إلى العام 1560 ميلادي، حيث كانت مستوطنة في منطقة مشتى حسن في عكار ولعبت دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية والسياسية في المنطقة، سواء خلال فترة الحكم العثماني أو في الحقبات اللاحقة. وقد تميّزت بالقيادة والشجاعة، وكان لها تأثير كبير في مختلف الأحداث التاريخية التي شهدتها بلاد الشام. واشتهرت بالعادات العربية الأصيلة، وخاصة بما يتعلق بالفروسية والخيل، مما أكسبها مكانة مرموقة بين القبائل والعشائر الأخرى.
وقد تعاقبت أجيال من أجداد عائلة الدندشي على حكم وتولي أقاليم تابعة لولاية طرابلس في مناطق عكار، الهرمل، الشعرة، تلكلخ، وحمص، وهذا الدورالقيادي كان مصحوبًا بتأثير كبير على الحياة الاجتماعية والسياسية في المنطقة.
وإستعرض الوفد الزائر أسماء العديد من الكتاب والمؤرخين والرحالة والمستشرقين وتوقفوا عند تاريخ العائلة ومناطق تواجدها و نفوذها، مشيرين إلى دورها في مختلف الأحداث التاريخية، وبصورة خاصة في إطلاق أول ثورة عربية ضد الانتداب الفرنسي، حيث ساهمت في الحركات الوطنية التي هدفت إلى تحرير البلاد واستعادة السيادة الوطنية.
وتشمل برامج وأنشطة الرابطة العديد من المبادرات الثقافية، التربوية، الاجتماعية، والتنموية التي تستهدف جميع فئات المجتمع..
وتوقف الوفد عند “إطار الحفاظ على تراث عائلة الدندشي العريق التي أطلقت مشروعًا ثقافيًا تاريخيًا يسعى إلى إعداد بحث علمي شامل عن تاريخ العائلة والجوانب الجيوسياسية المتعلقة بها، يركز البحث على دور العائلة في ولاية طرابلس، إقليم عكار، إقليم الشعرة، وتلكلخ، مع استعراض السياق التاريخي لهذه المناطق وتأثير الأحداث السياسية والجغرافية على العائلة. ولهذا الغرض، عرض الوفد مشروعه القيام مع فريق من الباحثين المتخصصين بجمع الوثائق التاريخية وتحليلها بما في ذلك مئات الوثائق العثمانية الموثقة في الأرشيف العثماني وسجلات المحكمة الشرعية في طرابلس، وغيرها من المراجع والأبحاث، ومن المتوقع أن يسهم هذا البحث في إثراء المكتبة التاريخية والثقافية في لبنان وبلاد الشام بشكل عام، بحيث يكون هذا الكتاب مرجعًا موثوقًا للأجيال القادمة.
وشكر الدكتور زريق الوفد على زيارته مؤكداً أن مؤسسته على إستعداد للتعاون في السياق المذكور متمنياً لزائريه التوفيق.
كما تم الإتفاق على عقد لقاءات في ضوء ما يستجد من متابعة وإتصالات مع الجهات المعنية داخل لبنان وخارجه.