إستقبل رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي الأمين العام لإتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي ومستشارة وعميد كلية النقل الدولي واللوجيستيات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية الدكتورة سارة الجزار، حيث عقد إجتماع بحضور مديرة شؤون الغرف العربية والغرف العربية ـ الأجنبية المشتركة السيدة هدى كشتان، ومديرة غرفة طرابلس والشمال الأستاذة ليندا سلطان، جرى خلاله البحث في الدور الذي يتحفز مرفأ لبنان من طرابلس القيام به في المرحلة الراهنة سواء على صعيد تعزيز بنيته اللوجيستية والخدماتية وكيفية تطوير حركة ملاحته البحرية بزيادة حركة الحاويات، أو بتوفير المخزون الغذائي لكل لبنان من حبوب وخلافها لا سيما القمح منها عبر التهيئة لتشييد إهراءات جديدة في حرم مرفا طرابلس بالإستناد الى المخطط التوجيهي المدروس وكذلك الخرائط العائدة لمكان بناء تلك الإهراءات على مساحة 36 ألف مترا مربعا، إضافة الى شرح كامل للمرتكزات الإستراتيجية التي تستند عليها المنظومة الإقتصادية المتكاملة”.
في البداية رحب الرئيس دبوسي بالدكتور حنفي والوفد المصري في ربوع طرابلس، مشيدا بعمق العلاقة ومتانتها.
ثم تحدث الدكتور حنفي شاكرا حفاوة الاستقبال، مؤكدا أننا في كل مرة نجد الوضع رائعا داخل الغرفة، بالرغم من كل الظروف والتحديات، منوها بالجهود الى تبذلها غرفة طرابلس وإصرارها على تحويل المحنة الموجودة في لبنان الى منحة كبيرة، وتفكيرها الدائم بشكل إيجابي وتطلعاتها الى المستقبل الذي يخص أعضائها والمنتسبين اليها من تجار وأصحاب الأعمال وكذلك في المجتمع الطرابلسي بشكل مبتكر وعظيم، وفي الوقت الذي فيه كثير من الناس يندبون حظوظهم ويتكلمون عن المآسي”.
وقال: “في هذا الوقت بالذات، نجد في غرفة طرابلس أعمال وأشغال وإبتكارات وتعاون قائم بين البحث العلمي والجامعات والشباب من أصحاب المشاريع الصغيرة، لا سيما الذين يفكرون بمنتجات جديدة ويبحثون عن طرق جديدة في ممارسة الأعمال ودخول الأسواق”.
وأضاف: “نحن في إتحاد الغرف العربية، نجد أن غرفة طرابلس بإمكانها أن تكون نموذجا لكثير من الغرف العربية، وبالتالي نحن من جانبنا، سندعو وسنعقد إجتماعاً لاحقاً لمديري الغرف العربية في غرفة طرابلس لكي يشاهدوا بأم العين، تجربة غرفة طرابلس الرائعة، ويعملوا على تكرارها في كثير من غرفهم وهذه التجربة الناجحة تنظر الى المستقبل وليس الى الماضي، وتعتبر طرابلس فرصة كبيرة، أي طرابلس الكبرى هي فرصة كبيرة للمستقبل بصرف النظر عن جميع التحديات”.
وأكد الدكتور حنفي أن “اتحاد الغرف العربية باعتباره ممثلا للقطاع الخاص العربي سيكون بمثابة سفير لطرابلس بحكم إنتساب غرفة طرابلس الى إتحاد الغرف العربية وسيتم ربط طرابلس من خلال إتحادنا بالغرف المشتركة المنتشرة في أصقاع العالم كله من خلال مشروع لوجيستي طموح جدا يجعلها منطقة محورية تفيد وتستفيد”.
الدكتورة الجزار
ثم تحدثت الدكتورة سارة الجزار فقالت: “الحقيقة سررنا في غرفة طرابلس وبالمناقشات التي دارت ونستطيع القول أن ما لمسناه من خطة ورؤية متطورة جداً تنبثق منها منظومة إقتصادية متكاملة تنطلق من طرابلس. في وقت يمر العالم بأزمات إقتصادية ووبائية ويمكن أن نشير الى أن لبنان هو من أكثر البلدان الذي يعاني من تداعيات الكورونا والأزمة الإقتصادية الخانقة إضافة الى الإنفجار الذي حصل مؤخراً في مرفأ بيروت”.
وتابعت: “إن البعد الأكبر لمختلف تلك الأزمات هو العمل على توفير الأمن الغذائي حيث يتسم بطابع الأولوية، لا سيما في لبنان الذي شهد الإنفجار وطال إهراءات مرفا بيروت، ونحن في الحقيقة اليوم وجدنا بارقة أمل في غرفة طرابلس من خلال المخطط الإقتصادي المتمثل بالمنظومة الإقتصادية المتكاملة في ميناء طرابلس المتمتع بموقع جغرافي متميز ليس على مستوى المنطقة، بل على مستوى العالم أجمع وهذا ما يجعل منه مركزاً رئيسياً لوجيستياً محورياً جاذباً في مختلف المجالات سواء في مجال التجارة أو الأمن الغذائي او الطاقة، واعتقد أن لبنان بأمس الحاجة الى هذا المشروع في المرحلة الراهنة”.
وأضافت الجزار: “لقد لمسنا الرؤية الإقتصادية التي تسلط الضوء على المرتكزات الاستراتيجية للمخطط الذي يحتضن العديد من المشروعات ذات القيمة المضافة التي تحقق الأمن الغذائي ليس للبنان فقط وإنما للمنطقة بكاملها وعلى نطاق الخارطة الاقتصادية العالمية، لأنها ستكون محور سلسلة إمدادات عالمية وهذا ما يحقق التكامل في المنظومة الاقتصادية ومشروعات أخرى يطلق عليها النقل المتعدد الوسائط، وهو مشروع نحتاج اليه ليس على المستوى الوطني، وإنما على مستوى المنطقة العربية ونقطة الإنطلاق المحورية هي الإقتصاد والأمن الغذائي المحرك الأساسي لاقتصادات العالم في المرحلة الراهنة ونحن نتطلع الى ان يبصر هذا المشروع النور في اقرب وقت ممكن وخاصة بعد الازمة الحالية القائمة”.
ةأِارت الى أن غرفة طرابلس والشمال تمتلك مشاريع عدة توفر الكثير من فرص العمل وتستند على رؤية إنمائية سباقة تتصف بالإبتكار والإبداع في العمل على إعادة تحويل بعض المنتجات الغذائية وإعادة تصديرها بالاستناد الى التجارب المخبرية ومنهجية البحث العلمي لدمجها في الحيز التجاري ويتم تداولها في الأسواق واذا استطعنا تحويل غرفة طرابلس الى تجربة نموذجية عندئذ نستطيع الإقرار بأنها قد قامت بدور حقيقي على نطاق القطاع الخاص”.
في حرم مرفأ طرابلس
ومن ثم اتجه الجميع للقيام بزيارة ميدانية لمرفأ طرابلس حيث إطلعوا من مدير المرفأ الدكتور أحمد تامر على مدى الجهوزية اللوجيستية التي يتمتع بها مرفأ طرابلس لا سيما على صعيد النقل التجاري البحري وتطور حركة الحاويات والميزات التفاضلية التي يمتلكها مرفأ لبنان من طرابلس بإعتباره مرفقاً حيوياً وجاذبا لإستثمارات مختلفة في بناه التحتية بما يتناسب وضخامة المشروع الإستثماري الكبير المتمثل بالمنظومة الاقتصادية الوطنية العربية الاقليمية الدولية”.