خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام
تستمرّ السلطة الجائرة في لبنان بتضييق الخناق على الشعب عبر إغراقه بسلسلات متواصلة من الضرائب التي ترهق كاهل المواطن اللبناني، وتجعله يتخبَّط يمين يسار لتأمين أبسط متطلبات العيش في ظلّ أزمة اقتصادية جارفة على كافة المستويات، وغلاء فاحش في مختلف المجالات، وخصوصًا في أسعار المواد الغذائية والمحروقات الضروريّتين في حياة الإنسان.
وما إنْ بدأ المواطن اللبناني بالتأقلم المحفوف بالقهر _ وعلى مضض _ مع الظروف المعيشية الصعبة التي أنتجتها المنظومة السياسية الحاكمة على مدى عقود من الزمن، فها هي اليوم ترمي على هذا الشعب المظلوم جملةً من الضرائب القاسية التي هي بمثابة الحكم بالإعدام على الطبقة الفقيرة التي هي في الأساس معدومة بشكل لا يوصف، وذلك بالتزامن مع توقيف الدفع للمستفيدين من برنامجي “حياة وأمان” مما يجعل الأمر بمنتهى الخطورة والتعقيد اليوم، ويُنذر بغليان كبير في الشارع، خاصةً أن الناس لم يعد لديها ما تخسره في ظلّ كل هذا الظلم والحرمان والتهميش الممنهج الذي تتعرض له.
وأخصّ بالذكر في هذا الميدان مدينة طرابلس الجريحة والنازفة أسىً وإرهاقًا وإقصاءً، والتي لها الحصة الكبيرة من الظلم والحرمان حيث يعيش قسم كبير _ بل الغالبية العظمى_ من سكانها تحت خط الفقر المدقع، والذين ذاقوا عبر سنوات طويلة ويلات هذه السلطة الجائرة من حروب عبثية مختلَقة، ومحاولة إلباسها أثوابًا ليست من ثقافتها ولا من طبيعتها، وزجّها في صراعات كبيرة لا ناقة لها فيها ولا جمل، مع التعمّد في حرمانها من كل حقوقها كثاني أكبر مدينة في لبنان، ومركز مهم للثقل الاقتصادي لما فيها من مرافق حية مهمة، فإلى متى ستبقى هذه المدينة مكسر عصا، ومحطةً منسية في تاريخ هذا البلد النازف؟