تحت عنوان “الخزعلي دخل لبنان بطريقة شرعية وبجواز سفر يحمل اسمه وصورته” كتب ميشال نصر في صحيفة “الديار”: من جمعة الحريري الباريسي الى سبت الخزعلي “الكفركلي” كثيرة هي الخطوط التي تتجمع وتتشابك مدشنة مرحلة جديدة من دور لطالما لعبه لبنان كصندوقة بريد لايصال الرسائل المشفرة في كل الاتجاهات، ابطالها قيادات من فصائل الحشد الشعبي العراقي وجيش المهدي السابق.
واذا كان من الصعب حتى الساعة تفكيك لغز بيان “مجموعة اصدقاء” لبنان بنسخه الثلاث المختلفة، ومسؤولية الخارجية الفرنسية في اسقاط ذكر القرار الدولي 1559 من النسخة العربية، ما دفع بدولة كبرى الى التحرك بسرعة قبل ان تتلقف سفارة باريس في بيروت المبادرة وتعيد نشر البيان بالعربية وفقا لصيغته الاساسية، فان تفكيك شيفرة فيلم “عصائب اهل الحق” يبدو اكثر سهولة، رغم تعدد الاحتمالات والغيات.
فالموضوع الذي جاء لافتا في الزمان والمكان، والذي تزامن مع خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والذي راعى فيه الى ابعد الحدود “شروط” التسوية الجديدة، وجه رسالة جدية الى اسرائيل، قد تكون حملت في جزء منها بعدا لبنانيا مضمورا، بان ما كان في سياق التنظير لجهة توحيد الجبهة من الجولان الى الناقورة، واستعداد محور الممانعة للقتال كجسم واحد، بات في طور التنفيذ العملي، بعد “الاستطلاع” الميداني للخزعلي، خصوصا ان المراقبة الاسرائيلية لم تستطع تحديد هوية الزائر. وبطبيعة الحال هي رد من حزب الله على رد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو وما ادلى به خلال مؤتمر في مؤتمر حول الديبلوماسية الرقمية منذ يومين.
صحيح ان ما حصل قد يشكل رسالة الى ما صدر عن اجتماع مجموعة اصدقاء لبنان في باريس ومساس بالقرار 1701، خصوصا ان ثمة من فيه امرا مقصودا واحراجا واضحا لرئيس الحكومة الذي تعهد امام المجتمع الدولي باسم الحكومة اللبنانية بتنفيذ ما اتفق عليه جديا. من هنا فان رد مكتب الحريري الذي جاء استباقا لاي تحرك من قبل القوات الدولية وقطعا للطريق على اي استغلال من قبل تل ابيب، شكل محاولة لتخطي الاحراج الذي احدثه نشر الشريط وانه قام بسلسلة من الاتصالات التي افضت الى ان الافرقاء جميعا لا زالوا على وعودهم فيما خص التسوية والنأي بالنفس، وان ما حصل لا علاقة له بأي خرق او رسالة على هذا الصعيد، بحسب مصادر متابعة.
اوساط مقرّبة من محور المقاومة رأت ان جولة المسؤول العراقي كانت داخل الحدود السورية وليس في الاراضي اللبنانية كما يدعون، مؤكدة ان حزب الله مُلتزم بسياسة النأي بالنفس التي تُشكّل جوهر عمل الحكومة الحالية، رافضة الربط بين الزيارات وبين ادراج القرار 1559 في البيان الختامي الذي صدر عن اجتماع مجموعة الدعم الدولية على اعتبار ان موضوع المقاومة لا يندرج في اطار 1559 المعروف الحيثيات.
واشارت الاوساط الى ان الزيارة تأتي في اطارها وتوقيتها الطبيعي، بعد التحولات الدراماتيكية التي خلفها قرار الرئيس الأميركي، معتبرة انه اذا كان هناك من تواطؤ بين واشنطن وبعض العواصم العربية، فان ذلك لن يثني محور المقاومة عن المواجهة بكل السبل المتاحة، خصوصا ان المقصود هو القضية الام حيث التنازل خيانة والمساومة ممنوعة، مستدركة ان خيار النأي بالنفس الذي وافقت عليه جميع الاطراف اللبنانية لا يمكن ان يكون باي شكل من الاشكال مطبقا في القضايا القومية التي يفترض ان يسبق العرب ايران للدفاع عنها.
واكدت الاوساط ان الخزعلي دخل الاراضي اللبنانية بطريقة شرعية وبجواز سفر يحمل اسمه وصورته وفقا للاجراءات القانونية المعتمدة مع كل زائر، متابعة بان زيارة بوابة فاطمة اصبحت محجة للكثيرين من السواح من عرب واجانب، اما لباسه العسكري فهو يحمل رسالة تضامن الى الشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت انذار وتحذير للعدو، وبالتالي لا علاقة لها بالتسويات الداخلية والصراعات المحلية معتبرة انه اذا صحت المواقف السعودية وصدقت نوايا الرياض في هذا الملف الذي يعلو فوق الخلافات، فان ما جرى يصب في مصلحة القضية وليس ضدها، داعية اصحاب الرؤوس الحامية في الداخل الى عدم الهلع والخوف، فحزب الله ليس بحاجة الى اي دعم من الخارج لخوضه الحرب ضد اسرائيل والانتصار، رغم تقديره لحماسة المجاهدين اينما كانوا، وتاريخه يشهد على ذلك.
لقراءة المقال كاملًا إضغط هنا
(ميشال نصر – الديار)