يطل رئيس الحكومة وتيار المستقبل الرئيس سعد الحريري اليوم في الذكرى الـ13 لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري بخطاب «لايت» خال من «دسم» الانتخابات النيابية والترشيحات وسيكون ملف الانتخابات والتحالفات «ثانوياً» في إطلالته السنوية المعتادة في هذه المناسبة التي تعني الحريري الابن وجمهوره الذي يحتاج الى اكثر من تحفيز ليظل وفياً لمكمل مسيرة الرئيس الشهيد. ويؤكد مصدر نيابي في تيار المستقبل لـ«الديار» ان الحريري يمسك شخصياً بملف الانتخابات ويتابع كل صغيرة وكبيرة في هذا الملف ويدرس بعناية كل تفصيل فيه قبل البت النهائي بأمر الترشيحات وحتى التحالفات وما زال «معنا» وقت حتى 26 آذار المقبل. ويؤكد الحريري وفق المصدر ان الانتخابات الحالية مفصلية كما يراها كل الافرقاء ولا يعني اهتمام الحريري شخصياً بالانتخابات اننا «محشورون»، اكثر من غيرنا فالكل متهيبين الانتخابات ويعملون على التحالفات.
ويشير المصدر الى ان لهذه الاسباب لن يكون هناك «تفاصيل» انتخابية لانها لم تنته كل الامور وتتوضح، في إطلالة الحريري مع العلم انه سيؤكد ان التصويت لخيار الرئيس الشهيد هو استفتاء على نهجه وتأييداً للمسيرة التي يقودها سعد رفيق الحريري من اي موقع كان وهو اليوم في موقع الرئاسة الثالثة ويرى نفسه منسجماً مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري وخصوصاً بعد اللقاءين الثلاثيين امس الاول ومنذ اسبوع في بعبدا وفي خضم معمعمة التهديدات الاسرائيلية والاطماع في ملف النفط والحدود بالاضافة الى زيارة وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون الخميس والافكار التي سيطرحها لبنان معه وابلاغه الموقف الرسمي الرافض لاي تهديد او اعتداء اسرائيلي على سيادته.
العلاقة الجيدة مع التيار الوطني الحر والانسجام بين الحريري ووزير الخارجية ورئيس التيار جبران باسيل سيظهر في كلام الحريري اليوم وفق المصدر كما سيؤكد ان العلاقة مع حلفاء 14 آذار القدامى ليست مقطوعة وان الانتخابات هي فرصة لـ«لملمة» الشمل بعد «انفخات الدف وتفرق العشاق».
ورغم المعلومات المتداولة في الاوساط الحزبية لتيار المستقبل وخصوصاً الاوساط البيروتية ان التحالف مع التيار الوطني الحر سيكون واسعاً يرفض المصدر النيابي في تيار المستقبل الجزم بإنتهاء كل التفاصيل الانتخابية وخصوصاً في المقاعد المارونية ويعيد التأكيد على ان الامور في طور «النضوج» البطيء ويقول لا اعتقد ان احداً في لبنان قد اعلن حتى الساعة اسماء مرشحيه وتحالفاته.
ويأتي احتفال 14 شباط هذا العام وسط تحديات كبيرة يواجهها تيار المستقبل ورئيسه خصوصاً بعد «الانتكاسة» التي اصابت الحريري في آواخر العام الماضي بعد ازمة احتجازه في السعودية وتضرر تحالفه السياسي والاستراتيجي مع الرياض والمستقلين في 14 آذار والمسيحيين خصوصاً منهم بالاضافة الى «تضعضع» التحالف بين المستقبل والقوات. ورغم ان تيار المستقبل حاول الاستفادة من التعاطف مع رئيسه بعد «فك اسره» لشد عصب الشارع السني معه والطرابلسي والصيداوي خصوصاً وعلى ابواب الانتخابات وفق النسبية وتشتت شعبية الحريري بينه وبين خصومه التقليديين كالرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي وخصمه الجديد اللواء اشرف ريفي، الا ان اوساط تيار المستقبل في بيروت تؤكد ان العمل التنظيمي لم يركز على «الحشد» الشعبي للمهرجان كما كانت تجري العادة بل على التأكيد ان المهرجان واستمرار إحياء الذكرى بالزخم نفسه برهان على ثبات خطى الرئيس الحريري.
وتشير المعلومات المواكبة لاحتفال 14 شباط ان الاحتفال هذا العام سيكون «خالياً» من الحلفاء التقليديين كالقوات والدكتور سمير جعجع كـ«خطباء»، وسيكون حلفاء «ثورة الارز» بعيدين عن منبر الحريري ولو حضر منهم شخصيات او ممثلين عن القوات فالسعودية وفق ما يتردد لن تقبل ان ينفرط عقد المستقبل والقوات وبعض المستقلين في 14 آذار على حساب تقدم التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله انتخابياً، لكن في المقابل ولو حضر بعض رموز 14 آذار او «ثورة الارز» السابقين هذا لا يعني انهم سيصرفون حضورهم كما في الماضي على «ظهر» ذكرى الرئيس الشهيد والرئيس الحريري في الانتخابات.
(الديار)