واعتبرت أوساط معنية بمواكبة عملية تأليف الحكومة لـ”النهار” أن الموجة الأولى من الاتصالات والاستشارات العملية التي ستجرى الأسبوع المقبل سيكون من شأنها كشف حقيقة النيّات لدى الجميع في شأن تسهيل عملية التأليف وتخفيف وطأة الاشتراطات وتضخيم المطالب من جهة وتجنب الاشتباكات السياسية بما يعقد عملية التأليف من جهة أخرى.
وفي هذا الاطار، أشارت صحيفة “المستقبل” الى أنّ المعطيات المحيطة بأجواء المشاورات الجارية بين مختلف الأفرقاء تشي باتجاه الأمور بسلاسة نحو إيجاد أرضية توافقية جامعة تؤسس لتذليل أي عقبة تعترض عملية استيلاد الحكومة المرتقبة، وسط توقعات بقرب إنجاز التشكيلة الحكومية.
الاشتباك القواتي – العوني مستمر
في هذا الوقت، وعلى الرغم من الايجابية الكبيرة عند رئيس الحكومة، الاّ أن الخلاف القواتي العوني، لا يزال مستمراً، وأعربت أوساط سياسية لصحيفة “النهار” عن حذر شديد حيال اتساع رقعة الاشتباك السياسي – الاعلامي بين “التيار الوطني الحر” وخصوصاً رئيسه الوزير جبران باسيل وحزب “القوات اللبنانية”، الأمر الذي من شأنه أن يزيد عقدة التمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة تفاقماً. وحذرت انه في حال تصاعد هذا الخلاف الذي شهد تطورات في الأيام الاخيرة تنذر بانهيار “تفاهم معراب” انهياراً جدياً فإن ذلك لن يبقى في إطار التعقيد الذي يؤثر بقوة على مهمة رئيس الوزراء المكلف فحسب بل سيتمدّد الامر نحو اطالة أمد التأليف لأن تداعيات التباين والخلاف على التمثيل الوزاري المسيحي ستؤدي الى فرز سياسي مسيحي أوسع على خلفية حسابات ساخنة خلّفتها الانتخابات النيابية الأخيرة.
في المقابل، وفي ظلّ بروز مؤشرات توحي بأن مرحلة تأليف الحكومة مقبلة على مخاض عسير ومواجهة شرسة بين الكتل الكبرى، خصوصاً بين الثنائي المسيحي، قللت مصادر رئيس الجمهورية من هذا الاحتمال، وأكدت لـ”الشرق الأوسط” أن “الحكومة الجديدة لن تعزل أحداً”، مشيرة إلى أن القوات اللبنانية “ليست مستهدفة إطلاقاً، والرئيس عون، كما الرئيس سعد الحريري، يحرصان على معالجة هواجس الجميع، وعندما نصل إلى مرحلة البحث الجدي في التأليف ستذلل كل العقبات”، ولفتت إلى أن “اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الجمهورية والدكتور جعجع تطرق إلى الهواجس التي تنتابه وسبل معالجتها”.
(النهار – المستقبل – الشرق الأوسط)