أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أننا “اتخذنا قرارا بان لا نسلم قدرنا للوصاية”، مشددا على أن “قرارنا بالتهدئة لا يعني السكوت عن أي تطاول بحق ناسنا ورموزنا وشهدائنا وتيارنا السياسي وقرارنا بحماية الاستقرار لا يعني التراجع عن ثوابتنا”.
وخلال مهرجاء شعبي أقيم في منطقة المرج البقاعية لاعلان لائحة “المستقبل للبقاع الغربي وراشيا” في البقاع، قال الحريري إن “البقاع ليس لأزلام الوصاية وهناك من يسعى لترجمة الحرب بسوريا بالانتخابات في لبنان لكن “طويلة على رقبة أي شخص” أن يخطف قراركم”.
وتوجه لأهل البقاع بالقول إن “صوتكم سيبقى عاليا ليقول إن المجازر بسوريا لن تكون رخصة لخط عسكري للعودة إلى البقاع والهيمنة على قراره”. أضاف: “في 6 أيار ستعبرون انتم عن إرادتكم وتقولون للأمة كلها من هو رفيق الحريري في البقاع ومن هو المارد الأزرق في البقاع”.
من جهته، أشار المرشح عن المعقد الدرزي وائل أبو فاعور إلى أننا “سنخوض انتخابات تجري للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف على أساس قانون مسخ وضعه عقل مسخ يريد أن ينقلب على الطائف”.
ودعا البقاعيين ليختاروا في 6 ايار “بيننا وبين مرشحي البراميل المتفجرة والكلور القاتل”.
وتضم لائحة “المستقبل للبقاع الغربي وراشيا” كل من: زياد القادري، وائل أبو فاعور، أمين وهبي، هنري شديد، غسان السكاف ومحمد القرعاوي.
فيما يلي نص كلمة الرئيس الحريري:
قررنا أن يكون آخر إعلان للوائحنا من هنا، من البقاع، لأن البقاع هو مسك الختام!
في البداية وأول الكلام، تحية لفلسطين في يوم الأرض، وتحية من البقاع لشهداء فلسطين الذين سقطوا في مسيرة العودة في غزة، وللأبطال الذين واجهوا باللحم الحيّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ولنضال شبابه وشاباته في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي.
أنتم يا أحبابي، يا أهلي، في البقاع الغربي وراشيا، أنتم أهل الخير، أهل الكرامة، في أجمل المناطق وأوفى المناطق وأغنى المناطق بالتعايش الإسلامي المسيحي.
هنا يعلو الصوت، ليلتقي مع وجع بحيرة القرعون. هنا بعلو الصوت، ليلتقي مع تعب الأرض وكروم الخير ونداء المزارعين والأهالي، لإنقاذ مجرى الليطاني من كارثة التلوث.
أنا أعرف وجع المزارعين، وكم كانت السنتان الماضيتان صعبتين بالنسبة إليهم، وكيف هي المعاناة منذ ان أقفلت الحرب السورية طرقات التصدير، وأعرف أنه لم يعد باستطاعتكم تحمّل سنة إضافية، كالتي مرت، وانا اعمل للتخفيف عنكم، مع إيدال وكل الإدارات. وبإذن الله، دعم القمح سيستمر.
دعوني أكون واضحا: هذا الكلام ليس ” لتربيح الجميل”. أقول هذا الكلام لأنني أعتبر أن هذا واجبي، ولان اتكالي، بعد الله، عليكم وعلى أمثالكم في، كل لبنان.
وأنتم، لم تخذلوني ولا مرة واحدة، ولم تتركوني ولا مرة واحدة، وفي كل مرة كنتم تقفون وقفة الأبطال، مع رفيق الحريري ومع سعد الحريري، ومع تيار المستقبل.
ليس من باب الصدفة ان أشيّد منزلا هنا عندكم في البقاع. هنا، نطل على كل السهل، ونعلي الصوت، ليصل إلى بعلبك وعرسال والفاكهة، وكل البقاع الشمالي. ليصل إلى سعدنايل وعنجر ومجدل عنجر وقب الياس وبر الياس وجديتا وشتورا وزحلة وعلي النهري، وكل أهلنا في البقاع الأوسط. ليصل إلى كل العشائر العربية، في كل البقاع!
ومن هنا، صوتكم سيبقى عاليا، بإذن الله، ليصل إلى قلب الشام، إلى الغوطة وأهلها وأطفالها، ليقول لكل إنسان قادر أن يسمع: أن المجازر في سوريا لن تكون رخصة لخط عسكري للعودة إلى البقاع، والهيمنة على قراره. إن قرار البقاع باق لأهل البقاع، بإرادتكم انتم وصوتكم انتم وكرامتكم انتم.
ان البقاع ليس لأزلام الوصاية وأزلام زمن المخابرات في عنجر. هذا الكلام، يعرفه أهل البقاع الغربي وراشيا. كلام نقرأه من تجميع حلفاء بشار في لوائح من الشمال الى بيروت والجبل وصولا الى البقاع. هذا النوع من اللوائح عنده أمر مهمة، يتمثل بترجمة الحرب في سوريا بالانتخابات النيابية في لبنان.
وأنا أقول، وأنتم يا أهلي في البقاع الغربي وراشيا، تقولون ذلك قبلي: “طويلة على رقبة أي شخص، أو أي لائحة أن تخطف قراركم”.
إن كلمتكم في السادس من أيار، لن تكون فقط مع سعد الحريري وتيار المستقبل. كلمتكم ستكون كيف تحمون مستقبل أولادكم، وتمنعون تسليم المنطقة إلى ناس يصفقون لقصف أطفال سوريا، وذبح شعبها وتشريد أهلها.
لا احد منكم، انتم أهل الشرف والنخوة والعروبة، يقبل بهذا الأمر، ولا احد منكم يقبل الإساءة المتعمدة للرئيس الشهيد رفيق الحريري. هناك أناس تذكروا فجأة الوضع الاقتصادي والاجتماعي وأهمية البرامج الاقتصادية. وتذكروا أن الدنيا ليست فقط سلاح ومسلحين وحروب وعروض عسكرية، وان هناك مناطق محرومة، وهناك شعب يريد خدمات ومدارس وطبابة وكهرباء وزراعة وفرص عمل وبنى تحتية. وان هناك شعب في مناطق شبعت شعارات وتجييش باسم الدين والطائفية، وينتظر ساعة الفرج من رب العالمين. وان هناك مناطق تسأل النواب والوزراء والقيادات والأحزاب ورجال الدين كل يوم: اين هي الدولة؟ أعيدوا إلينا الدولة لتكون مسؤولة عنا، وعن مستقبل أولادنا، مثلهم مثل باقي اللبنانيين!
قبل 25 سنة، كان كل مشروعهم، هو عرقلة مشروع رفيق الحريري. كانوا يضعون العصي في الدواليب، ويفبركون ملفات بالتكافل والتضامن مع المخابرات السورية وأزلام المخابرات السورية، الذين يرشحون منهم دينوصورات على لوائحهم في البقاع.
أنا سعد رفيق الحريري، لن أسكت. ولن اقبل أن يأكل الفاجر مال التاجر. إن تاريخنا في البلد معروف، وتاريخنا في البقاع معروف. إنه تاريخ تعليم وخير وتعمير، تاريخ عمل وبنى تحتية وطرقات ومستشفيات، وجامعات ومدارس، وجسور وخدمات في كل لبنان. نحن بنينا وعمرنا ورممنا، ولم نقدم للبلد إلا الثقة والخير والتقدم. نحن نقلنا البلد من الفوضى والخراب والحروب والهجرة، وأوقفنا الخراب والتعطيل والدمار وتحويل البلد إلى ساحة لخدمة أنظمة ودول أخرى. نحن أمنّا فرص العمل للبنانيين.
وهم… ماذا فعلوا؟ ألا يرون إلا حكومات الحريري؟ الم يتسلم رئاسة الحكومة في لبنان إلا رفيق الحريري وسعد الحريري؟ نعم، نحن اتخذنا قرارا بان نعيد زمن رفيق الحريري، وأن يلتقط الشعب اللبناني أنفاسه ليصل الى شاطئ الأمان.
اتخذنا قرارا بان لا نسلم قدرنا من جديد للوصاية، وأن نعمل ليل نهار، لنحمي البلد، وللاستثمار في الجيل الجديد، بالشباب والشابات، وللاستثمار بالأمن والاقتصاد، لمواجهة أعباء النزوح السوري.
زمن رفيق الحريري انتشل لبنان من الخراب والدولة من الخراب، وأعاده إلى خريطة العالم. ونحن مستمرون على طريق رفيق الحريري!
البعض يريد أن يصعد الخطاب قبل الانتخابات، ويأخذنا معه في هذا التصعيد. فلتكن الأمور واضحة للجميع: إن قرارنا بالتهدئة لا يعني السكوت عن أي تطاول بحق ناسنا ورموزنا، وشهدائنا وتيارنا السياسي. إن قرارنا بحماية الاستقرار لا يعني التراجع عن ثوابتنا، من المحكمة الدولية، الى حصرية السلاح ورفض التدخل في الحرب السورية وغيرها.
هذا قرارنا ولن يتغير! وهذا هو قرار لائحتكم التي جئنا نعلنها اليوم، لائحة “المستقبل للبقاع الغربي وراشيا”.
وقبل أن نعلن اللائحة، أود أن أوجه تحية خاصة للزميل الوزير جمال الجراح، الذي خدم هذه المنطقة في النيابة والوزارة، ومثّلها خير تمثيل. والذي بإذن الله، سيتابع خدمتها معنا وإلى جانبكم وجانبنا جميعا.
وتحية أيضاً، للزميل النائب أنطوان سعد، وعبره التحية موصولة، لحلفائنا في الحزب التقدمي الاشتراكي. وتحية أيضا وأيضا، للزميل روبير غانم، النائب والمشرّع الذي سيفتقده البرلمان الجديد.
وأخيرا، وليس آخرا، أود أن أتمنى فصحا مباركا، لجميع الطوائف المسيحية الغربية، في البقاع، وفي كل لبنان. كل عيد وأنتم والبقاع ولبنان بألف خير!
يا أهل البقاع، يا أهل الخير، يا أهل العزة والكرامة، قدركم أن تحملوا مسؤولية الأمة!
لقد واجهتم الوصاية، وانتفضتم بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واليوم تعود الوصاية لتقول لكم: أريد أصواتكم لشخص واحد موجود على لائحة حزب الله، في البقاع الغربي وراشيا. واحد، يقول عنه حزب الله من اليوم ان لديه نائبا في البقاع الغربي.
شخص واحد، وليس اثنين. وبالتأكيد سألتم أنفسكم، لماذا هناك مقعد واحد فقط موضوع على تلك اللائحة. على الأرجح لانهم لم يجدوا غيره؟
هذه هي إرادة الوصاية. هذه إرادة من اُرسل لرفيق الحريري ليقول له: أمامك إما السفر، أو الحبس أو القبر!
في 6 أيار، ستعبرون انتم عن إرادتكم انتم، بأصواتكم، في صناديق الاقتراع. في 6 أيار، ستنزلون الى صناديق الاقتراع وتجيبوا بكثافة. ستقولون للأمة كلها، من هو رفيق الحريري في البقاع، ومن هو المارد الأزرق في البقاع! في 6 أيار موعدكم مع لائحتكم، اللائحة الزرقاء، لائحة “المستقبل للبقاع الغربي وراشيا”.
وهولاء هم أعضاؤها:
زياد القادري، وائل أبو فاعور، أمين وهبي، هنري شديد، غسان السكاف ومحمد القرعاوي.
عشتم، عاشت لائحة “المستقبل للبقاع الغربي وراشيا” عاش البقاع وعاش لبنان!