تحول الاجتماع بين رئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون اول من امس من استدعاء للقائد الى دعوة له ولوزير الدفاع يعقوب الصراف، بدد خلالها رئيس الحكومة الغموض، مؤكدا دعمه الواضح للجيش، الذي قال انه قام بعملية ناجحة جدا وكبيرة جدا، ولو انه لم يقم بها لكانت هناك اليوم مشكلة كبيرة في البلد، لأن تلك العبوات كانت موجهة لتفجير لبنان.
وانتقل قائد الجيش من السراي الى بعبدا، حيث وضع الرئيس ميشال عون في أجواء السراي وسلمه تقريرا حول ما جرى في عرسال.
ويسعى رئيس الحكومة الى تهدئة السجالات السياسية عشية رحلته المقررة في 22 الجاري الى واشنطن وربما موسكو، والتي ستتناول كل ملفات العلاقات اللبنانية ـ الاميركية، وربما كان بينها موضوع العقوبات المصرفية الاميركية على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس نبيه بري، اضافة الى دعم الجيش اللبناني.
وذكرت صحيفة «الأخبار» ان الحريري ترأس اجتماعا لـ «مجموعة العشرين» التي تضم شخصيات سياسية واجتماعية سنية، تنتمي الى تيار المستقبل أو قريبة منه، وبينهم الرئيس فؤاد السنيورة والوزيران السابقان رشيد درباس وخالد قباني والنائب سمير الجسر، وبحسب الصحيفة فإن هذه المجموعة نقلت الى رئيس الحكومة شكوى الشارع السني من أدائه حيال رئيس الجمهورية وحزب الله وان ذلك ادى الى ضمور قاعدته الشعبية مع تنامي شارع معارضيه، وفي طليعتهم اللواء أشرف ريفي.
وسجل الحاضرون ذهاب «المستقبل» بعيدا في معاكسة الوجدان السني المتفاعل مع أحداث المنطقة.
وقد دافع الحريري عن موقفه بقوة، لكنه دعا الى وقف الاعتراضات العلنية عليه، وانه سيكون حاضرا لسماع هذه الاعتراضات في الوقت المتاح.
وقد أكد صلاح سلام رئيس تحرير جريدة «اللواء» البيروتية وعضو مجموعة العشرين الذي شارك في الاجتماع لـ «صوت لبنان» وجود هذه المجموعة واجتماعها، وانها تجتمع دوريا، وان اللقاء مع الرئيس الحريري كان لتبادل وجهات النظر والآراء والمصارحة بالنسبة لبعض المواقف المطروحة على الساحة الوطنية وليس من زاوية الشكوى او العتاب أو اللوم، بل كان نقاشا مفتوحا على كل المواضيع.
لكن بعض أوساط المستقبل مازالت تظهر القلق ازاء مسار الامور، وفي تقديرها ان النظام السوري الذي جمع بعض شتاته عاد يحلم باسترجاع لبنان الى كنفه عبر تحريك موضوع التنسيق الحكومي معه، فضلا عن فتح معركة الجرود، كل ذلك استباقا لتطبيق الاتفاقات الروسية ـ الاميركية الاخيرة بمعزل عن الحصة الايرانية في الكعكة السورية، وغايتها اظهار قدرة ايران على تعكير المياه في سورية ولبنان، والدليل زيارة قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتقبيل يده، وقوله: انا اقبّل ايادي السيد حسن نصرالله، شاكرا دعم حزب الله اللبناني للشعب العراقي، وقد نقلت ذلك صحيفة «الاخبار» ولم تنشر صورة تقبيل اليد.
وتزامنت خلوة سليماني ـ نصرالله مع نشر أخبار اسرائيلية عن بناء ايران مصنعين للصواريخ والذخائر لحزب الله مزعوم وجودها في النبطية وبعلبك. وعن لقاء رئيس الحكومة مع وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون، نقلت اوساط المستقبل لـ «الأنباء»: لاحظ الحريري تفهم الوزير والقائد لحساسية الوضع، لافتا النظر الى انه ليس مقبولا تكرار احداث مدينة صيدا في عرسال.
والمقصود بأحداث صيدا ـ تقول المصادر ـ يوم ورّط حزب الله جماعة الشيخ احمد الاسير في اشتباك مع الجيش، وهذا مؤكد بالوثائق والصور، فحدث ما حدث.
وتقول المصادر ان حزب الله لا يستطيع تحمل اوزار خوض حرب ضد المخيمات السورية على أرض لبنان، كونه اعلن أن سلاحه لا يمكن ان يستخدم على أرض لبنان، التي هي مسؤولية الجيش اللبناني وحده، واي تجاوز لهذا الامر لا تتحمله رئاسة الحكومة ولا رئاسة الجمهورية ولا حتى قيادة الجيش، فالاستراتيجية الدفاعية تصنف حزب الله كحزب مقاومة للاحتلال الاسرائيلي، وحتى حربه داخل سورية صنفت كأمر واقع، اما ان يشعل حربا في الجرود حيث آلاف النازحين السوريين فأمر مرفوض، لبنانيا رسميا وعربيا وحتى على المستويين الأوروبي والأممي.
كل هذه التطورات ناقشتها اللجنة الوزارية الخاصة بموضوع النازحين التي اجتمعت برئاسة الرئيس سعد الحريري والتي ستكون بين اوراق رحلة الحريري الى واشنطن.
في غضون ذلك، أعلنت قيادة الجيش عن إقدام قوة من مخابرات الجيش فجر امس على مداهمة مجموعة وصفتها بالارهابية في بلدة عرسال كانت تعد لعمليات ارهابية.
ولدى محاولة المجموعة مقاومة القوة المداهمة تصدت لهم عناصر الدورية ما ادى الى مقتل الارهابيين السوريين ياسر الغاوي وعاطف الجارودي وتوقيف ثلاثة آخرين هم: وليد جمعة وابنه خالد وخالد عز الدين، كما تم ضبط 7 عبوات معدة للتفجير وحزام ناسف و50 كلغ من المواد المستخدمة في تصنيع المتفجرات، بالاضافة الى قنابل يدوية وصواعق.
وقال بيان القيادة ان الغاوي هو الرأس المدبر للتفجير الذي حصل في بلدة رأس بعلبك في 22 مايو الماضي.
(الانباء الكويتية)