أعلنت مصادر نيابية مقربة من تيار “المستقبل” أن الأمور مازالت تراوح مكانها، بانتظار أن يفك “حزب الله” العقدة التي وضعت عملية التشكيل في مهب الريح.
وأكدت المصادر لـ”السياسة”، أن الرئيس المكلف سعد الحريري ليس بوارد التراجع عن موقفه الرافض توزير “سنة 8 آذار”، ولن يحدد موعداً للقاء أي من النواب السنة الذي يطالب “حزب الله” بتوزير أحدهم في الحكومة.
واعتبرت أن “حزب الله” في عدم تجاوبه مع الدعوات التي تطالبه بالتخلي عن شروطه لتسهيل عملية التشكيل، ينطلق من سياسة عض الأصابع التي يمارسها مع الحريري، لاعتقاده أن الرئيس المكلف المعروف باعتداله وتساهله سيرضخ في نهاية الأمر الى شروطه، ويقبل أن يضحي من حصته بتوزير أحد هؤلاء لإنقاذ الوضع الإقتصادي المتدهور، بعد رفض رئيس الجمهورية ميشال عون اقتراح المقايضة معه لحل تلك العقدة.
وشددت على أن الحريري الذي بدا أنه يعرف ماذا يريده “حزب الله”، يرفض رفضاً قاطعاً تقديم أية تنازلات في هذا الشأن، وبالأخص بعد تيقنه أن لا بديل عنه لتشكيل الحكومة، لأن المعطيات السياسية حالياً هي غير ما كانت عليه أواخر العام 2010، حينما أسقط “حزب الله” حكومة الحريري برئاسة نجيب ميقاتي.
وأضافت إن “الأمور حالياً مختلفة جداً، لأن حزب الله ليس قادراً على تكليف أحد نواب سنة 8 آذار، فلا الرئيس بري بوارد التخلي عن الحريري في هذه المرحلة باعتباره الجامع للرأي العام السني وقد كرر ذلك مراراً، ولا النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بهذا الوارد إطلاقاً، وكذلك ليس التيار الوطني مضطراً لأن يكشف أوراقه ويتخلى عن الحريري بهذه السهولة وهو من أوصل العماد عون الى رئاسة الجمهورية، حتى ولو أن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل يريد الإبقاء على علاقته المتينة مع حزب الله لحسابات تتعلق بإنتخابات رئاسة الجمهورية بعد أربع سنوات”.
وأشارت إلى أن “الأمور لم تصل بعد إلى طريق مسدود، لطالما بقي باب الحوار مفتوحاً، وبإمكان الرئيس عون الاتصال بحسن نصرالله ليطلب منه المساعدة على الحل، وكذلك بإمكان الرئيس بري أن يقنع حزب الله بضرورة تشكيل الحكومة قبل انهيار الدولة، وأن حزب الله بنهاية الأمر لن يحرق نفسه من أجل حلفائه في سنة 8 آذار بعد أن ضمن التصاقهم به في الاستحقاقات المقبلة إلى ما شاء الله”.
(السياسة)