في ظلّ رفع وتيرة التصعيد السعودي ــ الأميركي ــ الإسرائيلي ضد محور المقاومة، زار الرئيس سعد الحريري أمس السعودية بعد تلقّيه دعوة فورية إلى المملكة، تلت موقفاً تصعيديّاً لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، الذي قال إن المطلوب إخراج حزب الله من الحكومة. والتقى الحريري، أمس، وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان كلّاً على حدة. وفيما لم تعرف بعد نتائج زيارة الحريري وفحوى لقاءاته، أكدت مصادر مستقبلية لـ«الأخبار» أن «هناك قراراً سعودياً واضحاً بالمواجهة مع حزب الله»، وأن «الحريري سيعود من السعودية باتفاق مع السعوديين على وجهة المرحلة المقبلة». وقالت المصادر إن «رئيس الحكومة سيضع المسؤولين السعوديين في أجواء التسوية اللبنانية، وسيشرح صعوبة مواجهة حزب الله عمليّاً»، وأن «بالإمكان العرقلة ورفع لهجة الخطاب، وإفشال توجهات حزب الله والتيار الوطني الحر الداعية إلى فرض فتح علاقة مع سوريا، لكن ينبغي عدم شلّ المؤسسات، مع الإشارة إلى فشل تجربة شنّ حرب مفتوحة على حزب الله قبل عشر سنوات». وقالت المصادر إن «التسوية تبدو شبه مستحيلة بين ما يريده الحريري وما يريده السعوديون في هذه المرحلة في لبنان».
وكان الرئيس نبيه برّي قد ذكر أمس أمام زوّاره أنه تلقّى اتصالاً من الحريري أكّد له فيه أن «زيارة السعودية جيّدة وهناك اتفاق على الاستقرار، وأن مَن يعبِّر عن موقف المملكة هو وليّ العهد محمد بن سلمان».
وكتب رئيس الحكومة على «تويتر»، بعد نشره صورة له مع ابن سلمان: «في كلّ مرة نلتقي بسموّ وليّ العهد محمد بن سلمان تزيد قناعتي بأننا والقيادة السعودية على وفاق كامل حول استقرار لبنان وعروبته». كذلك نشر الحريري صورة له مع السبهان. إلّا أن الأخير كتب على حسابه «اجتماع مطوّل ومثمر مع أخي دولة الرئيس سعد الحريري، واتفاق على كثير من الامور التي تهمّ الشعب اللبناني الصالح، وبإذن الله القادم أفضل».
على صعيد آخر، دافعت كتلة المستقبل النيابية عن خطوة «رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في التوقيع على مرسوم اعتماد السفير اللبناني الجديد في سوريا سعد زخيا بدلاً من السفير اللبناني السابق»، مقابل الاعتراضات التي صدرت عن بقايا فريق 14 آذار، على الرغم من أن بعض هذه القوى، لا سيّما القوات اللبنانية، شارك وزراؤها في جلسة الحكومة التي أقرّ فيها تعيين زخيا، وفي الأيام الماضية خرجت لتتنصّل من قرار الحكومة بحجج مختلفة. ورأت كتلة المستقبل أن «تعيين سفير جديد للبنان في سوريا مسألة طبيعية وضرورية يجب التمسك بها والحفاظ عليها على وجه الخصوص أن الكتلة ناضلت بقوة من أجل الوصول الى تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين والدولتين».
بدوره، ردّ برّي على كلام رئيس الجمهورية قبل يومين، من دون أن يسمّيه، والذي أشار فيه إلى لا شرعية مؤسسات الدولة قبل انتخابه رئيساً، بالقول إن «هذا المجلس النيابي رغم تمديد ولايته أنقذ لبنان في مرحلة الفراغ الرئاسي». وأكد بري خلال استقباله وفداً من البرلمان الأوروبي أن «لبنان ذاهب الى الانتخابات النيابية في موعدها على أساس النظام النسبي لأول مرة»، مؤكداً أهمية هذه الانتخابات «ودورها في حماية الاستقرار في لبنان وصونه».
(الاخبار)