وصف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بيروت بأنها عاصمة لبنان وعاصمة العرب وهي انتفضت من أجل القدس في وجه القرار المرفوض الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لأن هذا هو إيماننا ونهجنا، كما كان إيمان رئيسنا الشهيد رفيق الحريري، والذي كانت القضية الفلسطينية دائما من أولوياته ومحورا أساسيا في كل عمله السياسي”.
وقال الرئيس الحريري خلال استقباله مساء اليوم في “بيت الوسط” حشدا كبيرا من منسقية بيروت في تيار المستقبل وعائلات بيروتية: “لو رأى الشهيد رفيق الحريري هذا المشهد هنا اليوم لكان فخورا جدا، لأنه سيعلم أين أصبح تيار المستقبل ومن هم هؤلاء الشباب والشابات الذين يرفعون الرأس، رغم كل ما مرت به من مراحل صعبة خلال السنوات الـ12 الماضية”.
وأضاف: نحن هنا اليوم لنقول للجميع أن هذا التيار، تيار رفيق الحريري، التيار الأزرق، الذي حاول كثيرون أن يلغوه، باق ومستمر لأنه هو تيار الحق والعدل، لأنه يقدّم مصلحة البلد على كل ما عداها من مصالح ثانوية أخرى. فنحن لا مصلحة شخصية لدينا ولا مصلحة عائلية بل مصلحتنا هي لبنان. فبيروت العاصمة التي عانت كثيرا ولا زالت تعاني بقيت صامدة ولم تغير نهجها وتوجهاتها، وهي اليوم بحاجة إلى الكثير من الاهتمام، من الكهرباء والمياه وخطة سير وحماية للبيئة وأمور أخرى عديدة وملحّة. وقد بدأنا العمل أولا على استنهاض الدولة لأن الناس فقدوا الأمل ولم تعد لديهم أي ثقة، لا بالدولة ولا بالحكومة ولا بالمؤسسات. من هنا أنجزنا الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب وقانون الانتخاب والكثير من الإنجازات الأخرى”.
وقال: “الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة إلينا كما هي بالنسبة للبلد ككل. لذلك علينا أن نعمل بجهد كفريق واحد متماسك لاستكمال مسيرة رفيق الحريري التي هي مسيرة البناء والنهوض والتطور بالبلد”.
وأضاف: “لقد كنت واضحا في كل مواقفي السياسية، وقد قلت أن هناك ربط نزاع بيننا وبين حزب الله، فلا هم سيوافقوننا على سياستنا الإقليمية والدولية ولا نحن على استعداد لأن نتوافق معهم بمواقفهم الإقليمية والدولية. لذلك، فإن كل قرار نتخذه هو لمصلحة البلد والناس ولكي لا يدفع الشعب اللبناني ثمن التصادم السياسي والذي لا جدوى منه، في ظل ما يجري حولنا من حروب وحرائق”.
وتابع: “لقد مررنا بأزمة صعبة، هناك من أراد أن يستغل علاقاتنا المميزة مع المملكة العربية السعودية، للإساءة لي شخصيا. هناك أحزاب سياسية حاولت أن تجد مكانا لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر وأنا سأتعامل مع هذه الحالات، كل حالة على حدى، ولكني بالطبع لا أحقد على أحد، لأنني على قناعة بأن الوطن بحاجة لكل أبنائه لكي ينهض ويتطور. على كل حال سأسمي الأشياء بأسمائها في برنامج “كلام الناس” مع مرسال غانم وسأبق البحصة، وهي بحصة كبيرة بالطبع. جميعكم تعرفون من حاول طعننا في الظهر، وهم وحين كانوا يرددون مواقف تحدٍ لـ”حزب الله” وسياسة إيران ظاهريا، وجدنا في النهاية أن كل ما أرادوه هو الطعن بسعد الحريري. فهم كانوا يتهجمون مرة على الحزب وعشرين مرة على سعد الحريري، وكانوا يدعون أنهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، كل ذلك كان بمثابة أكبر عملية احتيال علينا جميعا”.
وتوجه الرئيس الحريري إلى منسقية بيروت في تيار المستقبل بالقول: “هذه المسيرة سنواصلها سويا، ولدي كامل الثقة بكم جميعا بأنكم قادرون على القيام بالعمل الكبير من أجل بيروت لكي نستنهض عاصمتنا ونصل إلى الانتخابات بإذن الله صوتا واحدا لتيار المستقبل ولهذه المسيرة ولعملية إنقاذ لبنان. من هنا أهمية الانتخابات المقبلة لكل تختاروا بأنفسكم من يريدون مصلحة لبنان أولا في مقابل من يريدون الفتنة وتحقيق المصالح الجانبية وخراب البلد”.
وختم قائلا: “على الجميع أن يعلم أن تيار المستقبل الذي ضحى، إن كان برفيق الحريري أو بسائر شهداء مسيرة الحرية والاستقلال، أو من خلال التسويات والقرارات السياسية التي اتخذتها على حساب شعبيتي وشعبية تيار المستقبل، كل ذلك كان في سبيل مصلحة لبنان والشعب اللبناني. لقد اتخذنا القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة والتي لم يجرؤ أحد على اتخاذها. فتخيلوا اليوم للحظة أننا لو لم ننتخب بعد رئيسا للجمهورية وأنه ليست لدينا حكومة تعمل وما زلنا نعيش في حال الفراغ، فما كان حال البلد اليوم؟ من الذي اتخذ القرارات الصعبة؟ هل تبرع أحد وتنازل ونزل إلى الناس لتلمس همومهم غير تيار المستقبل؟ مصلحة الناس هي التي يجب أن تكون الأساس ومصلحة البلد هي التي يجب أن تكون بوصلتنا. من هنا نحن مستمرون، وأعلم أن طريقنا ستكون مليئة بالمطبات، ولكن وعدي لكم أني سأكون دائما معكم، وفي بيروت، عاصمة لبنان وعاصمة العرب”.
وكان منسق بيروت في تيار المستقبل وليد دمشقية قد رحب بالحضور ونقل إلى الرئيس الحريري تحيات أبناء العاصمة وتأييدهم ودعمهم لنهجه السياسي.