جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / الحريري زار دار الفتوى وجال في مناطق محيطة بها:لا أحد يخطف قرار بيروت
PSX_20180504_150252

الحريري زار دار الفتوى وجال في مناطق محيطة بها:لا أحد يخطف قرار بيروت

 زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر اليوم دار الفتوى، حيث استقبله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي كان يجتمع مع حشد من العلماء والمشايخ والأئمة.

استهل دريان اللقاء بكلمة رحب فيها بالحريري في دار الفتوى، مردفا: “من الطبيعي جدا أن يأتي دولة رئيس مجلس الوزراء إلى دار الفتوى، هذا ليس بالأمر الغريب”.

وخاطب الحريري قائلا: “بمجيئك اليوم ذكرتني بالشهيد الكبير، شهيد لبنان، دولة الرئيس رفيق الحريري الذي كان يأتي إلى دار الفتوى في المفاصل الأساسية والمصيرية في تاريخ لبنان. وأصحاب السماحة والفضيلة كانوا يحضرون هذه الاجتماعات.
أقول لك: نحن نقدر ونعتز بالمبادرات الوطنية والإنجازات الكبيرة التي قمت وستقوم بها، هذه الإنجازات التي هي بنهايتها لمصلحة لبنان واللبنانيين. المؤتمرات المتتالية التي حضرتها والتي أعادت الثقة بهذا الوطن، نقول لك: شكرا يا دولة الرئيس على هذه المبادرات والإنجازات”.

أضاف: “إن العلاقة الطيبة بين دار الفتوى ورئاسة مجلس الوزراء هي علاقة يجب أن تبقى متينة وصلبة، لأنه في النهاية مفتي الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء يحملان أمانة الطائفة وأمانة الوطن. دار الفتوى يا دولة الرئيس، وأنتم تعرفون ذلك وتؤكدون عليه دائما، هي مرجعية دينية ووطنية. نحن من يحافظ على لبنان العيش الواحد، وعلى أمن هذا الوطن واستقراره، أنا وأنت يا دولة الرئيس حملنا لواء الاعتدال. نعم نحن أهل الاعتدال، نحن لسنا إرهابيين، وهذه العمائم البيضاء لن تكون إلا عمائم الاعتدال في لبنان، ولا وجود ولا يمكن أن نسمح أبدا بوجود إرهابيين متطرفين مغالين، لأنه لا يجتمع الإرهاب مع سماحة الدين الإسلامي، دين الرحمة والأخلاق والمحبة والاعتراف بالآخر والحوار والموعظة الحسنة. هذه هي مسيرتنا”.

وتابع: “مجيئك اليوم إلى دار الفتوى هو أمر نفتخر به، ولقاؤك مع أصحاب الفضيلة والسماحة العلماء هو اجتماع مبارك. أقول لك لا تخف ولا تقلق، أنا معك، وعلماء لبنان معك. هذه الدار فتحت أبوابها لمن أراد أن يأتي إليها من المرشحين، استقبلت الجميع واستمعت إليهم، ولكن علينا جميعا أن نتنبه لمستقبل بيروت ولمستقبل لبنان. أنتم أيها الأئمة والدعاة والعلماء من تقولون للناس ماذا يقررون. نريد من الجميع مشاركة كثيفة في السادس من أيار، لأن بصناديق الاقتراع يكون تاريخ لبنان، ونحن من نصنع تاريخ البلد. فأهلا بك يا دولة الرئيس”.

الحريري

ثم تحدث الحريري فقال: “شكرا سماحة المفتي على هذا اللقاء، فهذه الزيارة بالنسبة إلي من أهم الزيارات، لأنكم أنتم في دار الفتوى العباءة لكل المسلمين في هذا البلد، وكلما كانت هذه الدار بخير كلما كان المسلمون في لبنان بخير. نحن قرارنا حر ولمصلحة الاعتدال والوطن، هذا ما نحارب من أجله، وسنكون دائما مع دار الفتوى بإذن الله”.

أضاف: “أنتم المشايخ الذين توصلون الصوت للناس، وأنا كل همي هو البلد، وفي ظل سيطرة موجات التطرف والخطاب العالي في لبنان، كنت أنا أسير بعكس الموجة، لأنني مؤمن أن الإسلام هو دين الاعتدال والسلام والمحبة والحب. هذا ما علمنا إياه الرسول عليه الصلاة والسلام، ونحن سائرون على رسالته. لذلك الاعتدال ليس ضعفا بل قوة، والاعتدال هو الذي يأتي بالأمن والاستقرار والاقتصاد وفرص العمل والسعادة والمحبة بين الناس. أما أي نوع من التطرف يطرأ على أي دين، وخاصة الإسلام، يجعل الناس تهرب منا.
هذه تعليماتك، سماحة المفتي، ونحن على كلمتك سائرون، وإن شاء الله تكون دار الفتوى دائما عباءة المسلمين والخيمة التي يستظل الجميع بها، حتى وإن كانت هناك بعض الخلافات، فإن دار الفتوى هي التي تجمع، وكلما كانت هي العباءة والخيمة نكون كمسلمين بألف خير”.

تابع: “أشكركم على هذا اللقاء، ووصيتي لكم جميعا أن لبنان جوهرة في الشرق الأوسط، بلد لا مثيل له، لا في العالم العربي ولا العالم أجمع. من هنا وصيتي لكم هي العيش المشترك الذي حافظنا عليه وعملنا عليه والذي حافظ عليه الشهيد رفيق الحريري وكانت وصيته أيضا أن نحافظ عليه. هناك طلعات ونزلات نواجهها جميعا. المنطقة من حولنا مشتعلة لكن هذا لا يعني أن نشتعل معها، بل علينا أن نطفئ النار ونحن نعمل سويا، أنا من موقعي السياسي وأنتم من موقعكم الديني، وقد قررنا أن نعمل دائما مع بعضنا البعض لكي نزيل أي احتقان في البلد ونحل أي مشكل في ما بيننا. فقد ذقنا جميعا الحرائق ورأينا نتائجها، حتى جلسنا سويا حول طاولة واحدة وتحاورنا وتوصلنا إلى الحلول. فهل سنعيد الكرة؟”.

وختم قائلا: “هذه الانتخابات مصيرية، بالنسبة إلي وإلى المسلمين وإلى البلد ككل. لكن الأمر بعهدتكم وبعهدة كل الناس المعتدلين في البلد، الذين يريدون لبنان على صورة ما أراده الشهيد، وأن يكون هناك عيش مشترك حقيقي، برسالة الاعتدال والوسطية والمحبة، وهذا ما نسعى إليه. فشكرا على هذه الجمعة، ووفقنا الله وإياكم لأن تكون هذه الطائفة هي التي تأتي بالاستقرار للبلد والحلول والمحبة. نحن دفعنا أثمانا ومستعدون أن ندفع أثمانا أخرى، لأن هذا هو قدرنا وهذه هي التحديات التي نحن مستعدون لتقديمها”.

وردا على سؤال من أحد المشايخ بشأن موضوع الزواج المدني، قال الحريري: “هذا الموضوع يتم تسويقه بشكل خاطئ. رفيق الحريري وضع هذا الملف في الدرج، ولو كنت أريد تنفيذه لكنت سحبته من الدرج، لكنه سيبقى ولا يحمل أحد أي هم”.

عائشة بكار وزاروب العلية

بعد خروجه من دار الفتوى، كانت للحريري استقبالات شعبية عدة في منطقة عائشة بكار وزاروب العلية، حيث كان في انتظاره حشد كبير من المواطنين الذين استقبلوه بالزغاريد والدبكة ونثر الأرز. وقد ترجل الحريري من موكبه وألقى التحية على الجموع والتقط معهم الصور التذكارية.

تلة الخياط

ثم انتقل الحريري إلى أمام مستشفى المفتي الشهيد حسن خالد في تلة الخياط حيث احتشد المواطنون بكثافة في انتظاره، ونحروا له الخراف ونثروا عليه الورود والأرز.

وخاطب الحريري الحشود قائلا: “من أمام دار الفتوى، تحية لدار المسلمين بكل لبنان، تحية لدار الاعتدال ولمشايخ الاعتدال ولمفتي الاعتدال والحوار، تاج رأس المسلمين في لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان.
عندما نقول عائشة بكار، نفتح صفحة عظيمة من تاريخ بيروت. هنا مر رجال كبار من كل لبنان، واستشهد رجال كبار دفاعا عن كرامة لبنان. هنا زرع المفتي الشهيد حسن خالد دمه في تراب بيروت، وهنا سقط الشهيد الشيخ أحمد عساف دفاعا عن كرامة بيروت، وهنا حملت بيروت قضية الشهيد الشيخ صبحي الصالح. بيروت، مدينة العلماء الشهداء، وعائشة بكار بيت الشهادة والبطولة والكرامة الوطنية. معكم، نحمي الدور والدار، ونحمي القرار، ونحمي هويتنا، ومعكم سنقول: بقوة رب العالمين أن لا أحد يستطيع أن يخطف قرار بيروت، ولا أحد يستطيع أن يزور إرادة بيروت، ولا أحد يستطيع أن يبدل هوية بيروت.
يوم الأحد، سننزل كلنا، من كل بيت، من كل محل، من كل مسجد ومن كل عائلة، سننزل جميعا لنعطي صوتنا لبيروت، ولنرفع صوتنا بوجه كل من يفكر أن يمد يده على هوية بيروت.
عمامة بيروت لدار الفتوى، وكرامة بيروت من كرامة دار الفتوى، ونحن في عائشة بكار وكل بيروت حراس العمامة والدار”.

الملا

ثم انتقل الحريري إلى منطقة الملا، حيث أقيم له استقبال حاشد من قبل الأهالي أمام ديوانية حسونة. وخاطب المحتشدين، داعيا إياهم إلى الاقتراع بكثافة يوم الأحد في السادس من أيار “من أجل الحفاظ على قرار بيروت وهويتها”.