الحريري:بالتكامل والشراكة بين القطاع العام والمجتمع المدني نوفر كل الخدمات الأساسية للمواطن

أقامت جمعية “أسامي” عشاء، مساء أمس في السراي، برعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وحضوره مع حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والطبية وممثلين لمنظمات دولية وفاعليات.

وألقى الرئيس الحريري كلمة استهلها بالقول: “أهلا وسهلا بكم في السراي. هذا اللقاء له مكانة خاصة، لأنه يتعلق بالطفولة وبكل ما في هذه الكلمة من براءة وأمل بمستقبل مشرق وواعد لوطننا.
نحن مجتمعون في مناسبة اللقاء السنوي الثاني لجمعية “أسامي”، لتأمين الدعم والاستمرار لمسيرتها الإنسانية والوطنية، التي تهدف إلى تأمين العلاج والاستشفاء للأطفال حديثي الولادة”.

واضاف: “هذه الجمعية نجحت في تأسيس واحد من أهم المراكز المتخصصة بعلاج الأطفال حديثي الولادة في المستشفى الحكومي في الكرنتينا: “مركز كارلوس سليم للطفولة”.
كما تعلمون، الاستشفاء والطبابة هما حق لكل مواطن وحق لكل طفل، وهذا واجب علينا نحن تجاه المواطن اللبناني”.

وتابع: “ليس طبيعيا ولا مقبولا أن يكون هناك اليوم أب أو أم في لبنان غير قادرين على أن يطببا ولدهما لأنهما ليست لديهما القدرة المادية، أو لأن العناية المطلوبة أو الدواء المطلوب لحالة ولدهما غير متوافرين.

ومن هنا، نحن نشد على يد البروفسور روبير صاصي وكل القيمين على هذا المشروع، الذي منذ وقت إطلاقه في بداية العام 2016 في “مستشفى بيروت الحكومي” في الكرنتينا ولغاية اليوم، قدم المساعدة والاستشفاء الى أكثر من 2000 طفل حديث الولادة.
وهذا العدد الكبير في الحقيقة هو إنجاز في ذاته ودليل على الإمكانات والقدرات التي يمكن استثمارها من طريق الشراكة بين القطاع العام والمجتمع المدني”.

وقال: ه”ذا النموذج الناجح للشراكة يجب أن يتعمم على كل القطاعات وعلى كل الأصعدة، لأنه كما تعرفون يد واحدة لا تصفق. فلا القطاع العام اليوم قادر وحده أن يوفر كل الخدمات اللازمة للمواطن، ولا المجتمع المدني قادر أن يقوم بهذا الدور وحده.
الحل هو أن يكون هناك تكامل وشراكة حقيقية نتمكن من خلالمها أن نوفر كل الخدمات والحاجات الأساسية للمواطن اللبناني”.

وختم: “العمل الذي يقوم به المستشفى عمل نبيل، وبالتأكيد، لو كان رفيق الحريري ينظر إلينا لقال إن هذه الروح التي تعطي حتى النهاية، هي الروح التي أريد أن تكون موجودة دائما عند اللبنانيين.
لن أطيل عليكم، أود أن أشكر حضوركم ومشاركتكم معنا، وأتمنى لكم التوفيق في هذه المسيرة الإنسانية والوطنية بامتياز”.

صاصي
وألقى رئيس الجمعية البروفسور روبير صاصي كلمة كشف خلالها أن “الجمعية عالجت حتى الآن 22 طفلا من دون أوراق ثبوتية، وطفلين من ضحايا الاعتداء والعنف، و6 أطفال وجدوا في سلة المهملات. 520 طفلا في عام 2016 و750 في عام 2017 و900 في عام 2018. وقال: “الأرقام تتحدث عن نفسها! إن ابتسامة طفل تم إنقاذه هي أفضل مكافأة بالنسبة إلينا”.

وأضاف: “بعد السيدة الأولى والقصر الرئاسي في بيت الدين، نحن هنا اليوم في هذا المكان السحري. نشكر الرئيس سعد الحريري لوجودنا في السراي، الرمز الأول لإعادة بناء لبنان جديد. ونحن جمعية “أسامي” تريد أن تؤدي دورا مهما في إعادة إعمار لبنان الغد. لبنان الحديث، حيث جميع اللبنانيين متساوون، حيث المرأة اللبنانية يمكن أن تعطي جنسيتها لطفلها، حيث يمكن الطفل أن ينمو ويلقى العناية اللازمة، وحيث يمكن أن يحلم هذا الطفل يوما بحياة من دون خوف من اضطراره إلى مغادرة بلاده بحثا عن مستقبل أفضل. أردنا أن نصدق أن في لبنان كل شيء ممكن. أردنا أن نظهر أنه بالشجاعة وحسن النية، يمكن البنانيين تحقيق كل شيء وإيجاد لبنان عادل وكامل. أردنا أن نكون على صورة البناة الكبار، كوالدك الشيخ رفيق الحريري الذي أعاد بناء هذا السراي وبيروت وبلدنا، مثلك أنت، الذي تعلمنا كل يوم أننا يجب أن نؤمن بلبنان وأننا، يدا بيد، يمكننا فعل كل شيء. لقد تركت كل شيء لخدمة هذا البلد. كما أنك وضعت كل ما لديك من سلطة وثقة لبناء لبنان الذي نحلم به جميعا. فشكرا لأنك أظهرت لنا الطريق وبينت لأجلنا ومعنا لبنان أفضل”.

مطر
وكانت كلمة لرئيس مجلس إدارة “مستشفى بيروت الحكومي” في الكرنتينا ميشال مطر شكر فيها “الجمعية على اختيار هذه المستشفى للعمل من خلالها”، مؤكدا “بذل قصارى الجهود لتلبية حاجات الجمعية”، وقال: “نحن نؤمن بأن “مستشفى الكرنتينا” يتحمل مسؤولية ضمان الوصول إلى الرعاية الصحية عالية الجودة لجميع فئات المرضى في مجتمعنا مع إيلاء اهتمام خاص للسكان المهمشين. ونحن ملتزمون النجاح”.