أطلق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أعمال مشروع “متحف بيروت التاريخي” في وسط بيروت، الممول بهبة من دولة الكويت، في حفل حضره وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، سفير دولة الكويت عبد العال سليمان القناعي، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني، مدير عام الاثار سركيس خوري، مدير عام الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة علي الصمد، مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور حسان عكره، رئيس مجلس ادارة شركة سوليدير منير الدويري وشخصيات.
الجسر
والقى الجسر كلمة توجه فيها الى الرئيس الحريري بالقول: “دولة رئيس تيار المستقبل ورئيس كل الناس، انك تعمل من اجل المستقبل ولمستقبل بيروت بالذات، هذه فرصة من اجل ان يعرف الناس انك مهتم ايضا بالماضي وبالتاريخ، خصوصا ان المدن التي ليس لها تاريخ ليس لها مستقبل”.
وأشار الى البدء بالحفر، وقال: “نؤكد اننا لن نطمر التراث، وهذه الاثار ستكون جزءا من المتحف الذي سيشيد هنا وبهبة كريمة من دولة الكويت. هذا العمل أخذ وقتا لانه عمل دقيق. سيكون هناك متحف بيروت وأهم تجمع ثقافي وتاريخي لمدينة بيروت”، مشيرا الى انه “في السنة المقبلة سوف نجد المتحف هنا وقد تم انجازه وسنقدمه هدية لذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
القناعي
من جهته، قال السفير الكويتي: “تأتي مشاركتنا اليوم في هذه الاحتفالية الجامعة بوضع حجر الاساس لـ”متحف تاريخ بيروت”، في عهدكم يا دولة الرئيس، ايمانا من دولة الكويت بما يستلزمه الارث الحضاري، من احتفاء بالموروث الانساني وتقديره، وما يستوجبه من اعتناء بدلالاته الملموسة منها والحسية ويؤكد عليه ويعززه من ارتقاء بالذائقة الفنية الزمانية منها والمكانية، لان الاثار هي ذاكرة المدن ومخزون أهلها الثقافي والشهادة الحقة على إستثنائية بيروت، أثرا ومؤثرا”.
اضاف: “انطلاقا من هذه القناعة، وتأسيسا لمسيرة ثابتة الخطى واضحة المعالم وجلية الاهداف ما بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية الشقيقة، توضع اليوم رمزية ثقافية هامة، بتعاون وثيق مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ولهدف نبيل سام، دعما للمراصد العلمية وترسيخا للثقافة البحثية وابرازا للمقدرات الانسانية، ودفعا بالمحاور الانمائية، بهكذا مشروع حيوي في قلب مدينة بيروت النابضة، اشعاعا وعطاءات”.
وتابع: “ان مصدر الاعتزاز هو ما يتعزز دوما في كل لبنان من مواطن للتعاون تعمقت جذورها وتمددت حتى بات للكويت ملمحا في كل مدنه وبلداته وقراه، كما ان مصدر بهجتنا اليوم، هو ان نحظى جميعا بالمشاركة بفاعلية وايجابية في ان تكون بيروت مقصدا تنويريا وملتقى لنا، لعلماء التاريخ ومتتبعي حركة الحياة والحضارة، كما هي قبلة مفضلة لاهل السياحة والاستجمام”.
وختم: “واذ ابارك باسم دولة الكويت، للبنان، كل لبنان، البدء بمشروع متحفه التاريخي في عاصمته النيرة، فانني موقن بانه سيحفظ بفعل الداعمين لفكرته والقائمين على تنفيذه تاريخ بيروت وتله الاثري، وينطق الحجر منهما والاثر، عظة وعبرة وعلما بما للتاريخ من حوارات حضارية مستمرة، تنهل منها ولا تنقطع عنها”. وشكر الرئيس فؤاد السنيورة على جهوده لانجاز هذا المعلم الحضاري يوم كان رئيسا للوزراء”.
خوري
كما كانت للوزير خوري كلمة قال فيها: “شرفتنا دولة الرئيس الى هذا الموقع الذي سوف يروي تاريخ بيروت عبر حقبات الزمن ويؤسس لمتحف يكون على قدر قيمة بيروت. وليس المتحف هو المعني بالامر بل سوف يتم تطوير كل المنطقة بالاتفاق مع شركة سوليدير، وسوف تصبح هذه المنطقة من ساحة الشهداء الى التل الاثري كلها قبلة للسياح وللبنانيين لكي يعرفوا تاريخهم”.
وتابع: “دولة الرئيس، في هذه المناسبة أريد ان اشكرك واشكر كل الاهتمام الذي أوليته لوزارة الثقافة التي وضعت خطة خمسية للنهوض الثقافي والتي تتضمن تطوير وانشاء متاحف في كل المناطق اللبنانية وخصوصا في بيروت، كما اشكر سعادة السفير الكويتي الذي ساعدنا على تركيز هذه المنحة، وتم الاتفاق مع شركة سوليدير وبلدية بيروت ومجلس الانماء والاعمار على ان يلتزم كل منا بالبرنامج الموضوع، ووزارة الثقافة أخذت على نفسها الالتزام بالحفريات والتوقيت المناسب لكي ينشأ هذا المتحف في الوقت المناسب”.
وقال: “ان الخطة الخمسية التي وضعناها، دولة الرئيس، هي في عنايتكم وانتم أدرجتم مئتين وثمانين مليون دولار لتمويل هذه الخطة الخمسية من برنامج التمويل لمؤتمر سيدر. نشكر اهتمامكم ونقول، من يحفظ تاريخه يعرف كيف يؤسس للمستقبل”.
الحريري
من جهته، قال الرئيس الحريري: “متحف تاريخ بيروت هو جهد مشترك بين البلدية وسوليدير ومجلس الانماء والاعمار، بهبة كريمة من صندوق التنمية الكويتي، ونشكر سمو امير دولة الكويت جزيل الشكر لانه حريص دائما على لبنان وتاريخه ومستقبله”.
وتابع: “وضع تصميم هذا المتحف المصمم العالمي رنزوكيانو، وسوف يتم تطوير كل المنطقة من ساحة الشهداء الى السراي الصغير، الى المتحف التاريخي لبيروت والى التل الاثري الى الواجهة البحرية والى المرفأ.
أضاف: “في الوقت الذي نبني فيه مدينة حديثة وواجهه بحرية نهتم بالحفاظ على تراث هذه المدينة، لان الحفاظ على الهوية والتاريخ هو قاعدة متينة لبناء المستقبل. مبروك لبيروت متحفها التاريخي، وشكرا للكويت ولوزارة الثقافة معالي الوزير غطاس الخوري، وشكرا لكل من عملوا وساهموا في هذا المشروع خصوصا للرئيس فؤاد السنيورة الذي عمل على تأمين التمويل من الصندوق الكويتي، ولا يمكن ان ننساه. وشكرا للجميع”.