خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام
في بلد الفلتان والدولة السايبة كل شيء قابل للتلاعب والمداورة بدءًا من لقمة عيش المواطن إلى أكبر الصفقات التي لا يعلم بها الا الله.
في بلد الطوائف والتباغض، كل شيء يجري لمصلحة الزعيم والرأس الكبير، وليس ثمة مَنْ يخسر إلا المواطن.
تتوالى الأزمات على لبنان بشكلٍ غير مسبوق وغير معتاد، حتى وصل الأمر إلى لقمة عيش المواطنين الذين بات أغلبهم لا يستطيع تأمين احتياجاته الأساسية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، وارتفاع جنوني للدولار في السوق السوداء، والذي سبب كارثة اجتماعية ضخمة في البلاد وأدى إلى طحن الطبقة الوسطى بكل ما تعني الكلمة من معنى، وإنزالها إلى القعر الأسفل بعدما أصبحت رواتب أصحابها مجرد أوراق بالية لا تساوي ثمن كيلو لحم أو جرة غاز أو صفيحة بنزين، فإذا كانت النخبة المتعلمة والمثقفة في البلد تجوع فعن أي وطن تتحدثون؟!
إن أشد ما يُرهق المواطن اللبناني هو عملية الدولرة التي شملت كل القطاعات في البلد، وهي حُكماً مرهونة بارتفاع الدولار وانخفاضه، فيما يتقاضى غالبية الشعب وخصوصًا في مناطق الشمال وطرابلس رواتبهم بالليرة اللبنانية، وأكبر راتب لا يتجاوز الثمانية ملايين شهرياً، فهل يوجد من أحد عاقل في هذه الجمهورية المتعَبة يفسّر لنا بالطريقة التي يريدها، كيف سيعيش المواطن وفق هذه المعادلة؟! هل يوجد مسؤول واحد في هذه الدولة يخرج علينا ويشرح هذه المعاناة ويواسي هذا الشعب الجريح ولو بالكلام؟! بل بالعكس، فهم يخرجون بكل وقاحة ولا كأنهم معنييون بهذا الموضوع، ومع كل ما وصلنا إليه، مازلنا حتى اليوم نشتمّ رائحة الصفقات التي تدور بينهم وبالتراضي، ويضعون في جيوبهم من ورائها ملايين الدولارات فهي حتى اليوم مازالت قائمة ومازالوا يضحكون علينا كما ضحكوا لعقود كاملة دون أي اعتبار لخلاء البطون وجوع الأطفال وتعب العجائز، فهل سنصحو كشعب لبناني موحد يوما ما أم سنبقى أضحوكة لديهم وهم يُمعنون بنا فسادًا ونهبًا؟