رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في بيان، أن “الموقف الوطني الكبير، الذي أقدم عليه الرئيس سعد الحريري، كان محل تقدير وإعجاب فئات الشعب اللبناني كافة، لأنه أراح الشارع، وأعاد اليه الحياة والحركة والنشاط، وأحس الناس بأن هذه الاستقالة كانت لمصلحة الشعب واستجابة لأهم مطالبه من السلطة، بعد أن توقفت المؤسسات العامة والخاصة عن القيام بدورها، وبلغ الناس حد اليأس من عودتها الى ما كانت عليه”.
وقال: “إنها صدمة إيجابية كبرى جعلت الناس يعتبرون أنه الرجل الكبير الذي تجاوب مع مطالب شعبه حتى لو ضحى بالحكومة التي يرأسها، أملا في أن تتألف حكومة جديدة من أصحاب الاختصاص والكفاءة، تحمل برنامجا إصلاحيا جديدا، على أن يرأسها من جديد بناء على رغبة الناس الذين يرون فيه الرجل الذي يعمل من أجل بلده ويطوف البلاد الغربية والعربية ليساعد في إنقاذ الاقتصاد اللبناني مما وصل اليه”.
وأشار إلى أن “المرحلة المقبلة في تاريخ لبنان هي مرحلة خطرة ومفصلية، وتحتاج الى رجالات دولة يملكون قدرا كبيرا من الثقة لدى المؤسسات الدولية. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن يوليهم الشعب ثقته وأن يمنحهم الشعب من خلال نوابه صلاحيات خاصة واستثنائية لقيادة البلاد في هذا المنعطف الخطير من تاريخها”، وقال: “إننا نرى أن الشخصية المثلى لهذا الموقع في هذا الظرف الصعب سياسيا واقتصاديا تتمثل في الشيخ سعد الحريري، الذي يتمتع بعلاقات دولية واسعة، على أن يعاونه أهل الاختصاص من دون تدخل من الأحزاب التي أفسدت خلافاتها ومحاصصتها بلادنا وأوصلته إلى الحال التي نحن فيها”.
أضاف: “لا يمكن أن يقبل الشعب بخروج الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة المقبلة لأنه الرجل الذي يراهن عليه الوطن في انقاذ ما يمكن انقاذه بعد أن قام بدور كبير في هذا المجال. لقد ازدادت مكانة الرئيس الحريري عند الناس لأنه استجاب لمطالب الشعب في استقالة الحكومة وأقدم على خطوة جريئة وشجاعة، إرضاء للشعب الرابط في الساحات وفي كل المناطق، ومطلبه استقالة الحكومة، واسقاط النظام الطائفي الفاسد. وإذ بهذه الخطوة التي اعادت إلى الناس الأمل في ان تبدأ بعدها خطوات الإصلاح، ومحاربة الفساد، وإعادة الاموال المنهوبة الى الدولة”.
وتابع: “الوقت يضيع ولا يتسع للمزايدات، لان البلد يقف على شفير الهاوية، وفي كل يوم تزداد خسائر الدولة، وتزداد خسائر المواطنين، ويزداد الغلاء والجوع وتزداد الكوارث الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية”.
وختم: “لذلك، لا بد من القيام بالإصلاحات الضرورية وإنقاذ الوطن مما يهدده من انهيار كبير، ولا بد من خطوات عاقلة وحكيمة في حل المشكلات بأسلوب حضاري ومتقدم قبل الغرق في النظريات الخيالية التي يطرحها البعض والتي يقف الوقت في وجهها، فإضاعة الوقت في اللحظات المصيرية، ليست ترفا نملكه”