رأى النائب سمير الجسر في حديث الى برنامج “كلام بيروت” على شاشة “المستقبل”، أن “قانون الانتخابات يشهد في كل دول العالم تجاذبات بين الاكثرية والاقلية بحيث تهدف كل منها من خلاله الى تحسين مواقعها، ولكن يجري في الدول الديموقراطية ان يصار الى التصويت على القانون، وتنتهي الامور. أما في لبنان فالموضوع مرتبط بالطائفية، لذلك تكون الامور شائكة ومعقدة”.
وقال: “الاستفزاز بهذه الملفات وغيرها يجر استفزازا مقابلا، فأين الحكمة في التعامل مع هذه المواضيع الحساسة بهذه الطريقة؟ ولنفترض اننا وصلنا الى ربع الساعة الاخير ولم نتوصل الى حل، صحيح انه بالنظام الديموقراطي لا فراغ في مجلس النواب، لكننا لم نعد نملك ترف الرقص على حافة الهاوية، واذا كان المطلوب العودة الى قانون الستين الذي لا أحبذه اطلاقا، فلماذا أضعنا تواريخ الاستحقاقات؟”
وأضاف: “لقد تم التفاهم على مبدأ النسبية في قانون الانتخاب، وقد تشكل بعض التسويات مخرجا للتوصل الى الاتفاق النهائي على صيغة انتخابية مقبولة من الجميع، لكنني لست إطلاقا مع نقل المقعد الماروني من طرابلس، لانه من الضروري ان تحافظ المدن الكبرى على تمثيل كل مكونات المجتمع. في المقابل هناك مناطق فيها عدد نواب أكبر من الحاجة الى ذلك، فمثلا منطقة بعلبك فيها مقعدان للسنة وعدد السنة هناك قليل نسبيا، بينما محافظة عكار فيها فقط 3 مقاعد، بينما المطلوب والمنطقي ان يكون هناك خمسة بالحد الأدنى”.
وقال الجسر ردا على سؤال: “التاريخ سينصف الرئيس سعد الحريري لانه في اكثر من مكان اتخذ قرارات جريئة أنقذت البلد، وقلائل هم الذين يملكون الجرأة في اتخاذ القرارت. إنه رجل مقدام، والإقدام يتطلب جرأة كبيرة، وهو يبذل جهودا كبيرة من أجل إنقاذ البلد، لأن وضع البلد لم يعد يحتمل”.
ورأى أن “تصعيد الخطاب الطائفي يعيدنا الى مشهدية عام 1975، مع خطورة إضافية هي استثمار وسائل التواصل الاجتماعي وقدرتها على الإثارة أكثر من تلك الايام، فهذا الى أين يوصلنا؟ أوليس أصل الشر كلمة؟”.
وأكد “أننا نعطي إشارات للداخل والخارج بأن البلد غير قادر على أن يحكم نفسه بنفسه، وغير قابل للحياة، فهو يدخل في أزمة ويخرج من أخرى، وهناك مشاريع اليوم ترسم للمنطقة، وواضح ان هناك بالحد الادنى فدرلة في مكان ما، ولبنان بواقعه غير قادر على حكم نفسه، ولا أحد يدري ماذا يحضر لنا في ظل التغييرات التي قد تطرأ في المنطقة، خصوصا أننا لسنا في أولويات أحد حاليا، لا في المنطقة ولا في العالم، وما يحمي لبنان هو فقط قرار إقليمي غربي بعدم نقل الصراع اليه”.
أما في ما يتعلق بموضوع الموقوفين الاسلاميين، فقال الجسر: “هذا ملف شائك، وهناك ظلم كبير واقع على الموقوفين الاسلاميين، فجزء منهم متورط في الارهاب والقتل والاعتداء على الجيش، لكن هناك آخرين لا علاقة لهم، واخذوا ظلما، وهذا أمر غير منطقي”.
وأضاف: “الرئيس سعد الحريري يعمل على قانون العفو العام، وهو ملف دقيق، وإن حجم التوقيفات كبير جدا، وهناك ظلم كبير أيضا في موضوع التحقيق، ومن يطلع على تقرير هيومن رايتس ووتش يرى مدى الظلم الواقع على هؤلاء، بالاضافة الى المدى الزمني الذي يفوق الستة أشهر بين الجلسة والاخرى، وهذ أمر غير طبيعي، وكل من اجرى اتصالا او تلقى اتصالا أو زاره أحد ما، يصار الى اعتقاله، فهذا امر لا يجوز”.
ورأى أنه “على الاقل يجب بت بعض الملفات باخلاءات السبيل للموقوفين، فالتوقيف ليس الزاميا للقاضي، وانما رخصة تجيز له ذلك على ان تراعى درجة الخطورة في الملف، فهناك شباب لا علاقة لهم على الاطلاق، اعتقلوا ووضعوا مع المتورطين في الارهاب، أفليس هناك احتمال ان يتأثر هؤلاء بالمتورطين؟ فلماذا لا ننهي هذا الملف ونعيد الى كل ذي حق حقه؟”.
وردا على سؤال قال الجسر: “ما يجري مع الشيخ سالم الرافعي غير مقبول إطلاقا، وهو بمثابة فتنة وتهديد له، هذا الرجل الذي عمل على الصلح وذهب الى عرسال للوساطة فأصيب هو برجله واصيب صديقه بشلل، فهل المطلوب محاكمة من يعمل للصلح وللوساطة؟ اتركوا الرجل بحال سبيله، وكل خوفي ان يكون ما جرى حول منزله بابا لجره الى رد على مصادر النيران لتبرير توقيفه”.
وعن مشاركة الرئيس الحريري في القمة العربية الاميركية وعدم دعوة رئيس الجمهورية أجاب الجسر: “هناك تفاهم تام بين فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس الحريري، ومن الافضل أن يكون لبنان حاضرا في القمة لأن من حضر السوق باع واشترى، وربما يكون موضوع الدعوة منسقا بينهما لعدم احراج فخامة الرئيس، لأن لأساس الاجتماع هو مواجهة التدخلات الايرانية في المنطقة، والرئيس عون له علاقات ايجابية مع ايران، فربما لعدم احراجه وجد هذا المخرج”.
وعلق الجسر على “إمكان وجود متضررين من التفاهمات الحاصلة بين فخامة الرئيس ودولة الرئيس”، بالقول: “بالسياسة هناك دائما من ينشغل باله في حال وجود تفاهمات بين طرفين”.
وختم: “أيا كانت ظروفنا وظروف المنطقة، علينا ألا نستبعد عدوانية معينة من العدو الاسرائيلي، لانه صاحب مصلحة دائمة بذلك، لذا علينا ألا نسقط هذا الاحتمال من تفكيرنا”.