الجراح أطلق البث المتواصل لتلفزيون لبنان: انه صوت الدولة والوطن

أطلق وزير الاعلام جمال الجراح اليوم، البث المتواصل ل”تلفزيون لبنان” 24/24، خلال مؤتمر صحافي عقده في استديو الاخبار في التلفزيون، في حضور مستشار وزير الاعلام لشؤون تلفزيون لبنان أنطوان عيد، مدير الاخبار صائب دياب، مدير البرامج حسن شقور، رئيس نقابة الموظفين في التلفزيون كمال الاسود وعدد من المذيعين والمذيعات والموظفين.

وقال الوزير الجراح: “تلفزيون لبنان هو تلفزيون الدولة، التلفزيون الوطني البعيد عن الطائفية والمذهبية والذي يوصل صوت المواطن من دون خلفيات سياسية، ويعرض الواقع كما هو. تلفزيون لبنان هو صوت الدولة وصوت الوطن، لكن للاسف، اليوم لا نشاهد عبر الاعلام الا الامور السلبية التي تضر بسمعة لبنان ومكانته على كل الصعد. وفي المقابل هناك أمور جيدة وايجابية كثيرة في لبنان لا احد يسلط الضوء عليها، فهناك شعب خلاق ومبادر ومميز، كما أن لا احد يتحدث عن الجبال الجميلة والارز والديموقراطية والحريات”.

أضاف: “للبلد ميزات جمة لا نسمع عنها وهذا دور تلفزيون لبنان، هذه المهمة تقع على عاتقنا مع مجلس الادارة الجديد الذي -ان شاء الله- يتم تعيينه في وقت قريب وكل المديرين والموظفين. هذه رسالتنا، ان نكون صوت الدولة وصوت الوطن، ونسلط الضوء على الايجابيات في البلد، وفي الوقت نفسه ننتقد حيث يجب ان ننتقد انما بموضوعية ومن دون تجن او شتائم، كما نرى في معظم الاحيان”.

وتابع: “المسألة الثانية أن تلفزيون لبنان يمتلك الإرث الثقافي والفني والسياحي والموسيقي وكل إبداعات اللبنانيين على مدى 100 سنة من تكوين لبنان، وهذا الإرث محفوظ في أرشيف التلفزيون. المهمة الاساسية لدي ان نحول هذا الارشيف الى ديجيتال لنحفظه ونحاول ان نسوقه ونظهر اهمية لبنان وتاريخه وإرثه الذي هو إرث مشرف ومهم جدا ونفتخر به. لدينا فنانون ومسرحيون ومطربون واقلام وادباء وشعراء من الاهم في الوطن العربي. وهذه المهمة يجب ان نتعاون جميعا لانجازها في اقرب وقت، ليكون إرثنا محفوظا ومتاحا للبنانيين وبخاصة للجيل الجديد الذي لا يعرف كثيرا عن تاريخ لبنان وعن الابداعات والانجازات فيه”.

وأكد الجراح أن “العقبة الاساسية تكمن في تشكيل مجلس ادارة تلفزيون لبنان وتعيين المدير العام”، وقال: “أنا أقدر ان المؤسسة تعاني فراغا قانونيا واداريا وتنظيميا نعمل على معالجته، ونحن في مرحلة التلقي بحيث نسمع كل الناس وكل الآراء ونتسلم التقارير. كما أنني عقدت اجتماعات مع عدد من الموظفين وسأستكملها لتشمل الجميع من أجل تكوين صورة كاملة وواضحة عن التلفزيون. لكن هذا العمل الذي نتوقعه من تلفزيون لبنان لا يمكن ان يحصل اذا لم يكن هناك تعاون بين الجميع وإرادة واضحة كي نصل به الى المستوى الذي نتمناه. علينا ان نتعاون جميعا كي ننتقل من مرحلة الى مرحلة افضل ونصلح الخلل، وهو أمر ليس بالصعب اذا توافرت الارادة الطيبة والانتماء الى هذه المؤسسة. كذلك يجب أن ننظم العلاقة في ما بيننا بطريقة قانونية وواضحة من أجل النهوض بالتلفزيون”.

أضاف: “أنا مستعد لأن استمع من الموظفين الى مطالبهم وأن أتجاوب معها انما في الوقت نفسه على الموظف الذي يأخذ راتبا من تلفزيون لبنان أن يكون منتجا، فلا يمكننا صرف رواتب للموظفين من دون انتاج وعمل لا سيما في ظل الازمات الاقتصادية التي نمر بها، والتي بلغت مستوى خطيرا جدا. علينا ان نكون على قدر المسؤولية، وعلى الموظف ان ينتج ويعطي الدولة لكي يأخذ حقه منها”.

وتابع: “إن أخطر ما يصيب أي مؤسسة في العالم هو الخلافات الداخلية، فإذا لم يكن هناك انسجام داخل الجسم الذي يدير هذا التلفزيون فحتما سنفشل. والأهم ان نتعاون جميعا مع بعضنا البعض، بدءا من الوزير الى أصغر موظف، بروح المسؤولية اولا وروح التعاون، وعلينا أن نتيقن بأن لا أجر لمن لا ينتج”.

وقال: “أنا دائما الى جانب الموظف وأيضا الى جانب الادارة بالانتاجية، فلم يعد لدينا ترف ويجب ألا ننفق من دون انتاج، فلنكن منتجين بكل مسؤولية ووطنية. أنتم في تلفزيون لبنان عليكم مسؤوليات وطنية كبيرة، وإذا تركنا البلد ينحو باتجاه الطائفية والمذهبية والتشرذم والانفعالات السياسية والحزبية والمناطقية نكون بذلك نخسره. وأنا أعرف الكثيرين منكم، ومدى وطنيتكم ومسؤوليتكم وحبكم لبلدكم، وأعرف قدرتكم على المزيد من الانتاج”.

أضاف: “بابي مفتوح لاي رأي او استشارة وكل ما يساعد في النهوض بتلفزيون لبنان، أكان من حقوق للموظفين او من حقوق للدولة على الموظفين”.

ونوه وزير الاعلام بالتجهيزات والمستوى التقني العالي في “تلفزيون لبنان”، وقال: “أعلم أن هناك كفاءات في التلفزيون والاذاعة والوكالة الوطنية للاعلام ويبقى ان ننظم هذه الامور ونفعلها بروح التعاون، بعيدا عن الحساسيات الداخلية السائدة والتي علينا العمل من أجل خفضها الى الحد الادنى ورفع الانتاج الى الحد الاقصى”.

وختم: “أنا وفريقي جاهزون للتعاون والتواصل معكم، وأشكركم على الاستقبال، وان شاء الله نبدأ بمسيرة تعاون لكي ننجح ونتقدم خطوة الى الامام، وحلمي ليس أن تكونوا الشاشة رقم واحد انما اريد لهذا التلفزيون ان يأخذ مكانته الطبيعية، فلدينا القدرات والامكانيات واهم شيء يجب ان نقوم به هو تنظيم الوضع الداخلي وحفظ إرث لبنان الفني المهم”.

بعد ذلك، تسلم الجراح درعا باسم المتعاقدين في التلفزيون، تقديرا للجهود التي يبذلها.

حوار
ثم كان حوار بين وزير الاعلام وعدد من المذيعين والمذيعات، فقال ردا على سؤال عن تعيين مجلس ادارة: “تحدثنا مع فخامة الرئيس ميشال عون عن ضرورة تعيين مجلس في اقرب وقت، ووعدني فخامته. كما تحدثت مع الرئيس سعد الحريري عن ضرورة تسريع تعيين مجلس الادارة، ونحن نعمل جاهدين على ذلك. وبحكم القانون، فإن وزير الاعلام عبر مجلس الوزراء هو من يعين مجلس الادارة، وبحكم ملكية الدولة لأسهم الشركة فهي التي تدير التلفزيون عبر وزير الاعلام”.

وقال ردا على سؤال: “إذا اعتمدت الآلية فيجب ان تنسحب على كل المجالات، ونحن نعمل على ان ننتهي من هذا الموضوع أكان بآلية او بغيرها”.

وعن الملفات المطروحة في مجلس الوزراء وإمكانية حلها، قال: “بالنسبة الى ملف الكهرباء عقدنا ثلاث جلسات واليوم تعقد جلسة، واذا اضطر الامر فسنعقد جلسة اخرى لان هذا الموضوع يجب ان ينتهي ويقر في مجلس الوزراء في أسرع وقت”.

أضاف: “بالنسبة الى الموازنة، فقد أحيلت الى مجلس الوزراء، والرئيس الحريري سيعقد اجتماعات مكثفة للحكومة ليتم إقرارها وتحويلها الى مجلس النواب”.

وعن الوضع المالي في البلد، قال: “حاكم مصرف لبنان كان واضحا في هذا الامر، وقال انه لا بد من اصلاحات ولا بد من تنشيط الوضع الاقتصادي حفظا للوضع المالي والنقدي. واعتقد ان هناك الكثير من الاجراءات التي ستتخذها الحكومة واهمها الموازنة، فعندما يكون لدينا موازنة فيها نوع من التقشف ولا تؤثر مباشرة على المواطن بل على الدولة في بعض مزاريب الهدر التي يجب ضبطها واهمها الكهرباء وفي حال معالجتها نكون حققنا إنجازا، فإذا أقررنا الموازنة عندها يمكن اعتبار ذلك رسالة الى المجتمع الدولي والى الذين يساعدون لبنان، تفيد بأننا جديون في معالجة الهدر والقيام بالاصلاحات. وأكرر، لا يمكننا ان نعيش بعد ذلك ترفا ويجب ضبط الانفاق غير المجدي لاننا نمر بوضع صعب”.

وعن موضوع سحب سلسلة الرتب والرواتب، قال: “قانون السلسلة يتضمن اصلاحات يجب ان نقوم بها، وهناك بعض الامور التي لا يمكن الاستمرار فيها مثل أن نسمع بهدر تقني على شبكة الكهرباء بنسبة 37%، فإذا تمكنا من خفضه الى 22% نكون وفرنا على الدولة 400 مليار، وهو مبلغ لا يستهان به. والامر ينسحب على كل وزارة ومؤسسة فيها أمور يمكن الاستغناء عنها، وعلينا تطبيق ذلك”.

وفي ما خص الاقتراحات حول تخفيض الموازنة، قال الجراح: “لا علاقة لها بالموظفين بل بالنواب السابقين وبالتقديمات التي يمكن خفضها او الاستغناء عنها، البعض اقترح خفض رواتب الموظفين 10% على مدى ثلاث سنوات على أن تعود الى السابق على مدى ثلاث سنوات. أنا لا أؤيد هذا الامر لان هناك أمورا أهم يجب القيام بها مثل عجز الكهرباء ومعالجة ازمة النفايات والهدر السائد في الوزارات”.

وردا على سؤال عن إمكان شن العدو الاسرائيلي عدوانا على لبنان، قال: “من المؤكد ان اسرائيل عدو ولا يمكننا ان نراهن على عدم اعتدائها على لبنان، فهي دولة معتدية منذ أن تأسست وحتى يومنا. أنا لا يمكنني التكهن باحتمال قيامها بعدوان أم لا، انما المهم ألا نعطيها الذريعة”.

الاسود
وألقى رئيس نقابة موظفين التلفزيون كمال الاسود كلمة قال فيها: “نأمل من الوزير الجراح العمل لتشكيل مجلس ادارة جديد في أسرع وقت من أجل إحياء تلفزيون لبنان، ولكي يعود الى الصدارة إذ أنه لا ينقصه الا القليل لذلك”.

أضاف: “نحن كنقابة حرمنا الكثير من حقوقنا ولا يمكننا ان نحققها اذا لم يتم تشكيل مجلس ادارة. وهناك مطلب ملح جدا، وهو مطلب المتعاقدين الذين عملوا الى جانبنا، ونتمنى تثبيتهم واعطاءهم كل حقوقهم”.

إطلاق البث المتواصل
بعد ذلك، أطلق وزير الاعلام البث المتواصل ل”تلفزيون لبنان”، وقال: “مبروك لتلفزيون لبنان هذا المشروع الذي يؤمن البث 24/24، وهذه الخطوة مهمة جدا تتيح للمشاهد متابعة برامج التلفزيون ليلا وعلى مدار 24 ساعة”.

أضاف: “أهنئكم وأتمنى لكم المزيد من التقدم في المجالات التقنية وتوسيع آفاق تلفزيون لبنان لنصل به الى الموقع الذي يستحقه”.

ثم جال الجراح على اقسام “تلفزيون لبنان” والتقى المديرين.