أشارت مصادر سياسية معنية بالملف الحكومي إلى انّ التكليف سيسير كما هو واضح بطريقة سَلسة، وسينتهي الى أن يحصد الرئيس سعد الحريري من خلاله نسبة أصوات نيابية تتراوح بين 65 و70 صوتاً، على أن يليها اعتباراً من يوم غد الثلاثاء بدء مرحلة التأليف من خلال الجولة التقليدية التي سيقوم بها الرئيس المكلف على رؤساء الحكومات السابقين، مع ترجيح أن يُحدد موعد الاستشارات النيابية والسياسية التي سيجريها في مقر مجلس النواب قبل نهاية الأسبوع الجاري.
وبحسب المصادر نفسها، انه “بناء على مواقف القوى السياسية والتناقض الواضح في ما بينها، فإنّ مهمة الحريري في تأليف الحكومة ستكون مشوبة بصعوبات كثيرة، خصوصاً لجهة حسم شكل الحكومة المختلف عليه حالياً.
ففي مقابل إصرار الحريري على حكومة اختصاصيين، تصرّ شريحة سياسية واسعة على تأليف حكومة تكنوـ سياسية، ويتصدّر هذا الموقف رئيس الجمهورية وكذلك “الثنائي الشيعي”، ويضاف الى ذلك “عقدة” تمثيل الحراك الشعبي وطريقة اختيار من يمثّله.
في حين ان “القوات اللبنانية” لن تسمّي أحدًا على أن تعطيَ الثقة للحكومة في حال كانت مؤلَّفة من اختصاصيين مستقلّين يتمتعون بثقةِ الناسِ ويلبّون طموحات ومطالب اللبنانيين.
وقالت هذه المصادر انه “تبعاً لهذه الصعوبات، فإنّ الترجيحات الموضوعية تذهب الى التأكيد انّ أشهراً عدة هي الفترة المتوقعة لعبور الحكومة حقل الالغام السياسية الكامنة في طريقها، إلّا اذا طرأ أحد أمرين:
ـ الأول، الاتفاق السريع على تشكيل الحكومة ضمن مهلة لا تتجاوز أسابيع قليلة، خصوصاً أنّ هناك من يتحدث عن ليونة يمكن أن تطرأ في أي لحظة.
ـ الثاني، أن ينفجر أيّ من الالغام السياسية على طريق التأليف، وهذا الامر قد يفتح الباب على احتمالات أصغرها صعب، ويضع مصير التكليف على بساط البحث.
ودعت المصادر نفسها الى ترقّب ما سيصدر عن الحريري بعد تكليفه من بيان قد يعدّ خريطة الطريق التي سيسلكها في اتجاه توليد حكومته، وتبعاً لمضمونه ستبني القوى السياسية على الشيء مقتضاه.