خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
الجلسة الأولى، تحت قبّة البرلمان، لم تمر دون بطولات.وكالعادة، البطل الرئيسي فيها هم نوّاب التيار الوطني الحر الذين أرادوا أن يغطّوا “سماوات” مشاركتهم في الجلسة التشريعية في ظلّ غياب الموقع المسيحي الأول وموافقتهم على تطيير الإستحقاق البلدي لمدّة سنة كاملة، وذلك ب “قبوات” تحميل المسؤولية للطرف الأضعف في المعادلة السياسية الراهنة، أي الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي، والذي انبرى للدفاع عنه كالعادة أيضاً، تحت مسميّات الدفاع عن الموقع السنّي الأوّل، ألا وهو النائب البطل أحمد الخير الذي بات يتقن الدفاع عن الرئيس ميقاتي عند كلّ شاردة وواردة!
رغم كلّ البطولات المتبادلة، وعلى وقع الصراخ الذي رافق الجلسة الصباحية، لم يتغيّر شيء في ما هو مكتوب بالنسبة لتأجيل إنتخابات أيّار القادم، وذلك ربطاً بحسابات سياسية موزّعة على كلّ من التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله، دون أن يكون أيّ مصلحة لميقاتي في هذا القرار السياسي بالتأجيل.فما جرى من تهجّمات على الحكومة إنّما هو مجرّد “قنبلة دخانية” لتغطية القرار النيابي المتّخذ بالتأجيل، أكان التمويل جاهزاً أو لم يكن، وأكانت وزارة الداخلية جاهزة (..وهي جاهزة) أو لم تكن!
الجلسة الثانية في السراي الحكومي لم تخلُ من الإشكالات في محيط السراي حيث تظاهر الضباط والعسكر المتقاعدون مطالبين بمساواتهم مع الموظفين الذين لا زالوا في الخدمة، وهي المرّة الأولى التي تقوم بها الدولة في التمييز بين العامل في الخدمة وبين المتقاعد، في فزلكة مالية غير مسبوقة تحت تسمية “بدل الإنتاج”.
ولعلّ الحكومة الغارقة في شتات تصريف الأعمال تبقى تمارس سياسة الهروب الى الأمام حيث أنّ الزيادات التي أقرّت لا تفي بالحاجة الفعلية من جهة، وسوف تتآكلها لعبة صيرفة التي ترتفع كلما ارتفع سعر الدولار من جهة أخرى، عدا التضخّم الذي يضرب دخل المواطنين دون توقّف ودون سياسة مالية تتعدّى “تقطيع الوقت” الذي يمارسه الجميع بمن فيهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة!
جلستان في يوم واحد، وفي بلد يتهاوى بين جهنّم والعصفورية!