وتطرّقت بدايةً إلى البطيخ الأحمر، فأشارت إلى أنه “يتميّز تحديداً باحتوائه على مادة “Lycopene” المضادة للأكسدة التي تمنحه هذا اللون، والتي تبيّن أنها تحمي خصوصاً من سرطانات معيّنة مثل سرطان البروستات والقولون، وتقي من أمراض القلب وتراكم الكولسترول في الدم. أُجريت دراسات عدة على “Lycopene”، وثبُت أنها مهمّة جداً لمحاربة السرطان والنوبات القلبية”.
وتابعت: “يملك البطيخ الأحمر فوائد مهمّة جداً لغناه بالبوتاسيوم والمنغانيز الضروريين لخفض ضغط الدم المرتفع ومنع تصلّب الشرايين. فضلاً عن أنه مفيد جداً لمرضى السكري لأنه، صحيح أنه يحتوي على نسبة سكريات غير قليلة بالنسبة إلى حجمه، ولكنّ السكر فيه يساعد على محاربة مقاومة الإنسولين ليتمكن الجسم بالتالي من الحفاظ على استقرار معدل السكر في الدم. ناهيك عن أنّ البطيخ الأحمر يحتوي على مادة “Citrulline” المتوافرة تحديداً في قشرته البيضاء المُحيطة بالمنطقة الحمراء، والتي تبيّن أنها مهمّة كثيراً لاحتوائها على أحماض أمينية تساعد على الوقاية من الإرهاق العضلي. لذلك يُنصح الرياضيون بتناول البطيخ كوجبة خفيفة قبل التمارين أو بعدها لتزويدهم بالانتعاش وحمايتهم من الجفاف”.
… والأصفر
لكن ماذا عن البطيخ الأصفر؟ أوضحت قسطنطين أنّ “العديد من الأشخاص يرمزون إلى البطيخ الأصفر بالشمّام، ولكنّ البطيخ الأصفر ينتمي إلى نفس فصيلة نظيره الأحمر، بعكس الشمّام الناتج من فصيلة أخرى من الفاكهة. وبتفسير أوضح، فإنّ البطيخ الأصفر هو الذي تعرّض لطفرة جينية أدت إلى تغيير مُركّب “Lycopene” ليحلّ مكانه مركّب “بيتا – كاروتين” الذي يمنحه اللون الأصفر. إنه يملك مذاقاً أكثر حلاوة وقشرته تكون أكثر سماكة مقارنةً بالبطيخ الأحمر”.
واستكملت حديثها: “إستناداً إلى دراسات عدة، فإنّ البطيخ الأصفر يملك فوائد غذائية عدة لأنه مصدر مهمّ وصحّي للكربوهيدرات، ويحتوي على نسبة ألياف مرتفعة، جنباً إلى الفيتامينات والمعادن. وبما أنه مليء بمادة «بيتا – كاروتين» التي يحوّلها الجسم إلى الفيتامين A، فهو يمنح 18 في المئة من الاحتياجات اليومية لهذا الفيتامين في شريحتين فقط. ويُعتبر الفيتامين A من المغذيات الأساسية لأنه مهمّ للرؤية، وخفض خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، والحفاظ على صحّة البشرة والشعر، ويملك خصائص مضادة للأكسدة، ويحمي من أمراض القلب، وسرطانات عدة مثل سرطان الرئة. كذلك فهو مصدر مهمّ للفيتامين C المضاد للأكسدة، ويؤمّن 21 في المئة من الاحتياجات اليومية له. الفيتامين C أساسي لتكوين بروتين الكولاجين المهمّ لصحّة الأنسجة مثل الجلد والعظام والأوتار والأوعية الدموية، والمساعدة على امتصاص الحديد في الجسم. فضلاً عن أنّ البطيخ الأصفر يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم تغطي نحو 5 في المئة من احتياجاته اليومية. هذا المعدن مهمّ لبناء البروتينات، والحفاظ على توازن الأحماض الأمينية في الجسم، ودعم صحّة القلب والعظام والعضلات، وخفض معدل ضغط الدم المرتفع، ومنع الإصابة بالتشنّجات العضلية”.
ماذا عن الشمّام؟
وفي توضيح سريع عن الشمّام، أفادت قسطنطين أنه “ينتمي إلى فصيلة خاصة به تُعرف بالقرعيات، وينمو في المناطق الاستوائية لأنه يُزرع على درجة حرارة مرتفعة. يتميّز الشمّام برائحته القوية المُنعشة ومذاقه الحلو، وهو غنيّ بالعناصر الغذائية مثل الفيتامينات A، وB1، وB2، وB6، وB9، وC، وK.
جنباً إلى البوتاسيوم والكالسيوم والحديد والفوسفور والماغنيزيوم. إنه مهمّ جداً لتقوية الجهاز المناعي، ويحفّز خلايا الدم البيضاء ليكون الجسم على استعداد أكبر للتصدّي ضدّ الفيروسات والبكتيريا. فضلاً عن أنه يحمي من الأمراض السرطانية، وينعكس إيجاباً على البشرة، ويمنع تجلّط الدم فيُسهّل مروره في الشرايين، ويُغذي الجنين ويحميه من التشوّهات الخلقية. وبما أنّ الألياف موجودة فيه بنسبة عالية، فهو يدعم الجهاز الهضمي، وحركة الأمعاء، ويخفض الإمساك. كل كوب من الشمّام يحتوي على 54 كالوري، ويمكن اعتباره وجبة خفيفة ممتازة”.
وختاماً، دعت قسطنطين إلى “التنويع بين البطيخ الأحمر والأصفر والشمّام، فهذه الأنواع تُعتبر من أفضل فاكهة الصيف لغناها بالمياه وقدرتها على منح الانتعاش والترطيب. ولكن يجب الانتباه إلى عدم المبالغة في الكمية ظنّاً أنّ هذه الفاكهة تخلو كلّياً من الكالوري. فالحقيقة أنها تتضمّن السكر والوحدات الحرارية، وبالتالي يجب عدم تخطي حصتين من البطيخ أو الشمّام في اليوم، علماً أنّ الحصة تُساوي شريحتين من هذه الفاكهة”.