وشغل آرثر جيمس بلفور منصب وزير الخارجية في بريطانيا حين أصدر تصريحه الذي يسميه الفلسطينيون “مشؤوماً لأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق” كما يقولون، ولاحقاً كان رئيساً للوزراء في المملكة المتحدة.
ونص التصريح الذي صدر من الوزير البريطاني إلى اللورد البريطاني اليهودي وأحد زعماء الصهيونية، هو “عزيزي اللورد روتشيلد يسرني جداً أن أبعث إليكم باسم حكومة جلالة الملك بالتصريح التالي، تصريح العطف على الأماني اليهودية الصهيونية الذي رفع إلى الوزارة ووافقت عليه: “إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وسوف تبذل أفضل جهودها لتسهيل بلوغ هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لا يجوز عمل شيء قد يضر بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية في فلسطين ولا الحقوق أو المركز السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلاد غيرها”.
أرثر جيمس بلفور، ووعده الشهير وقد أصبح عمره هذا العام قرن كامل
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقالة نشرتها الوكالة الرسمية (وفا) التي لونت صفحتها الإلكترونية باللون الأسود، “لقد تعهد بلفور بمنح أرض فلسطين التي لم تكن له، متجاهلاً الحقوق السياسية لشعبنا الذي عاش على هذه الأرض من آلاف السنين. وبالنسبة للشعب الفلسطيني، أبناء شعبي، فقد كانت الأحداث التي سببتها هذه الرسالة مدمرة وتركت آثاراً بعيدة المدى على شعبنا”.
وأضاف: “إن وعد بلفور ليس واقعة يمكن نسيانها، حيث يبلغ عدد أبناء شعبي اليوم أكثر من 12 مليون نسمة متفرقين في جميع أنحاء العالم، أجبر بعضهم للخروج بالقوة من وطنهم في عام 1948، وما زال أكثر من 6 ملايين فلسطيني يعيش في المنفى حتى يومنا هذا. ويبلغ عدد الذين تمكنوا من البقاء في منازلهم 1.75 مليون نسمة يعيشون اليوم في ظل نظام تمييزي ممنهج في دولة إسرائيل. ويعيش نحو 2.9 مليون فلسطيني في الضفة الغربية في ظل احتلال عسكري وحشي تحول إلى استعمار، منهم 000 300 من سكان القدس الأصليين الذين ما زالوا يقاومون سياسات الاحتلال الاسرائيلية التي تعمل على ترحيلهم قسراً من مدينتهم، بينما يعيش مليونا فلسطيني في قطاع غزة، السجن المفتوح الذي يتعرض للتدمير بشكل منتظم من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية”.
إضاءة الشموع في الخليل بذكرى وعد بلفور
لكن عباس قال “أحيي شجاعة الشعب البريطاني الذي يدعو حكومته إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات: فقد صوت 274 نائباً برلمانياً لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، وطالب الآلاف من البريطانيين حكومتهم بالاعتذار عن وعد بلفور، وخرجت العديد من مجموعات التضامن والمجتمع المدني إلى الشوارع نصرة لحقوق شعبنا بلا كلل أو ملل”.