Lebanon On Time _ خالد أبو شام
ها هو السفاح الذي قتل وشرّد الملايين من الشعب السوري ينتصر على الأشلاء من جديد بعد حضوره مترأسًا وفد بلاده في القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة، نافضًا عن بدلته السوداء آلاف المجازر والتهم الموثّقة وجرائم الحرب التي ارتكبها تجاه شعب أعزل كان أقصى ما يروم إليه هو جزءٌ من الحرية في نظام ديكتاتوري محض هو من أبشع الأنظمة الاستبدادية في التاريخ وأكثرها وحشيةً وإجرامًا.
يطلّ علينا اليوم رئيس النظام السوري الساقط في نظر الشعب العربي كله وليس السوري فقط، ويقوم بالتحدّث جهرةً أمام العالم أجمع، وكأنه لم يفعل شيئًا طوال اثنتي عشرة سنة، فلم يقمْ بقتل الشعب السوري بأعتى الأسلحة الفتاكة، ولم يقمْ بإلقاء البراميل المتفجرة على رؤوس الأطفال والنساء العُزّل، ولم يُرسل المتفجّرات والعبوات الناسفة إلى لبنان، والتي ضُبطت بالجرم المشهود، بالصورة والصوت، بهدف إحداث فتنة طائفية عارمة في البلد من خلال تفجير الكنائس والمساجد وأماكن التسوق المكتظة بالناس، وبهدف أيضًا اغتيال عدد من الشخصيات الوطنية والسياسية بعدما قام فعلا باغتيال عدد كبير من الشخصيات الوطنية اللبنانية الرفيعة على رأسها رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وفق اعترافات سُجّلت عالميًا ومحليًا وتناولتها معظم المؤسسات الإعلامية والقضائية المحلية والدولية.
نعم إنه الباطل اليوم ينتصر على الحق، وتُطوى صفحة تاريخية سوداء مفعمة بالإجرام والدماء، وكأنَّ شيئًا لم يكن، انتصرت سوريا الأسد ولكن على مَنْ انتصرت؟ وكيف انتصرت؟ هل انتصرت على الشعب السوري الضعيف الذي تآمر عليه القاصي والداني؟ وكيف انتصرت أبالغُزات و استقدام أعتى جيوش العالم لإخماد ثورة وُلدت من رحم الخوف والجبروت التي لم يشهد لمثله التاريخ ولا حتى بالعصور الوسطى؟!
نعم انه الباطل اليوم ينتصر على الحق ويعلو ويرفرف عاليًا، ولكن الكل يعلم ويوقن أن للباطل جولة وللحق ألف جولة، وأن الباطل لا يمكن أن يسود طويلاً ولو بأجنحة العمالة والانبطاح، ولا بدَّ من يوم ينتصر فيه المظلوم من الظالم، ويعلو الحق ويغطي سماء هذه البقعة الحزينة من العالم، فارتقب إنا مرتقبون.