فوجئت بلدة رأس بعلبك أمس، بالسيول الجارفة تجتاحها، وتحولها بلدة منكوبة. ووصل ارتفاع المياه الى عشرة أمتار وتسبّبت السيول بأضرار في الأرواح والممتلكات والمزروعات. والمفارقة هنا ان الامطار لم تهطل في رأس بعلبك، بل في الجرود، بما يشير الى خلل لو تمت معالجته من قبل لما وقعت الكارثة أمس.
في ظاهرة لم يعتد عليها لبنان على أبواب الصيف وفي منتصف شهر حزيران، هطلت امس الامطار بغزارة مرفقة بالبَرَد على اعالي جرود بعلبك التي ما لبثت ان تحوّلت سيولا جارفة اجتاحت منطقة رأس بعلبك التي لم تتساقط فيها الامطار أمس، فتغيّرت معالم المنطقة بعدما جرفت المياه الموحلة السيارات ودخلت المنازل وتسبّبت بأضرارا فيها وفي المحلات التجارية. كما أدّت الى وفاة امرأة خنقا جراء دخول السيول إلى منزلها.
وللغاية، أرسل مركز الهرمل للاسعاف والطوارىء في الصليب الاحمر 5 سيارات اسعاف مجهزة، و20 مسعفا للقيام بعمليات إنقاذ وإجلاء في بلدة رأس بعلبك.
رحال لـ«الجمهورية»
في هذا السياق، شرح رئيس بلدية رأس بعلبك دريد رحال لـ«الجمهورية» انه عند الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر اجتاحت سيول جارفة منطقة رأس بعلبك، وتكرر المشهد مجددا عند الرابعة والربع. وقد تفاجأنا بالسيول لأنه لم تسبقها لا أمطار ولا برد، وبتقديرنا ان الامطار تساقطت بغزارة في اعالي جرود بعلبك مرفقة بالبَرَد فتكوّنت السيول قرب الحدود عند منطقة حوّرتا وسارت السيول في عدة مجاري الى ان وصلت بقوة الى الحديقة العامة ففاضت المياه عن المجرى واجتاحت الطرقات يمينا ويسارا فدخلت الى كل المنازل، خصوصا تلك الممتدة على طول المجرى ما تسبّب بحالة وفاة لاحدى السيدات خنقا بعدما دخلت المياه الى متجرها وحاصرتها.
واشار الى أن الاضرار كبيرة ولم يتم احصاءها بعد ولا تقدير كلفتها الا ان السيول التي جرفت معها السيارات والصخور تسبّبت باقتلاع شبكة المياه الرئيسية للقرية واعطال في شبكة الكهرباء. هذه السيول التي وصل ارتفاعها في بعض الاماكن الى 10 امتار اجتاحت المنازل والمحلات التجارية مسبّبة اضرارا جسيمة في الممتلكات. ناهيك عن الاضرار التي لحقت بالمزروعات، بعد اقتلاع العديد من الاشجار المثمرة والقضاء على المزروعات.
وعن الأضرار، أشار رحال الى انه لم يتم احصاءها بعد ولا شك انها كبيرة وستستغرق وقتا للاحصاء لأن كل المنازل والسوق التجاري تضرر.
حبشي
بدوره، دعا النائب انطوان حبشي الى اعلان رأس بعلبك والقاع وجديدة والفاكهة منطقة «منكوبة».
وقال لـ«الجمهورية» لن نسمح بأن تعالج ذيول الامور وينتظر الناس 7 اشهر ليأخذوا مساعدات او تعويضات بنسبة 1% مما يستحقون، وان تتكرّر المأساة نفسها العام المقبل. المطلوب اليوم وبشكل سريع ان تبحث مشاكل المنطقة بشكل جذري وايجاد الحلول وتطبيقها تجنبا لتكرار هذا المشهد العام المقبل. واكد ان ليس المقصود بإعلان المنطقة «منكوبة» التعويض على الناس فقط، انما صرف الاعتماد اللازم حتى لا يتكرّر مجرى السيل الذي حصل امس.
ولفت الى ان هذه الكارثة تكرّرت منذ نحو اسبوعين، ولدى تفقدنا للمنطقة حذر رئيس بلدية رأس بعلبك من ان تجدّد تكوّن السيول الجارفة سيكون له نتائج اسوأ على سكان المنطقة وهذا ما حصل بالفعل. لذا نحن نشدّد على انه لم يعد مقبولا ان تتكرّر هذه الاحداث كل عام خصوصا وانه حتى اليوم لم تتم معالجة اسباب المشكلة انما نتائجها فقط. ولم يعد مقبولا الاستمرار بالتعاطي مع مشاكل الناس بهذا الاستخفاف خصوصا وان هذه الحادثة سبّبت هذه المرة حالة وفاة.
وطالب حبشي بالتحرك سريعا لمساعدة الاهالي المحاصرين في منازلهم، وإيجاد حلّ دائم لهذه الكارثة المتكررة.
ترشيشي
بدوره، اكد رئيس تجمع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي ان المياه التي اجتاحت امس رأس بعلبك والقاع سبّبت أضراراً جسيمة في مزروعات البلدة، الا انها لم تصل الى مزروعات القاع. وأوضح لـ«الجمهورية» ان السيول جرفت اشجارا مثمرة في رأس بعلبك ومزروعات لكن احدا لم يقصد الجرود بعد للكشف على الاضرار الزراعية هناك، لافتا الى ان الضرر الاكبر يتمثل بانقلاع التربة من مكانها وهذا سيستغرق وقتا لتعويضه خصوصا وان هذه الاتربة تعود الى مئات السنين. ولفت الى ان المزروعات في هذه المناطق تتكون من العنب والخوخ والدراق.
الحاج حسن
في السياق نفسه، أجرى رئيس تكتّل نواب بعلبك – الهرمل وزير الصناعة حسين الحاج حسن سلسلة اتّصالات مع المدير العام لادارة حصر التبغ والتنباك ناصيف سقلاوي والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير ووضعهما في صورة الأضرار التي لحقت بالمزارعين جراء الامطار والبرَد الذي تساقط الاسبوع الماضي في منطقة بعلبك – الهرمل والذي تسبّب بأضرار جسيمة لشتلة التبغ.
(الجمهورية)