تتعاظم الأزمات وتتكاثر يومًا بعد يوم وكأننا أمام ماراتون انهياري، دونَ أن يحرّك ساكنًا أي مسؤول في هذه الدولة الرعناء ليوقفَ الانحدار نحو الهاوية، و لا يزال أرباب الفساد أنفسهم يتقاذفون التُّهم، وكلَّ طرف يرميها على الآخر، وفي هذا الصدد أعلنت مصادر لوكالة رويترز أن لبنان يتجه الى الانهيار الكامل بجميع مؤسساته الاقتصادية الامنية والصحية والمصرفية ولن يصمد سوى شهر واحد وسيشهد لبنان اسوء انهيار للدولة بالعالم.
في سياقٍ آخر، لا تزال المراوحة هي نفسها بعد أكثر من عامين على انفجار مرفأ بيروت التي خلّفت وراءها مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وقد نفذ أهالي ضحايا انفجار 4 آب أمس الأربعاء، سلسلة وقفات احتجاجية بدأت صباحاً أمام قصر العدل وانتهت مساءً أمام منزل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، معربين عن رفضهم سياسة “الإمعان في قتل أبنائهم والإجهاز على العدالة في القضية” من خلال خطوة تعيين قاض رديف للمحقق العدلي.
وكشفت أوساط الأهالي لـ”نداء الوطن”، عن أنّ “الأطراف المتضررة من هذه الخطوة تتدارس حالياً خياراتها وخطواتها للرد على محاولة طمس الحقيقة في جريمة انفجار المرفأ، مبديةً قناعتها بأنّ “المطالبة بتحقيق دولي في الجريمة باتت تتصدر الخيارات لأنّ السلطة من خلال ما أقدمت عليه من ضغوط على مجلس القضاء الأعلى لإنهاء التحقيق العدلي المحلي، أكدت بما لا يرقى إليه أدنى شك استحالة تحقيق العدالة في أي قضية في لبنان من دون وجود تحقيق دولي”، وشددت في الوقت عينه على “وجوب عدم إقدام القاضي طارق بيطار على الاستقالة لأنه إذا فعل يكون بذلك قدّم أكبر خدمة للأطراف السياسيين الراغبين بطمس الحقيقة وتجهيل المرتكبين والمتواطئين في جريمة 4 آب”.
وفي تصريح لوزير العدل هنري خوري بعد اعتصام أهالي الضحايا أمام منزله : “كل ما أقوم به لمصلحة ملف قضية مرفأ بيروت و “يا عيب الشوم على هيك حركات ومين قرب صوب طارق البيطار” وكل همي أن أساعد بالملف”.
وأضاف : “غير صحيح أبداً التدخل السياسي بقضية مرفأ بيروت وأنا مش صاحب القرار، ومجلس القضاء الأعلى لم يعين أي قاضي بعد ولم نقصِ طارق البيطار فليفهم الجميع.
ومن جهته أكد اللواء أشرف ريفي أن “ما جرى في ملف التحقيق القضائي بجريمة المرفأ فضيحة كبرى وتواطؤ على العدالة”.
وأضاف في تغريدةٍ له عبر “تويتر”: “سنسائل الحكومة، ونعيد تكرار الدعوة مع أهالي الضحايا الى إجراء تحقيقٍ دولي”.
وختم كلامه موجّهاً “التحية الكبرى الى القاضي طارق البيطار على بطولته الفريدة لعدم طوي هذه القضية”.