عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في مقر اللقاء بطرابلس قال فيه:
“لطالما تذرع ساستنا بأن السلطة المركزية اي الحكومة ومؤسسات الدولة لا تريد خدمة طرابلس، لأن ثمة افرقاء سياسيين يمثلون طوائف اخرى في البلد لا يريدون ذلك، وهذا الكلام كان يستخدم كحجة في كل مرة من قبل سياسيي طرابلس للتغطية عن تقصيرهم في خدمة مدينتهم. والكل يعلم أن في لبنان سلطتين الأولى مركزية والثانية محلية، فان كانت السلطة الاولى تستهدف طرابلس كما يدعون ولا تريد الانماء لمناطقنا، فهم لتبرير فشلهم يتذرعون في كل مرة بقول المتنبي:
“تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ونحن نرفض ذرائعهم المستمرة لاحباطنا” ونعمل على اساس تتمة قول المتنبي :
“نحن الرياح و نحن البحر و السفن ُإن الذي يرتجي شيئاً بهمّتهِ يلقاهُ لو حاربَتْهُ الانسُ والجن”.
اضاف: “فكان لا بد من استغلال الاستحقاق البلدي لإنماء طرابلس وخدمة اهلها من خلال الاستعانة بالسلطة المحلية المتمثلة بالبلدية لنقول للجميع ان أردنا أن نعمل فلا يمكن لاحد ان يعرقل قرار اعادة وضع هذه المدينة على الخارطة الانمائية، فبذلك نؤمن لأهلنا الخدمات الانمائية والاجتماعية والاقتصادية المحرومة منها مركزياً عبر البلدية، التي تملك الكثير من المقدرات وبإمكانها أن تؤمن مصالح الطرابلسيين اذا ما وجد مجلس بلدي يريد خدمتهم. فبعد عشرين جولة عنف كنا نسمع بشكل دائم من ساستنا الذين ورطوا شباب المدينة بجولات الاقتتال ووزعوا السلاح، بانهم سيجدوا حلا لهم عبر دمجهم في السلكين الامني والعسكري في الدولة. الا أنهم على عكس ذلك، فرضوا حلا أمنيا في طرابلس من خلال تحويل احيائها الداخلية الى مربعات امنية وعسكرية تنتشر فيها الدبابات، ووضعوا الجيش في مواجهة أهله وسلطوا على شبابنا سيف وثائق الاتصال والإخضاع غير القانونية، ويتم يومياً اعتقال الآلاف من شبابنا الأبرياء الذين يقبعون في أقبية السجون دون محاكمة، حتى بتنا من شدة ظلمهم نترحم على ايام الوصاية السورية”.
تابع: “لذلك، ترشحنا للانتخابات البلدية وفق برنامج واضح أعده أهم الخبراء والمهندسين والمتخصصين بانماء المدن من أهل طرابلس، فكان كل مرشح في اللائحة لديه اختصاص وكفاءة في مجال انمائي محدد، لنقول لهم اننا نستطيع ان نعالج مشاكل المدينة، ولو لم نقدم على الترشح في حينه لقيل لنا اليوم انكم تنظِّرون.
لا يا سادة نحن نعيش مع اهلنا ونعيش مشاكلهم اليومية ونتألم لألمهم لذلك ترشحنا في محاولة لاحداث نقلة نوعية لطرابلس، وكان الهدف تأمين اكثر من 2000 وظيفة في بلدية طرابلس للشبان الذين استغلوا في جولات العنف، متجاوزين سجلاتهم العدلية التي ضربت، وهذه الوظائف كانت ستساهم بمعالجة أساسية لمشاكل طرابلس الاجتماعية والاقتصادية، لأنها ستسحب العاطلين عن العمل من الشوارع وتحولهم الى أشخاص فاعلين في المجتمع كما ستدر الأموال في الأسواق وتحرك العجلة الاقتصادية لدى التجار، وتبعد عن مجتمعنا ظاهرة التشبيح، والأهم انها كانت لتريح الجيش اللبناني لأنه حينها لن يكون مضطرا للانتشار في طرابلس لحماية اهلها من المهمشين الذين جرى توريطهم بحروب عبثية ناجمة عن صراعاتهم الاقليمية” .
وقال: “ورغم كل وعودهم بالمشاريع الضخمة والانجازات الكبيرة اهمها تلك النظريات العظيمة عن مشروع تعميق نهر ابو علي لدخول ماء البحر اليه واقامة المنتزهات والحدائق والمطاعم على طول ضفافه، وغير ذلك من المشاريع التي لم ننس بعد كم سوق لها ووعد اهلنا في طرابلس بها ..
وبعد اكثر من سنة على ولاية مجلس بلدية الريفي نسأل ماذا تغير في البلدية وماهي اهم انجازاتها؟
انا سأقول لكم:
– الاستمرار في حماية الفاسدين والمفسدين في البلدية.
– قطع أوصال طرابلس فوضع طرقات طرابلس كارثي، كلنا نمر في المدينة ونقف في زحمة السير ساعات،وما يجري في شوارع ابي سمراء المنكوبة اكثر من فضيحة.
(حدا بيزفت بكانون؟!! كل هالزفت لح ينكب بس صفقة وماشية!!).
– السيول التي تجتاح الاسواق الداخلية وشوارع طرابلس مع كل موجة شتاء والبلدية لا تسأل.
– تغطية اصحاب المولدات بوضع التسعيرة التي تناسبهم على حساب اهلنا.
– واهم انجاز لبلدية الريفي انها استطاعت تحويل طرابلس الفيحاء المعروفة برائحة زهر الليمون الى مدينة تعج بها روائح النفايات، بسبب المطمر الذي تهرب اليه نفايات اضافية من خارج المدينة واستحداث مطمر جديد قرب جبل النفايات ومطامر اخرى في مختلف احياء طرابلس، وذلك بعلم البلدية، فضلا عن فضيحة مطمر الفرز الذي يتسبب بانتشار الاوبئة، وتبين انه صمم ليعمل بطريقة بدائية رغم تكلفته ملايين الدولارات، فهل سمعتم بتحويل ملفه الى القضاء لمحاسبة المتورطين بهذه الصفقة؟ بالطبع لا”.
واردف قائل: “للأسف صورت معركة الانتخابات البلدية في طرابلس على انها حرب على هوية المدينة وعروبتها، واستخدمت فيها اقسى عبارات التخوين لخداع اهل طرابلس وتحويل نظرهم عن مشاكلهم الحقيقية الاجتماعية والاقتصادية والانمائية، فكانت النتيجة انهم غيروا المعادلة من انمائية الى سياسية واقليمية، واصبحت طرابلس تريد محاسبة من خان قضية العروبة ووضع يده بيد الرئيس نجيب ميقاتي المتحالف مع بشار الاسد .
أما من اتهم نجيب ميقاتي بخيانة “القضية” نجده يجلس معه اليوم متذرعاً بالعمل في الاطر الانمائية.
وكأن الانماء يكون بتبرع بعض الساسة من مالهم الخاص لفقراء طرابلس على مشارف كل استحقاق انتخابي، بدل العمل على خلق وظائف وغطاء صحي لهم ليعيشوا بكرامة.
اهل طرابلس ليسوا بشحاذين، فعلى من تضحكون؟
الناس كشفتكم ولن تفلحوا هذه المرة، لأنه أصبح من الواضح أنكم تعملون جميعاً على هدر مقدراتنا لافقار اهل طرابلس والتعامل معهم كمجموعات مسلحة متطرفة ومقاتلة تستخدم متى أردتم في خدمة مصالحكم الاقليمية’.
وختم: “نراهم اليوم يعيدون السيناريو نفسه ويعيدوننا الى نفس القصص الكاذبة التي يسوقونها في كل عملية انتخابية، فهم ومنذ اكثر من عشر سنوات يهاجمون بشار الاسد في الظاهر، ويسلمون البلد تدريجيا لحلفائه وصولا الى اعطاء حزب الله وحلفائه 17 وزيراً في هذه الحكومة، واقصاء ومعاقبة كل سيادي وقف في وجه النظام السوري، وهذا ما لم يحدث حتى خلال الوصاية السورية في البلد، فلقد تفوقوا على النظام السوري في ظلمه بحق لبنان.
ولهم نقول : ان أهل طرابلس باتوا يعرفونكم جيداً وواعون لخططكم وكذبكم وخداعكم، وسيحاسبونكم على كل الويلات التي جلبتموها لمدينتهم.
أما نحن فنعلن أننا على استعداد كامل لخوض الإستحقاق الإنتخابي القادم، لنواجه الفساد والمفسدين بلائحة متكاملة مركبة من أصحاب الكفاءات في هذه المدينة ومحيطها، ببرنامج واضح وشفاف، نسعى من خلاله لتجسيد رؤية شارعنا وتعزيز صوته ليقرع أقصى الأبواب المغلقة ويفتحها”.