لم تعد تفاجئ أحداً الممارسات الوحشية لرئيس النظام السوري بشار الأسد. وليست مجزرة خان شيخون الإدلبية إلا واحدة من تلك الممارسات المخزية في حق شعب سوريا المظلوم والمنكوب كما في حق البشرية عموماً.
لكنه ليس وحده المسؤول. ومعه حق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عندما قال إن حلفاء الأسد يتحملون المسؤولية السياسية والأخلاقية عن ارتكاباته، سوى أنّ المؤلم أكثر في هذا المشهد الفظيع، هو أن بعض «المجتمع الدولي»، يتحمل بدوره مسؤولية كبرى تبعاً للاستنكاف عن القيام بجهد حقيقي وجدّي لمواجهة الطاغية السوري، ووضع حد لجرائمه، وسوقه الى العدالة لمحاسبته أمامها وبإسم البشرية جمعاء.
كأن مجزرة خان شيخون التي تأتي عشية مؤتمر بروكسيل الخاص بالنازحين، تقول بأنّ على كل سوري أن يهرب من سوريا وإلا واجه القتل بالكيماوي أو السارين أو الغارات الجوية والقصف المدفعي المنفلت من كل عقال. وكأنّ مرتكبها، بشار الأسد يهزأ بهذا العالم من أوّله الى آخره، بمؤسساته السياسة والإنسانية. وبأممه المتحدة ومجلس أمنه، ومنظمات حقوق الإنسان فيه، كما بمنصّاته القضائية، ويقول سلفاً إنّ النازحين الهاربين من بطشه وإجرامه يجب أن يبقوا خارج سوريا لا أن يعودوا إليها، لأن مثال خان شيخون وقبلها الغوطة الدمشقية، بانتظارهم.
غير أن الدعوة الفرنسية – البريطانية المشتركة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، والاستنكار الإقليمي والدولي الواسع لمجزرة خان شيخون يبقيان الأمل موجوداً بأن النظام الأسدي هذا لن يفلت من العقاب على جرائمه في حق السوريين والإنسانية برمّتها. وإن سوريا ستبقى لأهلها. وإن كل نازح سوري سيعود إليها ليعيش فيها بحرية وكرامة.