كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص القادرين على سماع دقات قلوبهم هم أكثر تعاطفا مع الآخرين وأفضل قدرة على التعامل في المواقف الاجتماعية.
وقد أوردت صحيفة تلغراف تلك الدراسة التي جاء فيها أن تجارب أُجريت بجامعة أنغليا راسكن البريطانية أثبتت لأول مرة وجود رابط بين وعي الشخص لذاته وقدرته النفسية على “قراءة أفكار الآخرين”.
وقامت الدراسة على الطلب من متطوعين أن يحسبوا عدد دقات قلوبهم دون تحسس النبض، وبعد ذلك تم اطلاعهم على مقاطع فيديو عن تفاعلات اجتماعية، وسُئلوا خلال مشاهدتهم المقاطع عما يعتقدون عن مشاعر وتفكير الشخصيات الموجودة بالمقاطع، كما وُجهت إليهم أسئلة ليست ذات طابع اجتماعي مثل: كيف كانت حالة الطقس؟
وقد ثبت أن من حسبوا عدد دقات قلوبهم بشكل أكثر دقة كانوا أفضل في معرفة مشاعر الشخصيات بالمقاطع، ولكن لم يثبت وجود علاقة بين “قدرتهم على حساب دقات قلوبهم” والإجابات الصحيحة على الأسئلة التي ليس لها طبيعة اجتماعية.
وقال العلماء الذين أجروا التجربة إن نتائج الدراسة تعني أنه بالإمكان تعليم الناس أن يكونوا أكثر تعاطفا مع الآخرين بتدريبهم على الاستماع لدقات قلوبهم.
وأوضح الأستاذ في علم النفس بونيت شاه -الذي قام بالدراسة- أن هذا الاكتشاف يفتح أبوابا جديدة في أبحاث علم النفس التي تركز على الأحاسيس البدنية الداخلية.
وقالت تلغراف إنه ومنذ 1884 عندما طرح الفيلسوف الأميركي وليام جيمس السؤال: هل نهرب من الدب لأننا خائفون، أم نحن خائفون لأننا نهرب من الدب؟ ظل علماء النفس يتناقشون بحدة عما إذا كانت المشاعر مادية أو عقلية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الدراسة الجديدة تضيف وزنا للحجة القائلة إن المشاعر عميقة الجذور في الأحاسيس المادية.
وقال شاه إن ذلك ربما يكون له أثر مفيد على الحياة اليومية، حيث يساهم تحسين القدرة على معرفة حالات الذات والآخرين في تحسين التفاعل الاجتماعي وجودة الحياة بشكل عام.