انتظر العالم بأسره اليوم كلمة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي كشف فيها معطيات جديدة عن قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي لو انّ المعطيات لم تكن على قدر التوقعات، حيث كانت المعلومات تفيد بأن اردوغان سيدلي بعدد من البراهين والأدلّة.
وروى اردوغان في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان التركي، امام عدد كبير من الاعلاميين المحليين والدوليين تفاصيل المعطيات التي حصل عليها اردوغان.
واكّد اردوغان انّ “بعض الموظفين في القنصلية السعودية توجهوا بشكل عاجل إلى السعودية من أجل التحضير لعملية قتل خاشقجي، حيث وصل ثلاثة أشخاص من السعودية في الاول من تشرين الول في الرابعة والنصف عصراً في طائرات عادية ونزلوا في فندق ثم توجهوا إلى القنصلية، وتوجّه بعدها فريق من القنصلية السعودية إلى غابات بلغراد في إسطنبول ومدينة يالوا”.
واشار الى انّ “فريقا آخر وصل إلى إسطنبول في 2 تشرين الأول مكون من ثلاثة أشخاص، وبعدها وصل فريق مؤلف من تسعة أشخاص بطائرة خاصة إلى إسطنبول بينهم جنرالات وتوجهوا إلى فندق مختلف”. ولفت الى انّ “الفريق كاملاً مكون من 15 شخصاً دخل القنصلية بين الساعة 9:50 والساعة 11:00”.
واكّد اردوغان انّ “الفريق السعودي أفرغ ذاكرة كاميرات المراقبة التابعة للقنصلية السعودية، وانّ القنصلية اتصلت بجمال خاشقجي في 11:50 في 2 تشرين الأول للتأكيد على الموعد”، وقال اردوغان انّ “خاشقجي أتى من لندن في نفس اليوم وتوجه إلى القنصلية سيراً على الأقدام، والسلطات الأمنية في إسطنبول بدأت التحقيق فور تلقي البلاغ من خطيبة خاشقجي وتم تدقيق محتوى كاميرات المراقبة ولم يعثر على صور خروجه من القنصلية”.
واعتبر اردوغان انّه “لا يُمكن في بادئ الأمر القيام بعملية فعلية بشأن اختفاء خاشقجي بسبب اتفاقية فيينا التي ترعى العلاقات الدبلوماسية بين الدول، والسلطات والمخابرات التركية أجرت تحقيقاً عميقاً وعينت مدعياً عاماً للقضية”. وتابعت: “الشخص الذي أدى دور خاشقجي (السعودي مصطفى مدني) وشخص آخر غادرا بعد منتصف الليل إلى الرياض”.
واضاف: “تم منح موظفي القنصلية السعودية العاملين في قسم الإقامات إجازة في 2 تشرين الأول، وانّ الضغط الإعلامي في تركيا وخارجها أسفر عن السماح للمحققين الأتراك بتفتيش القنصلية السعودية”.
واردف: “المعتقلون السعوديون في مقتل خاشقجي هم أنفسهم الذين حددت هويتهم السلطات التركية”، مؤكدا انّنا “نحن نعلم جيداً من نفذ جريمة قتل خاشقجي ولماذا قام بها”. واشار الى انّ “الجريمة وقعت في مبنى القنصلية الذي يقع يعتبر من الأراضي السعودية ولكن يجب أن لا ننسى أن القنصلية داخل حدود تركيا”.
وشدّد اردوغان على انّ “معاهدة فيينا والقانون الدولي لا يسمحان بإخفاء الجريمة تحت ذريعة الحصانة الدبلوماسية، وسنقوم بالتحقيق في هذه الجريمة وبما يجب علينا فعله، وبما أن جمال خاشقجي صحفي معروف عالمياً فهذا يحملنا مسؤولية دولية”.
وتابع: “الأدلة تشير إلى أن جريمة قتل خاشقجي وحشية ولا يمكن التجاوز عنها لأننا سنجرح ضمير الإنسانية، ونطالب بأن تكون التحقيقات في السعودية على جميع المستويات من المخططين إلى المنفذين ومحاكمتهم ومعاقبتهم، كما انّ “لدينا أدلة قوية أن هذه الجريمة مخطط لها وليست عملية آنية”.
وسأل اردوغان: “من أمر الفريق المكون من 15 شخصاً بالقدوم إلى تركيا؟ لماذا لم يسمحوا لنا بتفتيش القنصلية السعودية في ذات يوم وقوع الجريمة ولماذا سمحوا بعد عدة أيام؟ لماذا صدرت تصريحات متضاربة من السعودية رغم أن الجريمة واضحة؟ أين جثة هذا الشخص الذي اعترف بقتله رسمياً؟ يقال إن الجثة أعطيت لمتعهد محلي، وإذا صحت هذه الرواية، فمن هو هذا الشخص؟”