أعلن في طرابلس، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية ريشارد قيوموجيان وفي حضوره، وبمشاركة وزيرة الداخلية ريا الحسن وسفيري بريطانيا كريس رامبلنغ وألمانيا جورج برغلين، اختتام أعمال تأهيل سوق طرابلس القديمة بمساهمة من السفارة البريطانية وال undp، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبلدية طرابلس، في حضور محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ورئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين وحشد من أبناء المدينة.
بداية جال الجميع في أنحاء السوق، ثم أقيم حفل في منطقة الدفتردار تخلله كلمة لمنسق ال undp في طرابلس فادي شاطرية.
وألقى قمر الدين كلمة شكر فيها السفارة البريطانية “الداعم الأول للمشروع الذي وصل إلى نهايته، والهدف منه توفير فرص عمل خلال التنفيذ، وهذا ما حصل فعلا، إضافة الى ان هذا المشروع ضروري ونحن نرحب به وبالتنمية التي يتوخاها. وقد طلبنا من الـ undp
متابعة الاهتمام إلى جانبنا في طرابلس بهدف التنمية الدائمة”.
مونرو
ثم تحدثت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان سلين مونرو، فأشارت إلى “تلقي عدد كبير من الاتحادات البلدية والبلديات مساعدات استهدفت ما يقارب المليون ونصف المليون لبناني، والمساعدات هذه معيشية أساسية، ومشروع تأهيل السوق القديمة في طرابلس تولت القيام به الـundp ووزارة الشؤون الاجتماعية، وسيؤمن الدعم للهيئات المحلية من خلال خلق فرص عمل، ونحن نسعى لإيجاد دعم مستدام ونهوض اجتماعي، ونحن فخورون بما تم تحقيقه ونتطلع إلى تعاون وثيق مع شركائنا في الدولة والبلديات كما الدول التي ساهمت في هذا العمل كالمانيا والمملكة المتحدة.
برغلين
ثم ألقى برغلين كلمة قال فيها: “التعاون مع البلديات في لبنان ومواجهة الاستحقاقات الإنمائية الكبيرة هو أمر عظيم. وبالنسبة الينا، اخترنا أن ندعم دائما برامج التعاون مع المجتمع اللبناني، وصرفت ألمانيا قرابة الخمسين مليون دولار في هذا المجال.
ونحن من جهتنا نتابع باهتمام استقبال لبنان نحو مليون نازح سوري، وقد خلق ذلك ضغوطا كثيرة على لبنان، وأملنا أن يتابع لبنان التزاماته على هذا الصعيد، وهو معروف دوليا بالتزاماته وأعماله الإنسانية، وألمانيا جاهزة لمتابعة المساعدة التي بلغت العام 2018 نسبة 1,5 مليون دولار.
والمشروع هنا في طرابلس والسوق القديمة مثال على الانجاز الكبير، نظرا الى ما يتمتع به من قيمة تراثية وتاريخية، وهو المركز الاقتصادي للمدينة، وانا مسرور بتنفيذ هذا المشروع الذي يموله اصدقاؤنا في المملكة المتحدة، وقد قدمنا إلى جانب الاهتمام البريطاني التزاما ألمانيا قيمة مليوني أورو لقسم آخر من السوق لا أعرف أين، فأنا أشعر بأنني تائه هنا ولكنني أشعر أيضا بأنه من الجميل أن يتيه المرء في مثل هذا المكان”.
رامبلنغ
أما رامبلنغ فأشار مستهلا إلى أنه يزور طرابلس للمرة الثالثة وأنه “أكثر من مسرور للعودة اليها لمشاركة وزارة الشؤون الاجتماعية والبلدية والـundp والسلطات والجمعيات المحلية هذا العمل الهام”.
وقدم التعازي بالعسكريين الذين سقطوا جراء الاعتداء الأخير الذي طاول المدينة. وقال: “من خلال زيارتنا نعبر عن التزامنا ليس فقط مع لبنان بل مع طرابلس أيضا التي هي جزء من هذا البلد. وتركيزنا الآن على الحاضر والمستقبل. وأنا أزور السوق ليس للمرة الأولى، وما رأيناه من نهوض ونشاط هو مدعاة إعجاب، ونحن نرحب بهذا التحول ونشجعه ونأمل أن يحمل هذا المشروع الخير للأسواق والتجار، وان نتعاون مع السلطات المحلية لما فيه الخير والأمن لهذا البلد”.
الحسن
وأعربت الوزيرة الحسن عن سرورها البالغ لوجودها في طرابلس والمشاركة في اختتام الأعمال في هذا المشروع، وقالت: “صحيح أن المشروع نفذ ويحتفل بانتهاء أعماله برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية، إلا أنني رغبت بإلحاح ورغبة أن آتي للمشاركة معكم انطلاقا من شعوري العميق بالرغبة والحرص بالوقوف إلى جانب أي عمل حيوي أو عمل يعود بالنفع على مدينة طرابلس، ليس لأنني طرابلسية بل لأن طرابلس بحاجة إلى الإنماء والاستثمارات وتقليص الفجوة بين المدينة وبقية المدن الأخرى. وأنا سعيدة أيضا لأن المجتمع الدولي شريك فاعل في إتمام هذا العمل الهام، ونرى أن تقديماتهم لم تعد محصورة بالسوريين بل نرى الاهتمام المباشر بالمجتمعات المضيفة، لذلك نشد على أيديهم لتمويل المزيد من المشاريع وقد استمعنا إلى رغبة السفير البريطاني بتقديم المزيد من العمل.
ونشد أيضا على يد وزير الشؤون الاجتماعية لكل ما يقدمه، ونتمنى لكم دوام الهمة، وعلينا أن نحافظ على ما أنجز توخيا لدوام الفائدة منه”.
قيوموجيان
ثم قال قيوموجيان في كلمته: “كنا منذ بعض الوقت نطلق مشروعا وبرنامجا لطرابلس لدعم المزيد من الإنماء لطرابلس والشمال، وأطلقنا أعمالا مختلفة ثقافية واجتماعية وبيئية، والآن نحن وسط مدينة طرابلس، وانا سعيد جدا، وليست زيارتي الأولى لطرابلس ولن تكون الأخيرة، لكن سعادتي لأننا في هذه الأسواق، وانا شخصيا يعنيني الحفاظ على تراثنا وتاريخنا. فالعملية ليست فقط عملية إنماء محلي. إن الإنماء المحلي والتنمية المستدامة جزء أساسي من مشاريع الوزارة وهي تساهم في تخفيف التشنج الاجتماعي بين شرائح المجتمع وتقدم فرص عمل أكثر وتنمي المناطق وتقوي الاقتصاد المحلي وتؤدي إلى المزيد من المزيد من التفاعل وتوفير فرص عمل للشباب، كل ذلك جيد، إلى جانب الحفاظ على بيئتنا وعلى تراثنا، وانا سعيد لما طرأ هنا من تطور وتحسن ونمو ونتطلع إلى مشاريع مقبلة. وكما رأينا، فإنه إلى جانب بريطانيا هناك ألمانيا المستعدة بدورها لدعم هذه الأسواق العريقة، وللأسف في بيروت فقدناها، ولكن في طرابلس هي لا تزال موجودة ولا تمثل طرابلس فحسب بل تمثل كل تراثنا اللبناني والإنساني الذي يجب أن نحافظ عليه”.
وختم: “مرة أخرى أود أن أشكر الاتحاد الأوروبي والدول المانحة وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا والدانمارك وبلغاريا وكل الدول الأوروبية المساهمة في هذا المشروع، متمنيا لكم التوفيق، على أمل أن نؤمن صيانة دائمة لما بنيناه”.