إذا عطشت فبالتأكيد سيكون أوّل ما يخطر ببالك لريّ ظمأك هو الماء، لكن دراسات طبية افترضت أن مكون ثاني أكسيد الكربون بالماء من شأنه التأثير سلباً على الصحّة، خاصةً فيما يتعلق بالسمنة.
زيادة الوزن
إذ كشفت دراسة أجراها علماء دنماركيون أن ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، نتج عنه زيادة في وزن الأفراد، وذلك خلال ملاحظاتهم طيلة فترة البحث التي امتدت نحو 22 سنة.
ووجدت دراسة أخرى أُجريت بين عامي 1986 و2010، أن سكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية يعانون السمنة بشكلٍ مفرط مقارنةً بغيرهم، ولوحظ ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في هذه المنطقة.
فيما نقلت صحيفة “Welt” الألمانية عن علماء افتراضهم أن يكون لهذا المكون تأثير على الهرمونات، خاصةً تلك المرتبطة بالشعور بالجوع، ما يسبب زيادة الوزن، لذا أُدرج ضمن قائمة مكونات المشروبات المسببة لزيادة الوزن.
المياه الفوارة تأثيرها أكبر بشأن زيادة الوزن
وجدت دراسات عديدة علاقة مباشرة بين الماء الفوارة وزيادة الوزن والإصابة بالسمنة، فمن المعروف أنّها تُصنّع باستخدام نسبة أكبر من ثاني أكسيد الكربون.
وقد أجرى مجموعة من العلماء بجامعة “بيرزيت” في رام الله، تجارب على مجموعتين من الفئران، لبيان تأثير الماء الفوارة، إذ شربت المجموعة الأولى مياهاً فوارة، فيما شربت الثانية مياهاً عادية، ولوحظ زيادة وزن المجموعة الأولى بنسبة أكبر من الزيادة الملحوظة في المجموعة الثانية.
وتبيّن ارتفاع هرمون غريلين، أو هرمون الجوع، لدى العينات التي استهلكت المياه الفوارة، كما لاحظ الباحثون ارتفاع نسبة الدهون في الكبد.
وباختبار التجربة على البشر، لوحظ الأمر ذاته، مع التأثير على عملية الأيض، بالإضافة إلى تضييق الأوعية الدموية، بسبب وجود مستقبلات في الأوعية الدموية والجهاز العصبي للإنسان والتي تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون، وتضييق الأوعية.
أيضاً، يسبب استهلاك المياه الفوارة زيادة أخطار أمراض القلب، بحسب دراسة “فرامنغهام” للقلب التي أُجريت في خمسينات القرن الماضي، وكذلك علاقتها بكثافة نسبة المعادن بالعظام، بحسب دراسة “فرامنغهام” لهشاشة العظام، بسبب وجود الكافيين، وحمض الفوسفوريك.
علاج لعسر الهضم
ورغم هذا، تعتبر المياه الفوارة علاجاً لعسر الهضم، إذ أجرى باحثون تجربة على مجموعتين من المرضى يعانون عسر الهضم المتكرر والإمساك، المجموعة التي تناولت المياه الفوارة تحسنت حالتهم، عكس الذين تناولوا مياه الصنبور، إذ لم يطرأ أي تحسن على حالتهم.
(هافينغتون بوست)