وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من مدينة ريمبو السويدية، الخميس، أن الاتفاق حول مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر غرب اليمن بين الحكومة وميليشيات الحوثي، يتضمن انسحاب المتمردين من المدينة ومينائها.
ومنذ انطلاق العمليات في محافظة الحديدة، دأب التحالف العربي والحكومة اليمنية على التأكيد على أهمية انسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة، ومن الميناء الذي حوله الحوثيون المرتبطون بإيران إلى منصة لتهديد الملاحة في البحر الأحمر واستلام الأسلحة الإيرانية.
وإصرار التحالف على تحرير الميناء وهو شريان الحياة بالنسبة للملايين، يأتي أيضا في إطار حرصه على إيصال المساعدات إلى اليمنيين بعد أن كانت الميليشيات تعمد إلى نهبها والتحكم بها، الأمر الذي تسبب في أزمة إنسانية حادة.
ويؤكد الاتفاق الأخير في السويد على أن التحالف “أوفى بالتزامه بتجنيب مدينة الحديدة ومينائها العمليات العسكرية حفاظا على أرواح المدنيين والبنية التحتية الإنسانية”، حسب ما ذكر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش.
فالاتفاق سيجبر الحوثيين على الانسحاب دون تدخل عسكري، وسيؤدي حتما إلى عودة الميناء للعمل الطبيعي على الصعيدين التجاري والإنساني، مما يساهم في حل الأزمة في اليمن وإعادة الاستقرار للبلاد، وهو هدف التحالف منذ بدء دعمه للشرعية قبل 3 أعوام.
ولم يتحقق هذا الإنجاز الهام، المتمثل بإجبار ميليشيات الحوثي على العودة إلى طاولة المفاوضات والموافقة على الاتفاق الأخير، إلا بفضل الضغط العسكري للقوات الشرعية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات.
وفي هذا الإطار، قال قرقاش “كل التقدير لقوات التحالف العربي والقوات اليمنية الباسلة، وتحية اعتزاز وفخر بتضحياتهم وبطولاتهم التي شكلت حالة من الضغط المستمر على الحوثيين، أدت إلى هذا الإنجاز الذي تحقق اليوم”.
وأكد أن التحالف مستمر بالتزام “المسار السياسي والجهود التي تقودها الأمم المتحدة، ومن المهم استمرار هذه الخطوات والجهود لضمان استقرار اليمن وازدهاره”، وهو هدف التحالف الذي كان منذ البداية حريصا على عدم سلخ اليمن عن محيطه.
وكشف قرقاش، تعليقا على الاتفاق، أنه منذ انطلاق اليوم الأول للعمليات العسكرية في الحديدة كان هدف التحالف “إجبار الحوثيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهذا ما تحقق في مباحثات السويد والتوصل الى اتفاق الحديدة”.