ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان “لبنان شكل لجنة لمتابعة تنفيذ قرارات مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الذي عقد في بيروت في 20 كانون الثاني الماضي، نظرا لاهمية تلك القرارات وانعكاساتها الايجابية على العمل العربي المشترك”.
واشار الرئيس عون الى ان “لبنان سيراسل الامانة العامة لجامعة الدول العربية بالتفاصيل المتعلقة بالاقتراح الذي قدمه رئيس الجمهورية للقمة لجهة تأسيس مصرف عربي لاعادة الاعمار والتنمية، يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنتها ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام”.
وكان ابو الغيط نقل الى الرئيس عون في مستهل اللقاء الذي حضره الامين العام المساعد السفير حسام زكي وممثل الجامعة العربية في بيروت السفير عبد الرحمن الصلح، التهاني لمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة، متمنيا ان “يتعزز الاستقرار والاوضاع الاقتصادية في لبنان”.
واطلع الامين العام الرئيس عون على “التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القمة العربية في تونس في نهاية شهر آذار المقبل، والقمة العربية – الاوروبية التي ستنعقد في شرم الشيخ اواخر الشهرالجاري”.
واشار ابو الغيط الى ان “اقتراح الرئيس عون بتأسيس مصرف عربي لاعادة الاعمار والتنمية، سيوضع على جدول اعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي فور وصول الطلب اللبناني الرسمي على هذا الصعيد”.
وكانت جولة افق تناولت الاوضاع العامة في عدد من الدول العربية والتطورات الاقليمية.
ابو الغيط
بعد اللقاء، صرح الامين العام لجامعة الدول العربية للصحافيين، فقال: “تشرفت صباح اليوم بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقد حضرت خصوصا لكي اعبر لفخامته عن عميق تهاني الجامعة العربية، وتهاني الشخصية على تشكيل الحكومة اللبنانية، متمنيا بالتأكيد، الكثير من الاستقرار والنمو والتحرك والتقدم للبنان. اتيحت لي مناقشة نتائج القمة الاقتصادية التي عقدت في 20 كانون الثاني الماضي، وكان واضحا اهتمام الرئيس عون بمتابعة مقرراتها حيث كانت له مبادرة محددة تتعلق بانشاء المصرف العربي للتنمية، وقد تناولنا هذا الامر وكيف يمكن ان تكون هناك مساهمة بالفكر والفلسفة في هذا المقترح اللبناني. وعلى ما اعتقد هناك اليوم لجنة لبنانية- لبنانية لدراسة هذا الامر وطرح الافكار بالاضافة الى متابعة كل المقررات”.
اضاف: “اعود مرة اخرى للتأكيد على ان هذه القمة تميزت بالكثير من المقررات الاقتصادية والاجتماعية التي سيكون لها تأثيرها في السنوات المقبلة. وقدمت للرئيس عون تقريرا عن التحضيرات لقمتين اخريين، القمة الاوروبية – العربية التي ستعقد في شرم الشيخ في 24 -25 شباط الجاري، وقد عبرت عن الامل في ان تكون هناك مشاركة لبنانية عالية على مستوى القمة. كما تحدثت مع الرئيس عون عن القمة العربية العادية التي ستعقد في تونس في نهاية اذار المقبل وعن الاعداد الذي يسير في محاور مختلفة سواء السياسية منها او الاقتصادية او الاجتماعية او الثقافية. وقد وعد رئيس الجمهورية ان تكون هناك مشاركة لبنانية ناشطة للغاية سواء في شرم الشيخ او تونس، وهو امر متوقع لان لبنان هو دولة تأثير وحضارة وثقافة، وحضوره على هذا المستوى يكون له دائما التأثير في انجاح مثل هذا النشاط”.
سئل: هل من اتصالات بعيدة من الاضواء من اجل عودة سوريا الى الجامعة العربية؟
اجاب: “بعد التفكير، اقول اني اتابع بدقة شديدة جدا هذا الموضوع، ولكنني لم ارصد بعد ان هناك خلاصات تقود الى التوافق الذي نتحدث عنه والذي يمكن ان يؤدي الى اجتماع لوزراء الخارجية يعلنون فيه انتهاء الخلاف، وبالتالي الدعوة الى عودة سوريا لشغل المقعد. حتى الان لم ارصد هذا التطور او المفهوم”.
سئل: لكن لا يزال هناك وقت لدعوة سوريا؟
اجاب: “ان وزراء الخارجية العرب سيلتقون في المجلس الوزاري العادي في 6 اذار المقبل، ومن اليوم وحتى ذلك التاريخ هناك فرصة متاحة طبعا اي حوالى ثلاثة اسابيع، واذا حدث هذا التطور فليكن، اما اذا لم يحصل، فهناك ايضا اجتماع اخر لوزراء الخارجية في 27 -28 اذار يعقد في تونس، ما زال هناك وقت متاح. ولكن المسألة ليست مسألة وقت بل ارادة، وتوافق الدول بين بعضها البعض داخل الجامعة العربية في اختيار منهج او اتجاه”.
سئل: تتزامن زيارتكم مع زيارة وزير خارجية ايران الى لبنان، هل من تنافس عربي ايراني على الساحة اللبنانية؟
اجاب: “لم ارصد هذا الامر، كنت وعدت الرئيس عون ودولة رئيس مجلس الوزراء انني ساعود مرة اخرى فور تشكيل الحكومة للتعبير عن التهاني. لا اعتقد ان العرب يتنافسون على دولة عربية. بمعنى ان لبنان عربي وبالتالي، وفي اطار المجاملة والدفء العربي- العربي علينا ان نأتي اليه. صودف وجودي مع وجود وزير خارجية ايران الذي اعرفه معرفة شخصية ولا مشكلة في ذلك”.
سئل: هل وعد رئيس الجمهورية بالمشاركة الشخصية في قمتي شرم الشيخ وتونس؟
اجاب: “ان الرئيس عون لم يحدد اذا كان هو من سيمثل لبنان ام دولة رئيس الحكومة، الا انه وعد ان يكون الحضور اللبناني عاليا جدا”.
سئل: هل ان الامانة العامة بحاجة الى مساعدة لبلورة عودة سوريا الى مقعدها؟
اجاب: “ان الامانة العامة لا تقرر”.
سئل: هل تحتاجون الى مبادرة من مجموعة من الدول العربية لاعادة سوريا؟
اجاب: “ان المسائل تتقرر على الوجه التالي. يطرح الامر وزير عربي او وزيران او ثلاثة، سواء في جلسة مغلقة او في مشاورات ثنائية تتم وراء الابواب. يفكرون ويتداولون، فيرد هذا الوزير او ذاك بالقول، لا نعتقد ان المناخ ناضج بعد للامر او ان هناك فرصة تسمح بانتهاء الخلافات، او ان هناك مؤشرات تقول ان الوضع السوري لم ينضج بعد لهذه العودة، هذا كله يدور وراء الكواليس او في الاجتماعات المغلقة. احيانا، يعلن هذا الوزير او ذاك الامر بناء على تكليفه من حكومته في العلن، لكن كل ذلك هو احاديث. ولكي تعود سوريا يجب ان يكون هناك توافق ويصدر بقرار مكتوب يقره المجلس الوزاري وتتحرك بالتالي بموجبه الامانة العامة. فالامانة العامة او الامين العام للجامعة العربية لا يبادر بذاته في اي اتجاه لان الاطار الحاكم لهذا الامر هو قرارات الجامعة العربية”